الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 14:02

مرعي حيادري يكتب: المتناقضات السياسية.. بدعة أم أستراتيجية؟

كل العرب
نُشر: 10/11/11 23:39,  حُتلن: 21:47

مرعي حيادري في مقالة:

نشاهد راعية الأمم العالمية واحتضان مشاكلها كما لو كانت ألأب الحنون والحضن الدافئ للأم الحنون

استراتيجيات الكذب والنفاق والبدع السياسية والتناقضات الحاصلة أصبحت مكشوفة للجميع ولا بد من احترام شأن المواطن وتقديس حرية الفرد

المتناقضات العالمية في السياسة ورسمها وتنفيذها بين الحين والآخر هي وفق برامج مجهزة في جوار ير الدول العظمى مهيأة للتنفيذ في كل وقت

أحاول جاهدا فك رموز التعامل السياسي بين دول العالم والأساليب المتناولة والمتداولة فيما بينها ولكن بقدر هيبة التعامل لا أدرك أحيانا قلة الصدق ورداءة الحدث وما يخلفه من إعلام وتصريحات تحسبها للوهلة الأولى نابعة من عمق سياسي صادق ومحض  ولكن سرعان ما تكتشف أن هذه الملة النادرة في اللغو السياسي ماهي إلا دولار تهافت الناس عليه لأنه أمريكي أخضر ، وما هي أيام معدودات حتى ترى الصورة قد تهاوت إلى أدنى مستويات من القيمة الشرائية والسوق الدولية والعالمية المتداولة، تماما كما هي التصريحات الدبلوماسية من دولة كبيرة كالولايات المتحدة ولكن شتان ما بين القول والفعل على أرض الواقع والحقيقة.

 فارغة اليدين
نعم نشاهد راعية الأمم العالمية واحتضان مشاكلها كما لو كانت ألأب الحنون والحضن الدافئ للأم الحنون أيضا  والملفت للنظر أن تلك الدولة بكبرها مساحة واقتصادا وعسكره، تراها فارغة اليدين من الحقائق والقول معا حين تقع الواقعة والإحداث التي بحاجة لحلول وأسئلة ومصداقية، تما كما هو حاصل في (اليونسكو) وحصول الشعب الفلسطيني على لقب دولة كاملة الحقوق  حين عارضت الامر والشأن أمريكا راعية السلام  وما زاد الطين بله ، انه وفي اليوم الثاني بعد صدور القرار  جمدت التمويل المخصص من حصتها وأوقفت تحويله إلى تلك المنظمة العالمية وانتبهوا أن التصويت كان من قبل دول العالم اجمع تقريبا ؟! وهل يمكن لدولة مثل أمريكا أن تكون راعية لسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ؟!.

 القضية الفلسطينية
وبعد مشوار طويل من العناء مع فرنسا الدولة الأوروبية التي كان لها باع طويل من الانتداب في العالم العربي مغربا ومشرقا  وسياستها المبهمة تجاه القضايا العربية مجتمعة ما بين حكوماتها المتعاقبة من الاشتراكية واليمن واليسار، كانت دوما تدعم الموقف الأمريكي وقراراته بكل ما يتعلق في القضية الفلسطينية والقضايا العالمية التي تؤثر على مصالحها عالميا، ولكن الملفت للنظر أن فرنسا صوتت في منظمة اليونسكو وفي اللحظات الأخيرة مع إعطاء دولة فلسطين الحق الكامل كدولة عضو في المنظمة العالمية؟! فنلاحظ أن الموقف مغايرا لموقف أمريكا ؟! وأن دل ذلك على شيء فهو يدل على تضارب والتقاء المصالح العسكرية والاقتصادية في آن واحد ؟؟ ولماذا صوتت فرنسا ضد الموقف الأمريكي؟؟ (ربما كان ذلك توافقا مع النظام الأمريكي, حتى يكون تأشيرة أو تحذيرا مبطنا لإسرائيل)؟!! وربما ارتباطا لوعود قد تنفذ مع الفلسطينيين أو مصالح في أفريقيا ومناطق عالمية أخرى؟!.

غشاء الديمقراطية
وعليه نرى أن المتناقضات العالمية في السياسة ورسمها وتنفيذها بين الحين والآخر , هي وفق برامج مجهزة في جوار ير الدول العظمى مهيأة للتنفيذ في كل وقت تحين الفرص لها ؟! كما حصل في ليبيا ومصر وتونس واليمن , والاعتناء بحماية الثورات المبرمجة لتنفيذ ما تخبأه تلك الدول لأنظمة سقطت واحتضان أنظمة مستقبلية متلفعة بغشاء الديمقراطية التي لا وجود لها , ومن الطبيعي أن تحافظ عليها إلى حين من الزمن الذي سيستمر سنوات طوال للتنفيذ, والى حين تكون قد نفذت كافة مشاريعها ومخططاتها السياسية والإستراتيجية  وما علينا إلا الانتظار لمسلسل حلقات الضياع سنوات تلو الأخرى , إلى أن يحين القطف من الثمار التي تحتاج لسنوات من النضوج الفكري والثقافي  والذي هو بحاجة لاقتصاد قوي  وهذا غير وارد بالحسبان إطلاقا على النحو الحاضر؟!. حين نسمع رئيس فرنسا (ساركوزي) سيقول لزميله اوباما  أن نتنياهو (كذاب) ويرد عليه أوباما ويقول : أتشتكي من كذبه ؟؟ فأنا أتعامل معه كل يوم؟!! تلاحظ أن هذان الزعيمان لا يرتاحوا للتعامل مع نتنياهو ويصفون أو ينعتوه بالكذاب والملل من التعامل معه وبنفس الوقت ينفذون له أوامره ومتطلباته الإستراتيجية وما لا يحتكم للمنطق أطلاقا , فهل يمكنك أن تستوفي أو تستنتج من هذا الحديث الإعلامي غير المتناقضات الغريبة ؟!! فأن كان لا يطيقون التعامل معه فليكونوا أقوياء وشجعان ويصرحون بذلك علانية؟! أذا اللعبة ربما هي استهلاك كلامي فقط وامتصاص نقمة وغضب  وما مداها إلا ساعات وتحتضر وتزول , لان مصالح الدول أعلى وأقوى من الزعماء والقادة؟؟ أليس غريبا هذا التعامل في السياسة والتصريحات؟!.

الفشل تلو الفشل
وعليه لا بد أن أصل وغيري من القراء والمواطنون أن السياسة والإستراتيجية بدعة خسيسة الثمن لا قيمة لها ولا وزن للتصريحات التي نسمعها من على الشاشات والمنابر , والمهم التنفيذ على ارض الواقع وما الدول وعلاقاتها الإستراتيجية فوق كل المعايير والموازين , ومن هنا أنبهكم يا عرب الشرق الأوسط ويا أصحاب الثورات وربيعها الطافي والذي لا نور يطل منها .. أقول لكم .. أن استمر يتم وبنيتم على بدع الزعماء والقادة فسوف لا تلقون إلا الفشل تلو الفشل الذي لا أمل منه في البناء لدولكم وشعوبكم , ولا بد أن تكون ثوراتكم مبنية على السياسات الصحيحة والخلفية القومية والوطنية متمثلة بقادة وطنيون يبنون لمصلحة الشعب والدول قبل أن يرتبطوا بالدول الغربية والولايات المتحدة , ويمكن أن تسلكوا مسلك بقية دول العالم الذي أضحى مثقفا ومفكرا ومصنعا ويسد احتياجاته بسواعد أهل وطنه أولا ومن ثم يصبو نحو الارتباط بعلاقاته الخارجية حفاظا على مصالحه الإستراتيجية التي تخدمه وتخدم الشعب والوطن.

مصلحة المواطن
أن التخلف الذي يسود دول الشرق الأوسط عربيا ما زال قائما في قمع الإنسان والحريات وما من شك سيلحق ركب الثورات والحرية بقية الأنظمة التي كانت مرتعا للظلم والاضطهاد وهي ما زالت تفضل مصالحها الشخصية على مصلحة المواطن وعليه فلا تؤمنوا بالعلاقات الخارجية بأنها ستكوم المأمن لكم ولكراسيكم وعروشكم  لان تلك الدول الغربية هي المصدر الأول والأخير ستكون في قمعكم من منطلق سريان الديمقراطية  حين لا تحصل على مستلزماتها وحصتها الاقتصادية والعسكرية وثقوا أن التسلح وترسانات الأسلحة المكدسة عندكم لا تستعملوه ضد مواطنيكم رجاء. ولتفهموا ولمرة واحدة أن استراتيجيات الكذب والنفاق والبدع السياسية والتناقضات الحاصلة  أصبحت مكشوفة للجميع ولا بد من احترام شأن المواطن وتقديس حرية الفرد فقط بكذا أسلوب تنقذون أنفسكم .. أللهم أني قد بلغت.. وأن كنت على خطأ فصححوني.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة