الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 02:01

أول حصاد الربيع الفلسطيني/ بقلم: هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 05/11/11 14:01,  حُتلن: 14:09

هاني العقاد في مقاله:

لعل العالم يفهم أن الفلسطينيين طلاب سلام وطلاب حق وطلاب امن واستقرار وحماية دولية

اليونسكو هي تلك المنظمة التي أصبح لفلسطين فيها اليوم صوت وعضوية كاملة وهي احدى منظمات الأمم المتحدة

عضوية فلسطين بمنظمة اليونسكو يعني أن فلسطين أصبحت دولة لها حقوق تغتصب يجب استعادتها وإجبار المحتل للتخلي عنها مقابل السلام العادل

الإعتراف يعتبر دعوة رسمية للأمريكان للحاق بالمجتمع الدولي في سعيه نحو إيجاد حل امن للصراع الطويل بتطبيق حل مشروع الدولتين وسعي الشرعية الدولية لتنفيذ هذا المشروع على الأرض

اعتراف منظمة اليونسكو بالتراث الفلسطيني وموافقتها بانضمام هذا التراث وتسجيله دوليا باسم الفلسطينيين سيغلق الطريق أمام اغتصاب الإسرائيليين لكل ما يملك الفلسطينيين من تاريخ وتراث وأثار تاريخية

حقق الفلسطينيون انتصارا دوليا هاما على مستوى النضال السياسي الفلسطيني عندما صوت المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو على عضوية كاملة لفلسطين بمنظمة اليونسكو، وجاء هذا الحصاد كأول ثمرة من ثمار الربيع الفلسطيني، تلك المعركة الدبلوماسية التي يخوضها الرئيس الفلسطيني أبو مازن منذ فترة طويلة وقبل أيلول الماضي وجاء هذا الحصاد تتويجا للجهد الفلسطيني الكبير وعلى رأس هذا الجهد خطاب الرئيس أبو مازن بالأمم المتحدة مما خلق حالة جذب دولي اتجاه القضية الفلسطينية والاستحقاقات السياسية والثقافية والاقتصادية للشعب الفلسطيني والتي ستكتمل على التوالي حتى يستطيع الفلسطينيين أن يعيشوا في دولة فلسطينية مستقلة يعترف بها المجتمع الدولي ويعمل على حمايتها ويساهم في نموها وتطورها المتواصل.

معركة الربيع الفلسطيني
اليونسكو ليست المنظمة الدولية الوحيدة التي سيدخلها الفلسطينيون بل أنها واحدة من جملة منظمات دولية على رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسيكون لفلسطين فيها مقعد وصوت وكيان، ولعلها أول حصاد معركة الربيع الفلسطيني التي بدئها السيد الرئيس بطلبه الاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1976 وبعضوية فلسطين بالأمم المتحدة، فقد أعلن انتفاضة دبلوماسية لم يسبق لها مثيل على المستوى السياسي الدبلوماسي الفلسطيني وهذه الانتفاضة تهدف إلى دخول كافة المنظمات والمجالس الدولية التي تعنى بالسلام في العالم لعل العالم يفهم أن الفلسطينيين طلاب سلام وطلاب حق وطلاب امن واستقرار وحماية دولية، واليونسكو هي تلك المنظمة التي أصبح لفلسطين فيها اليوم صوت وعضوية كاملة وهي احدى منظمات الأمم المتحدة ومهمتها إعلان قائمة بمواقع التراث العالم على أن هذه المواقع مواقع تاريخية أو طبيعية تتبع الدول التي تنتمي لها وحمايتها وإبقائها سليمة هو أمر يطالب به المجتمع الدولي ليعيش الجميع في امن واستقرار، وقد حصلت فلسطين على عضوية هذه المنظمة بأغلبية 107 صوتا وامتناع 52 دولة ورفض 14 دولة أخرى لهذه العضوية على رأس هذه الدول أمريكا بالطبع التي هددت بالسابق إلى قطع الدعم المالي عن منظمة اليونسكو في حال منحت المنظمة عضوية كاملة لفلسطين.

إن عضوية فلسطين بمنظمة اليونسكو يعني أن فلسطين أصبحت دولة لها حقوق تغتصب يجب استعادتها وإجبار المحتل للتخلي عنها مقابل السلام العادل ولها تراثها وتاريخها الذي عرفته الأجيال وعرفته البشرية وهذه العضوية تعني أن كافة المدن والمواقع التاريخية والتراثية والأثرية والأماكن المقدسة كالمساجد والكنائس هي أماكن فلسطينية المنشأ لا يجوز لأحد تغيرها أو سرقة تاريخها تحت أي مسمي أو ذريعة وبهذا فان حماية هذه المواقع التاريخية والتراثية والدينية هي من واجبات المجتمع الدولي ولو لم يستطع المجتمع الدولي بقوته الشرعية أن يوفر هذا فان السلام مهدد بالزوال ولا يمكن الوصول إليه، ومن هنا فإن اعتراف منظمة اليونسكو بالتراث الفلسطيني وموافقتها بانضمام هذا التراث وتسجيله دوليا باسم الفلسطينيين سيغلق الطريق أمام اغتصاب الإسرائيليين لكل ما يملك الفلسطينيين من تاريخ وتراث وأثار تاريخية سواء كانت دينية أو غير دينية و سيغلق الطريق بالكامل أمام استخدامهم هذه الأماكن استخداما عنصريا خاصا يفقدها أصولها التاريخية، وهذا بالفعل جانب هام من جوانب الكفاح للبقاء على الأرض الفلسطينية بثبات وتجزر في أعماقها التاريخية وهو جانب مهم من جوانب التمسك بعروقنا وأصولنا التاريخية وإبقائها تاريخا يشهد على فلسطينية هذا البلاد وعروبتها وأصالتها، ولهذا السبب بالذات فان الولايات المتحدة وبعض الدول العنصرية اعترضت على عضوية فلسطين بهذه المنظمة، واعتراض الولايات المتحدة جاء عمليا عندما أصدرت الخارجية الأميركية بيانا، بعد ساعات على قرار اليونسكو، أعلنت فيه أن واشنطن توقف مساهمتها المالية في اليونسكو بدءا من صدور القرار, وهذا عمل عنصري أمريكي مفضوح لا يعزز فرص السلام التي عززها قرار منظمة اليونسكو ولا يساهم في حالة تدخل عادل في الصراع الطويل ولا يعطي أي أمل بأن الولايات المتحدة سوف توقف تحيزها الفاضح لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

دولة فلسطينية مستقلة
إن عضوية فلسطين في منظمة اليونسكو تعتبر حصادا سياسيا فلسطينيا هاما أثبت عدالة هذه المنظمة واستقلاليتها أمام الضغط الأمريكي الكبير وهذه العدالة والاستقلالية ستدفع باتجاه تيقظ المجتمع الدولي بدرجة اكبر لضرورة حصول الفلسطينيين على دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 بالتساوي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وحمايتها والمساهمة في نموها وتطورها وهذا سيكون له الأثر الكبير على ايجابية تصويت مجلس الأمن الدولي على طلب انضمام فلسطين للأمم المتحدة وحصولها على عضو كامل العضوية وسيكون له الأثر الكبير على الضغط على أمريكا بالسماح للفلسطينيين بالحصول على دولة بالموافقة الدولية والرعاية الدولية والتوقف عن إحباط المشروع العادل للدولة الفلسطينية، بل وتعتبر دعوة رسمية للأمريكان للحاق بالمجتمع الدولي في سعيه نحو إيجاد حل امن للصراع الطويل بتطبيق حل مشروع الدولتين وسعي الشرعية الدولية لتنفيذ هذا المشروع على الأرض.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة