الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 11:02

نتنياهو يدق طبول الحرب لمجده السياسي/ بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 03/11/11 17:55,  حُتلن: 09:02

أبرز ما جاس في مقال زياد شليوط:

نتائج الاستطلاع الذي نشرته "هآرتس" يدل على مدى انزياح المجتمع الاسرائيلي يميناً

تصريحات نارية من قبل رئيس الحكومة نتنياهو ووزير حربيته ايهود براك رافقت التدريبات العسكرية الجدية

أجهزة الأمن البريطانية تجري استعدادات جدية لمواجهة احتمال هجوم دولي برئاسة الولايات المتحدة على ايران

في ظل مجتمع يميني متصلب كهذا يستطيع نتنياهو أن يطمئن لانهاء فترة ولايته والاستعداد للفوز مرة أخرى برئاسة الحكومة القادمة

منذ أن استلم نتنياهو سدة الحكم في اسرائيل مجددا وهو يشير باصابع الخطر نحو ايران، ويحاول مستميتا أن يجر الولايات المتحدة الى مغامرة عسكرية، يورط فيها المنطقة وربما العالم في حرب شرسة مدمرة.

مضمون خطاب نتنياهو
وما كشفت عنه وسائل الاعلام هذا الأسبوع ليس بعيدا عن مضمون خطاب نتنياهو في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست مطلع الأسبوع، ويبدو أنه يحضر لشتاء ساخن. والنشر يأتي محملا بالتقارير المقلقة عن التدريب العسكري الواسع للسلاح الجوي الاسرائيلي في أجواء ايطاليا، على مدار خمسة ايام، اضافة الى تمرين لاسقاط الصواريخ في البلاد، يضاف اليه التدريب العسكري الواسع للجبهة الداخلية في منطقة تل أبيب، الذي انطلق يوم أمس الخميس وشمل التدرب على تفجيرات صاروخية وهمية على مبان سكانية، أسمعت خلاله أصوات صفارات الانذار.

التدريبات العسكرية
وترافق مع هذه التدريبات العسكرية الجدية، تصريحات نارية من قبل رئيس الحكومة نتنياهو ووزير حربيته ايهود براك، الذي التقى اول امس مع وزير الحربية البريطانية في لندن، بعد زيارة رئيس أركان الجيش البريطاني لاسرائيل. ويحتدم النقاش داخل الحكومة الاسرائيلية بين الوزراء، بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، لكن من يعارض انما يعارض تسجيل نقاط لصالح خصومه السياسيين وخاصة براك، ومن يتحفظ انما يتحفظ من تحويل النقاش من سري الى علني! ولجأت صحيفة "هآرتس" في عددها أمس، الى نشر نتائج استطلاع للرأي الاسرائيلي العام أجرته أول أمس أظهر أن 42% من الاسرائيليين يؤيدون قصف المفاعل النووية في ايران، بينما يعارض ذلك 39% أما الباقي 20% فلا رأي لهم. وهذه معطيات خطيرة تشير الى أكثر من نصف الاسرائيليين يؤيدون مغامرة عسكرية ضد ايران، اذا اعتبرنا أن غالبية الذين لا رأي لهم، سيقفون خلف قيادتهم اذا أقدمت على هذه المغامرة. وما يعزز رأينا هذا أن 52% من الاسرائيليين أجابوا، في نفس الاستطلاع، أنهم يثقون بنتنياهو وبراك في الموضوع الايراني، مقابل 37% لا يثقون بهما.

الإستعدادات لهجوم دولي
وما زاد من حدة التقارير وخطورتها، ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية أن أجهزة الأمن البريطانية تجري استعدادات جدية لمواجهة احتمال هجوم دولي برئاسة الولايات المتحدة على ايران، وما يعزز هذا الاعتقاد التنسيق العسكري بين بريطانيا واسرائيل هذا الأسبوع وعلى مستوى رفيع، هذا ناهيك عن التنسيق العسكري الدائم والوثيق بين اسرائيل والولايات المتحدة. ومن هنا لا يمكن النظر الى كل تلك التحركات على أنها "حرب أعصاب وكل ما فيها شرعي"، كما ذهب الصحفيان البارزان في "هآرتس" عاموس هرئيل وآفي يسسخروف في تحليلهما أمس، وان كانا محقين في أن نتنياهو وبراك فقط يعلمان حقيقة ما يجري، وأنهما لم يقررا بعد ماذا سيفعلان. لكن ما سيفعلانه لا يتوقف عليهما فقط، مع أنهما يمكن أن يطمئنا الى المساندة الجماهيرية لهما في صفوف المجتمع الاسرائيلي اليميني التوجه، فهناك حليفة اسرائيل الأولى والكبرى الولايات المتحدة وهناك دول الغرب وخاصة بريطانيا وغيرها.

الإستطلاع والنتائج
إن نتائج الاستطلاع الذي نشرته "هآرتس" يدل على مدى انزياح المجتمع الاسرائيلي يمينا، وهو أمر خطير جدا ووباء يصيب المجتمع الاسرائيلي ويهدد بتقويض أسس الديمقراطية وما تبقى منها في الدولة العبرية. ودلت على ذلك نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة وخاصة مضاعفة قوة الحزب اليميني المتطرف "اسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الخارجية ليبرمان، وازدياد قوة اليمين بشكل عام وسيطرته على الكنيست، حيث أخذ يسن القوانين العنصرية الفاضحة ضد الوجود العربي في البلاد. كما ظهر ذلك في العدوان الأخير على قطاع غزة حيث تجند المجتمع الاسرائيلي بما فيه الصحافة الى جانب دعم القصف الاسرائيلي لغزة ودعم قرارات القيادة السياسية والعسكرية. وهكذا في ظل مجتمع يميني متصلب كهذا يستطيع نتنياهو أن يطمئن لانهاء فترة ولايته والاستعداد للفوز مرة أخرى برئاسة الحكومة القادمة، في ظل ضعف "كاديما" وحزب "العمل" اللذين لم ينبتا قيادة جدية ومسؤولة يمكن لها أن تنافس نتنياهو وتشكل خطرا سياسيا عليه، كما أن براك لن يستفيد سوى مواصلة لعب الرجل الثاني في الحكومة خلف نتنياهو.

(شفاعمرو/ الجليل)

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة