الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 14:02

المقاومة الفلسطينية ليست بخير- بقلم: خالد منصور

كل العرب
نُشر: 30/10/11 11:37,  حُتلن: 08:48

خالد منصور في مقاله:

الأمور يا سادتي أسوأ مما تتوقعون والغلابا من شعبنا هم الذين يعرفون لأنهم بالصبر مجبولين وبالنار كل يوم يحترقون

الأمور ليست على الأرض هكذا أيها السادة ولو استمعتم لنفس الجماهير التي عانقت المسؤولين واثنت على خطواتهم بعد انصرافهم 

القابعون في المكاتب لا يرون أكثر مما يريد الإعلام أن يريهم إياه ويسيرون وفق الاتجاه الذي أفهمهم وأقنعهم الإعلام انه الصواب ولا صواب سواه

هل هناك مقاومة شعبية؟ نعم هناك مقاومة ولكن ما حجمها الحقيقي؟ والى أي مدى وصل تأثيرها؟! هذا سؤال للكل الفلسطيني الذي يبدو أنه مصاب بمرض الرضا عن الذات وتضخيم الانجازات

القابعون في المكاتب لا يرون أكثر مما يريد الإعلام أن يريهم إياه، ويسيرون وفق الاتجاه الذي أفهمهم وأقنعهم الإعلام انه الصواب ولا صواب سواه.. يقرأون التقارير ويستمعون إلى أقوال المراسلين وتصريحات المسؤولين، ويشاهدون لقطات مثيرة لمعانقة الجماهير لقادتها وهم يفتتحون مشاريع أو يقطفون حبات زيتون أو يزرعون شجرة هنا أو هناك، وأحيانا يرونهم وهم يشاركون في فعالية مرسومة من الألف إلى الياء، فينخدع البعض ويخرج بانطباع أننا إلى النصر ذاهبون.. وأننا لسنا في مرحلة دفاع بل في مرحلة هجوم.

مناضلون بطراز جديد
الأمور ليست على الأرض هكذا أيها السادة.. ولو استمعتم لنفس الجماهير التي عانقت المسئولين واثنت على خطواتهم بعد انصرافهم-- لعرفتم كم هي الفجوة بين القيادة والجماهير متسعة، وكم هو انعدام الثقة متغلغل.. فالناس في بلادنا يعرفون أن المسؤولين لا يأتون إليهم إلا ليحصلوا على صورة، ولتكتب عنهم الصحافة خبر، كي يزينوا صدورهم بأوسمة باعتبارهم مناضلين من طراز جديد، ومن ثم يجري تسويقهم للذين هم فوقهم من المسئولين الذين بأيديهم مفاتيح خزائن بيت مالنا العام، ومستودعات المناصب والرتب التي لا تنضب.

فرض السياسة على كل شبر
الأمور يا سادتي أسوأ مما تتوقعون... والغلابا من شعبنا هم الذين يعرفون... لأنهم بالصبر مجبولين وبالنار كل يوم يحترقون.. اقتصاديا-- أكثر من ثلثيهم تحت خط الفقر يعيشون، وفرص العمل بالكاد تتوفر للأقلية ولمن هم مدعومون.. وأمنيا-- بالقلق والتوتر يعيشون، فالأمن الداخلي ليس هو كل ما يطلبون، فالمحتل يعبث بالأمن ويسيد ويميد داخل المدن أحيانا وفي الريف في كل حين.. الأرض تنهب بقرارات رسمية من المحتلين.. ويتطاول المستوطنون، وفي طول البلاد وعرضها يعربدون.. وفرض السيادة على كل شبر يحاولون.

مقاومة شعبية
هل هناك مقاومة شعبية... أقول:" نعم هناك مقاومة.. ولكن ما حجمها الحقيقي؟! والى أي مدى وصل تأثيرها؟! هذا سؤال للكل الفلسطيني الذي يبدو انه مصاب بمرض الرضا عن الذات وتضخيم الانجازات.. فالمقاومة الشعبية مقاومات.. وفي غالب الأحيان على الأدوار متنافسات.. والتصدع وصل فيها إلى النخاع.. والانتهازية والوصولية والإفساد والفساد والبحث عن الغنائم اشغل المقاومين وأنزلهم عن الجبل قبل أن تحقق مقاومتهم سوى القليل الذي يذكر.. نزلوا لأنهم تصوروا أن تضخيم الإعلام ونفخه لفعالياتهم قد وفر لهم الفرصة لجني ثمار صورة خرجت لهم على فضائية أو تقرير كتبته عنهم صحيفة محلية.

الزخم الشعبي
الزخم الشعبي الذي تناما مع توجه القيادة إلى الأمم المتحدة وبعد خطاب الرئيس أبو مازن أين هو الآن؟! ولم لم تستغل القيادة هذا الزخم لتعزز فعليا نهج المقاومة الشعبية؟! أين هو هذا الزخم وأين هو الحراك الشبابي الشعبي من معارك الصمود على الأرض؟! أين هو من الوقوف إلى جانب المزارعين ومساعدتهم في قطف ثمار زيتونهم، وإسنادهم في مواجهة الحرب الشرسة التي يشنها المستوطنون عليهم في كل شبر من أرضنا؟. أين هو هذا الزخم ولم تبدد؟! وماذا يقول المتغنون في المقاومة الشعبية لفظا عن تراجع المشاركة الجماهيرية في معظم البؤر الملتهبة، التي لطالما تغنينا بها حتى أصبحت مشاركة المتضامنين الدوليين في الكثير من الأحيان أكثر من مشاركتنا نحن الفلسطينيون أصحاب القضية؟ ولم يتحول بعض نشطائنا إلى أدلاء سياحيين لهؤلاء المتطوعين، بل وتولد مؤسسات شكلية تعمل كوسيط ومقاول لما يسمى السياحة الدينية والتضامنية.
يا سادتي اعترفوا بالحقيقة ولو مرة... فمقاومتنا إن استمرت على هذا الشكل وبهذه العقلية وبالأمراض التي تتفشى بها-- لن توصلنا إلى أهدافنا الوطنية، بل وستطول محنتنا وستزداد آلامنا.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة