الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 15 / مايو 11:01

... فماذا تكون؟؟؟ بقلم: صالح علي


نُشر: 04/02/08 14:31

هل نذكر يوم خرج التجمع الوطني الديمقراطي، إبان المعركة الانتخابية الأخيرة للكنيست، بحملة تدعو المواطنين العرب لرفع نسبة التصويت للقوائم العربية ولمقاطعة الأحزاب الصهيونية وطرد وكلائها "العرب" من قرانا ومدننا العربية؟ هل نذكر أن هذه الحملة أدّت وبشكل ملحوظ لانخفاض نسبة المصوتين العرب لتلك الأحزاب انخفاضا غير مسبوق؟ وهل نعرف لماذا كانت هذه الحملة أصلا وما كان الهدف من ورائها؟
 طبعا، وبرغم كونها خطوة مبتكرة، لم يكن الهدف منها انتخابيا فقط، ولا لتسجيل موقف، ولا حتى تقليعة إعلامية. لقد كانت ممارسة لقناعات التجمع الوطني الديمقراطي، الواضح الرؤية العارف كيف يفرّق بين الخصم والعدو. كانت صدقاً بالقول والعمل. وأهم ما فيها أنها أتت بنتائج جيدة بالحد الأدنى.
 كان الهدف، من ضمن ما كان، ألاّ نصل إلى وضع شبيه بما يحصل اليوم مع "عرب" الأحزاب الصهيونية. وما يمثله هؤلاء من صورة لأحطّ أنماط التعامل مع الذات. ولننظر اليوم إلى الحصار الإجرامي الذي تضربه حكومة إسرائيل على أبناء شعبنا البطل في غزة، تجويع وحصار، منع للأدوية والعلاج، عقاب جماعي يهدف إلى شيء واحد لا غير: رفع الثمن الذي يدفعه المدنيون لينتفضوا على "السلطة" ( سلطة حماس) وليحاربوها من الداخل. إن هذه الفكرة حتى على المستوى النظري هي جريمة حرب، فكم بالحري عندما تخرج هذه الفكرة إلى حيّز الممارسة؟... قلنا ولا زلنا نقول أن الصامتين على هذا الحصار هم متواطئون، والمتواطئ مع الحصار كمن يقوم به. حتى لو كان تواطؤه معه صمتا عنه، والإشارة هنا إلى الموقف الرسمي العربي. أما الطامّة الكبرى فهي هؤلاء الجالسين حول طاولة حكومة إسرائيل المجرمة، بصفة وزير أو عضو في كتلة من الائتلاف، ولا زالوا يعتبرون أنفسهم عرباً ويتبجحون بأنهم هناك من أجل خدمة الجماهير العربية، وممثلين لهذه الجماهير أمام السلطة!!!
 أولا، قلنا مرارا وأكرر القول اليوم: ليس هؤلاء ممثلين للعرب أمام حكومة إسرائيل وسلطتها، بل هم ممثلون لهذه السلطة وأحزابها لدى المواطنين العرب، وهم ليسوا أكثر من "مقاولي أصوات" لهذه الأحزاب لا يهدفون لغير سرقة أصوات العرب والانتفاع بها على المستوى الشخصي والمادي. وها هي غزة محاصرة منذ أشهر، وها هم العشرات بل المئات من النساء والرجال والشيوخ والأطفال يقتلون يوميا بسلاح حكومة إسرائيل التي يجلس بها هؤلاء، فأين هم من موقف الجماهير العربية؟ ولماذا لا نسمع منهم غير "صمت الحملان"؟ لا موقف لديهم ولا نزعة من مروءة، ولا حتى مصطنعة، تحركهم لأن يقولوا ولو كلمة واحدة ضد جرائم الحرب اليومية التي ترتكب باسمهم وبمشاركتهم.
 أعلم أن الوزير مجادلة لم يستطع أن يصل إلى الحد الأدنى من "العقلانية" يوم لم يستطع أن يقاوم إغراء الكرسي والمال و"الجاه" الذي أغدقه عليه منصبه الجديد، ولم يرفض الانضمام إلى حكومة إسرائيل جنبا إلى جنب العنصري ليبرمان. وأعلم أن وجوده في الحكومة، وهو ما يعرفه، لم يكن إلا استعمالا له، واستغلالا للانتهازية التي تميز عرب الأحزاب الصهيونية عموما، ليكون ورقة تين تغطي عورة الحكومة الإسرائيلية وإظهارها بمظهر الحكومة الطبيعية.
قد أفهم ألاّ يتمتع وزير البيئة، على سبيل المثال، في حكومة ما بالحد الأدنى من جودة البيئة، نظرا لأسباب موضوعية ولصعوبة الحفاظ على شروط بيئية متكاملة. أما ما لا أستطيع فهمه فهو أن يكون وزير العلوم والثقافة في الحكومة معدوم العلم والثقافة!!! فإذا كان أولمرت وبيريتس وحزبيهما لا يجهلان هذه الحقيقة – وهي منشورة على الموقع الخاص بالوزير مجادلة في الإنترنت – لماذا اختاروه ليكون وزيرا إن لم يكن من باب استخدامه دمية لتزيين حكومتهم "بعربي جيد"؟.. جيد لدرجة أنه لا يرفّ له جفن لمقتل مئات الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني دون أن ينبس ببنت شفة، ولا أقول أن تتحرك به المروءة وينسحب من الحكومة ولو على أساس "موقف سياسي" كما فعل ليبرمان مؤخرا.
 لنترك ذلك المالئ فمه ماءً وجيوبه دولارات مشبوهة، ولننظر إلى زميلته في "الحزب العمالي"، وهي أيضا "عربية" ولكنها مسترخية في حزب صهيوني في ذات الوقت!! هي الأخرى، لست متأكدا إن كان قد فلت منها دون إرادة، أو بدواعي الخجل، تصريح مفاده أنها "تتألم" لما يحصل في غزة. ولا أكثر من ذلك... صمتت دهرا ونطقت كفراً، ولو بقيت صامتة لاعتقدنا أنها ربما تفكر بشكل عميق كيف تصوغ استنكارا معقولا. ولكنها لم تبق صامتة. هي نفسها تلك التي استقال مساعدها البرلماني اليهودي، والذي هو من طبيعة الحال عضو في حزبها، من العمل لديها، لا لشيء إلا لأنها "عربية"، فلم تعلّق بأكثر من أنها متفاجئة وبأنها لم تحلم بيوم من الأيام أن تصل العنصرية إليها وإلى مكتبها...
 إذا اتفقت معها بأن العنصرية وصلت – أخيرا – إلى مكتبها وإلى حزبها، وإذا كانت حقا متفاجئة، ومن المفروض أن تكون أكثر من مجرد مفاجأة، فلماذا لم تترك هذا الحزب وهذا الجو العنصري؟! وكيف لم تفهم بعد أن "العربي الجيد" مثلها، ولو كان جيدا لليهود فإنه يبقى عربيا بنظرهم ولا بد أن تطاله عنصريتهم؟!
 أنا في الحقيقة لا أنتظر أجوبة لا من النائبة "حلو" ولا من "معالي" الوزير مجادلة، إذ لا يرجى من أمثال هؤلاء أي خير. هؤلاء هم "عرب" الأحزاب الصهيونية، هؤلاء الذين فضحهم التجمع الوطني الديمقراطي في الانتخابات الأخيرة، هؤلاء هم الذين لا وجود ( في نظر البعض ممن يحاربونهم في الانتخابات ويتملقونهم بقية العام ) لأي مانع في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بصيغتها الحالية لانضمامهم إليها، فهم في النهاية "نواب عرب"!! هؤلاء هم الذين علينا محاربة ظاهرة وجودهم بيننا، ومحاربة أخلاقياتهم "المعطوبة" التي لا تناسب طموحاتنا الوطنية الإنسانية.
 لا أستطيع القول أن لا دور لهؤلاء في كل ما يجري، فصمتهم هو مساهمة في الجريمة، من باب أن "الصامت على الحق شيطان أخرس". ومن هنا، وبفضل بعد رؤية التجمع، حارب التجمع هذه الظاهرة، فكان شعار الحملة يومها: "إذا كان صوتك صهيونيا... فماذا تكون؟"
 هل بيننا من يريد أن يكون مجرما؟ مشتركا في الجريمة؟ متواطئا معها؟ هل بيننا من يريد أن يكون شيطانا... ولو أخرس؟!
 نحن نريد أن نكون أبناءً لشعبنا العربي الفلسطيني وأن نخوض معاركه... وأنت، ماذا تريد أن تكون؟؟؟


الى الاخوه المعقبين في زاوية المقالات:
تحيه طيبه:
في زاوية المقالات تطرح افكار تعالج قضايا اجتماعيه، ونحن نتيح الفرصه للمعقبين لابداء الرأي ومناقشة الموضوع باحترام وموضوعيه ولكن للأسف نرى أن هناك بعض المعقبين الذين راحوا يتجادلون في امور الدين (المسيحي، والمسلم والدرزي...) الخ وهذا ما لا نراه مناسبا فكل على دينه الله يعينو.
نحن طاقم موقع العرب مسلمون ومسيحيون ودروز لا نريد الخوض في صراع الديانات ونحن نحترم كل الديانات فرجاء الاهتمام والتركيز في الموضوع نفسه وعدم تقسيم العرب الى ديانات ومذاهب وطوائف.
مع تحيات طاقم العاملين في موقع العرب

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
231916.75
BTC
0.51
CNY