الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 13:02

أهداف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة / بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 31/10/11 22:15,  حُتلن: 14:16

شاكر فريد حسن:

العدوان هو محاولة اسرائيلية لخلط الأوراق وإغراق المنطقة في دوامة العنف وسفك الدماء، وهو يهدد سلامة المدنيين الفلسطينيين

انجاز المصالحة الوطنية ببعدها السياسي والوطني الجوهري في ظل الوضع القائم والمناخ السياسي الحالي هو واجب الساعة والسقف الأهم

التصعيد العسكري الجديد على غزة هو أمر مقلق وبالغ الخطورة لأنه يهدد الأمن والسلام في المنطقة ويعمق الكراهية والعداء بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي

شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً خطيراً في المواجهات والأعمال العسكرية العدوانية الإسرائيلية والغارات الصاروخية الجوية على قطاع غزة، التي أوقعت عشرة قتلى من الناشطين الفلسطينيين وعدد كبير من الجرحى.
 
صفقة تحرير الأسرى
ويجيء هذا العدوان مباشرة بعد أيام قليلة من تنفيذ صفقة تحرير الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات والزنازين الإحتلالية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، مما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن العدوان التصعيدي الجديد هو بمثابة رد على كل الأصوات، التي راهنت على أن حكومة إسرائيل تبغي تخفيف الحصار عن قطاع غزة تمهيداً لرفعه بالكامل.
ومن الواضح أن هذا العدوان هو محاولة اسرائيلية لخلط الأوراق وإغراق المنطقة في دوامة العنف وسفك الدماء، وهو يهدد سلامة المدنيين الفلسطينيين، ويهدد الأمن والإستقرار في المنطقة ويدفع بها الى تطورات كارثية لا تحمد عقباها.
 
تحقيق الأهداف
إنه يأتي في زمن محدد، وتوقيت مدروس ومبرمج، ومخطط له في الدوائر الأمنية والعسكرية، ويستهدف تحقيق جملة من الأهداف السياسية المحددة، منها الإنتقام لصفقة شاليط، التي زعزعت الثقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الشارع الإسرائيلي، والتنصل من تنفيذ الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين المستحق الإفراج عنهم في الصفقة وتأجيل الإفراج عنهم.
إضافة الى ذلك ضرب ومحاصرة وإضعاف فصائل وحركات المقاومة، وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني، وصرف الأنظار عن الإستحقاقات السياسية والتشويش على الرأي العام العالمي مع دنو التصويت على عضوية فلسطين واستحقاق ايلول في الأمم المتحدة، ولمنع الإحتجاجات الإجتماعية في إسرائيل على الضربات الإقتصادية والأوضاع الإجتماعية المتردية نتيجة السياسة العدوانية الإحتلالية، التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وصرف الميزانيات على العسكرة والحرب والعدوان والإستيطان والإحتلال.

تصعيد عسكري
إن التصعيد العسكري الجديد على غزة هو أمر مقلق وبالغ الخطورة لأنه يهدد الأمن والسلام في المنطقة، ويعمق الكراهية والعداء بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولذلك فإن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل السريع للضغط على الحكومة الإسرائيلية الالتزام بالتهدئة ووقف العدوان ولجم التصعيد المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة، الذي ما زال يئن تحت الحصار التجويعي ويعاني من الآثار التدميرية، التي خلفها الإحتلال جراء حربه الأخيرة المسماة بـ"الرصاص المصبوب".

تعزيز الوحدة الوطنية
أما فلسطينياً فإن المطلوب في الظرف الراهن هو تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام والعمل على تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" لمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية والتحديات الراهنة، التي تستهدف الحقوق الوطنية الفلسطينية ووأد قضية الشعب الفلسطيني وتكريس الإحتلال وتخليد الإستيطان. فانجاز المصالحة الوطنية ببعدها السياسي والوطني الجوهري في ظل الوضع القائم والمناخ السياسي الحالي هو واجب الساعة والسقف الأهم، الذي يجب أن ترتقي اليه جميع القوى الفصائلية الفلسطينية المنضوية تحت راية وخيمة منظمة التحرير، بعيداً عن التناقضات والمناكفات والتناحرات والإعتبارات الضيقة والمصالح الحزبية الفئوية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة