الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 15:02

محمود جمعة يكتب على العرب: ملحمة هو وهي

كل العرب-الناصرة
نُشر: 19/11/11 11:48,  حُتلن: 07:42

ملحمة هو وهي يقول هو.. اللحظات بقربك هى اثمن من راحة العمر في جنة خلودي..مع رائحة انفاسك تجدد خلايا الحياة اكوان عوالمي..ابتسم مسحور لطلة وجهك الصبوح البهي مع انوار صباحي..تتبدل الصور في ذاكرتي وتبقى صورتك افق ساحر في حدائق وجداني..وقلمي لم يستكين منذ ان تداعى طيفك لاحداق عيوني..اوراقي تزينت باجمل الخواطر وقت حضورك لذهني..قادتني اخيلتك لينابيع الفكر واسقتني خمر عشق لا تغيب الروح عن الوعي.. تقول هى.. اندم لاني لم احبك بالامس كحبي لك اليوم يا حبيبي ولاني لم ارى نور الحب في عينيك بقلبي قبل عيوني ولاني لم اراك بالامس في منامي ولاني لم اهتدي لطيفك في فوضي افكاري ولاني لم اكتب كلمات تعبر بالجنون عن اعجابي الخرافي فيك ولاني لم اغار عليك من نسمة شقية لامست ثغرك واختفت عن ناظري ولاني لم احضن اثارك في حجرة تأملي.. يقول هو.. ابقني فرحا بحبها يا قلبي..

اغبطني ببهجة السماء ونشيد الوجود..برقص الطير على اغصان الورود.. بتنفس الصبح من ندى المروج..بالوان كرنفال مزجته خصور النساء زينة النضوج.. تقول هي.. لا تسقط من عيوني دموع احبسها في القلب ليوم فراقنا..لا تحرق بالصمت انفاس تحتاجها روحي عند نحيبي على نهاية وجودنا..ولا تقل بعد الان ان ما تفعله بي هو من جنون حبنا.. يقول هو.. في الساعات المتأخرة من الليل ينصهر فوق جفونك سحر السماء خيوط حرير ويبزغ من ثغرك الفتان خيط النهار..ركضت خلفك حيث اختبأت رائحتك في الدواليب والقفافيز وتحت وسادتي وفي عرق جبيني وفي انفاس قهوة الصباح..صباحك عطري الذي من روحه تتفتح حياتي..فصباح الخير حياتي.. يقولا معا.. اكثرنا حبا لغيره هو من يمنح السعادة لغيره على وقع المه ودون ان يشعر الاخر ان الالم كان ثمن السعادة.. فحبنا لا يسمو لدرجة النبل الا اذا مر بتضحية..اننا نضحي بمتعة الحياة في محبة روحنا..ونضحي بالنفس في محبة ذكرياتنا ونقودها لجنوننا الجميل..ونقود الروح للالم في محبة بقائنا على درب هوانا..

واكثرنا اخلاصا للحب هو من لا يذكر ثمن التضحية.. يقول هو.. تسلل الصبح في صمت الطيور والضفادع ونثر في الضياء بخار قهوة صباحك على نافذتي المطلة على بوابة العمر.. نكهة وجودك في المكان تناديني بهمس وانا لا استسلم الا لوجهك الانثوي..اتراك نمتي جيدا حبيبتي..لم تذب حبات سكرك من على شفتاي منذ تركتني بين النعاس وبين اخيلتي..ولم تتلاشي اثار لمسة يديك الدافئة عن وجنتي..ولم تفل خطاك الناعمة من سكون حجرتي لترقب من شباك وجودي يقظة الحياة.. تقول هى.. صباح الخير حبيبي ها هى عادت من جديد انفاس صباحي... اقبل المساء ليستريح النهار من فوضى الناس وضجيج الحياة.. ذهبت لاجلس حيث اعتدت في صفاء بين اروقة الطبيعة..كانا مسلتقيان على العشب الاخضر الطري كقطتين من البراري ..ينفثان في الافق عطر الاشتياق..عدت للوراء تاركة للمكان ثرثرته الناعمة مع صوت اوراق الشجر ونوارس البحيرة..

مكاننا تشغله الان اله العشق بصوتها الذي لا يعلو على انفاس الوداد حيث يحلو السهاد.. اعطني عنك عذاب الروح يا حبيبي وعش بروحي التي لا تحيا الا باحساسك وفي اروقة حضورك.. يقول هو.. ارد باب الحقد عن بيت في الضلوع بيتي..وافتح نافذتي لنور الحب في صباحي وامسي..فان ضاق صدري بهذا الوقت النكور حبيبتي ..فاني بذكرك اشغل الوقت فلا يضنيك قبلي.. تقول هى.. أنسى بين يديك حضوري وغيابي..أنسى عند حديثك جسدي وانفاسي.. لماذا تصمت عند حاجتي لسماع صوتك..ولماذا تهرب حين تلقاك عيوني..انت تقودني لحب التعنت فيك..انت تقودني للجنون في ارضاؤك..والجنون هو ما يقودني حقا لعشقك.. يقول هو.. اساهرك الليل بخمرة حبي وبعض عمري الذي اشتريه برضاء عيونك يا حبيبتي..فصباح الخير بعد ان نامت روحي في مضجع عيناك..وافاق قلبي على همس شفتاك..

صباح الخير كله لك يا حبيبتي.. تقول هى في الليل تهجع النفس برضاء في مرقدها .. تقف خطواتنا الراكضة خوفا من ضياعنا..في الليل تهبنا الاشجار انفاسها..تنعسنا الحقول باصوات نوامسها.. حتي الطيور تصمت قداسة لصمتنا..ان الليل يشهد قداسة وجودنا لا يطول بنا ولا تطول فيه غياب اجسادنا عن ارواحها.. يقول هو.. واسألك كيف عدتي من سنون الضياع لي.. اشم في عطرك حبيتي ماضي تأنقه حواسي.. اعطر الاشتياق اشم ام عبق الوفاء لحبي..لا الليل غربك عني ولا انا ضعت في هواجسي..فررت من المدن واسكنتك بين ضلوعي..ونسجت من الاحلام نجوم اخبأها في حقائبي..هربت في دمي من العمر ما سيكفينا للحب يا صغيرتي.. تقول هى.. سأسلك كل الدروب التي مشيناها يوم عرفتك وسأذكر في كل خطوة اخطوها نظراتك نحوي وكيف كنت احرم جسدي لقاء جسدك لاجل ان لا تضيع من روحي خصائص حبك ولاجل ان اعرف ان العذاب فيك هو سمة الحب الذي لا تعرفة الا الملائكة.. يقول هو.. لم تكوني في حياتي حب الحياة الاول بل كنت لي حب صادق قوي لا تثنية سطوة النسيان او تنال منه وحوش غربتي ..عشتك في ذاكرتي في اليوم يومان وفي الساعة ساعتان وفي اللحظة لحظتان..

وكنت اختلي بك في الشوارع والحدائق في سيول المياة قرب الينابيع في تدفق الجدوال في الصحو في الغفو في المرابع وفي كل فكرة جميلة..اختليت بك في رقصة الزهر لنسيم الربيع في دروب يسلهكا العاشقين بروحهم بقرب موقد لعجوز تستشف الدفء من صلاة الشفاه.. تقول هي.. أذا خيرت بين ان انساك او ان اهجر ارض توطئها قدماك..فيكون اختياري غربة جسدي لاهجر روحي وصد هواك.. هو الغيم يسرق طلة الصبح البديعة.. يثقل انفاس ا لنهار بخطوات متثاقلة.. يكدر زرقة السماء ويعتم فيها الذاكرة.. أمر بذاكرتي على شيء من اثرنا..اراني على عجل اقلب صفحات الاماكن كاني من الوقت خائفة..اترك الارض والاشياء حولي في عتمة باردة..اقول ابقى معي لبرهة على خيط فكري لعلي في حضورك استعيد ادراج نفسي الحائرة.. يقول هو.. ثلاثة اشياء أثرن في روح الكتابة فى هذا الصباح..شمس جريئة تنبري من بين ثلوج تكسو اشجار الحديقة, بخار قهوتي وفوضى بديهية تنتاب جسدي, صورة غفوت عليها وافقت عليها هى صورة الاميرة البعيدة..

فى عينيك تتمرى انوثة صبايا الكون..جسدك المخملي ورود تقطر بندى الحياة..كبريائك يا حسناء يطيل من بقائي لالاف السنين..يطيل من عمر قلمي ومن بقاء المعاني في خواطري..يطيل من حضور الخواطر لنفسي وروحي.. وعندما يهبط وحيك لارضي يعلمني كيف ينحني الرجال لعظمة المرأة فيكي... تقول هي.. تقودني احاسيس اشبه ما تكون بتلك الاحاسيس التي عهدتها زمن طفولتي.. فارضى منك حبيبي رضا نفسي للمس امي خصال شعري.. وارضى منك ان تقول لي ان للسماء لون غير لونها التي تراه عيوني.. وارضى ان انام بين ظلال يديك كاني انام منذ سنين تحت غطاء حلم دافئ بعمر السنين التي مضت وقت اكتمالي..تقودني احاسيس اشبه ما تكون باحاسيس وردة يوقضها ندى الربيع..تنام فى جنح المساء فى خمر اثيلها وتصحو لفجر ضحوك .. ابحث فى صمته عن مكان تختلي فيه نفسي بجسدى..

افتش في سنين عمري العابرة عن صور لماضي تفتح فى الافق بوابة للذكريات..فلا تنتهي رحلتي للزمن الماضي الجميل عندما التقينا ولات! جد نفسي في الصمت غايتها الا مع حبيبي.. يقول هو.. ابتسمي عندما تذكريني و كلما استطعت الابتسام حبيبتي ..فعند ابتسامتك النقية تنتشي الحياة سعادة وبهجة وترق لقلبك الباكي في كل ابتسامة صافية..ابتسمي ولو كنت على هاوية الجنون فالابتسام عندها سخرية تلطم وجه الانكسار..ابتسمي عند تأملك لجسدك الذابل فالروح تحيا في رياض الذكريات.. تقول هى.. الهذا الحد افترقنا حبيبي وضاقت بنا سبل الوصال والتلاقي.. الحد الجنون تطيل المسافات وعودنا وتمدها فلا تختفي.. شوقي اليك حبيبي قد اجتاز حدود الرجاء والامل والتمني..

فلتعلم يا قدري ان شوقي للقائك لا وصف له بل هو جنوني الذي لن ينتهي.. يقول هو.. ببابك العالي تقف مشاعري كفراشة على زهرة ليلكية.. فراشة لا ترى سوى ما يرى من جمال الحديقة.. تحط على الغصن روحها فما لها عدا روح بريئة.. تحلم في لحظات الهدوء بلون خالد في حنايا الطبيعة.. فراشة تؤمن ان النسيم الذي الهامها الطريق .. تمس بانفاسها الندى في شقاوة ويناغم النسيم تسكعها.. ترقص بابتسام مبهج لان النضوج فيها يماثل رقتها.. ففي البدأ انثي تثير الغرائز لاكتشاف الانوثة فيها. وفي الوضوح كانت تسلم للزمن مفاتيح غيابها.. تظن انها اختصرت الطريق البعيدة لترتاح هنيهة.. فكان الغياب على الغصون رحلة لا عودة بعدها...

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة