الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 10:02

قصيدة نخزات حب ٍ هستيري: بقلم نضال شاهين

كل العرب
نُشر: 27/11/11 07:42,  حُتلن: 14:16

تجيئ وتطرق الباب ..
هي حين تدخل تكاد لا تتحدث
ترمي اطراف اظافرها خلف الاريكة
وتمد قدر ما استطاعت من ثوبها المبرق
نحن ضواحي الجسد المتوهج
ليتهامس مع خشاشيش قلادة رقيقة
صُكت في عنق قدمها
فيتناقلان اسرار حديث لم افهمه
لكني ايقنيت انهما ليسا
بجماد !


تتثائب اطراف الكلام
تجادل الستائر المجدلة
ان تدع الهواء يدخل اكثر
وتبدأ كما دوما
بِحَقن ذلك البيت
بهلوسة الاستعباد


تفرض سلطة الظلام على الاضوار
فتطفئها
تُعجل في امر الصمت ان ينتدب الاحداث
تأتي والشموع جاهزة في حقيبتها
تنزع الشراع الاحمر الذي يربط الشمعات
تشعلهن محذرة ً
ان حق الانطفاء سيزال يبقى
بغير ميعاد


وفي حقيبتها الجلدية
المجلجلة باجراس وردية
تستحوذ على قارورة عطرها الانجليزي المعتاد


تصوبه نحو ارجاء المكان
لتطمئن ان رائحة صدرها لا تزال تنبض
وكأن البيت الضريح اذا ما تعطر
سيُصدر قانون بتغيير تاريخ الوفاة
فيقوم الضريح المزور
جديد الميلاد ..


فيتزوج من جديد ..
ويستقر من جديد ..
وينجب من رحم الاعداد
اجنة اولاد ..


وكأن الضريح اذا ما تكلل
سيكون بحلة ٍ
اجمل


او كأنه لن يكون كما الكل
فروحه هو فقط
ستصعد نحو السماء
بمنطاد ..


كنت حينها مُنظَمُ الانتظار
وكان بريق الاشياء سيد الموقف
بيت لا يعرف مدخله الغبار !
ومقطوعات بيتهوفين كانت تستشيط زحمة الأحداث
تتقاسمها كلارنيت
تفرض الرقص الشرقي
على الجدار


لطالما رسخ حضورها
على ممتلكاتي جزع التوتر
لذلك كنت اتفقد دوما صلاحية
جميع الاغراض قبل ان تُعرض
فتأتي غير ابهة
كأن كل ما يحدث ليس سوى
ربيع ليلة ينتشل نفسه خلسة
من خلف عتمات الاشجار ..


هكذا هي ..
تردي دوما خلف سترتها
قنابل استهتار


وكم غادرتني بحقب زمنة هشه
تأتيتي كمولود مات توَ مجيئه
فهرس الفرحة بكوابيس غصات الم
فمات هو ودفنت معه
امنيات كانت قد ولدت هي ايضا
لذاك المشوار


فأنبش احشاء وساداتي البريئة
واكسر كل ما كان قد وضع على
تلك المائدة الصامتة
حتى ارى المكان قد اصبح
سبائك فخار ..


وكم وعدت نفسي باني سأبتعد
وكم اعلنت توبتي لممتلكاتي المكسرة
ان تسامحني
وكم امتصت جدران البيت
دموعي التي خُذِلَت


وتأتي ..
تدق الباب ..
وكما كل مرة
مائدتي تنتظر باطباقها
بيتهوفين
كلارنيت
صمت
لربما تربح رهاناتي يوما
لاعيش لذة ذلك الانتظار

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة