الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 12:02

صفقة النتائج الإعلام والمفارقات؟!- بقلم: مرعي حيادرة

كل العرب
نُشر: 22/10/11 10:18,  حُتلن: 10:33

مرعي حيادري في مقاله:

القوة لا تساوي الإنسانية لا بل هي التي تفرض معاييرها وشروطها ومن هو الأفضل والاسمي والأعلى

الحكومات تهتم لبرامج سياساتها بعكس الشعب الذي يرغب في الهدوء وسريان الأمن والأمان والتسامح بين كافة الشعوب والأديان

الإعلام الغربي كان واضحا ومميزا في الانحياز والتعاطف نحو الأسير شاليط أكثر من بقية الأسرى الألف وسبعة وعشرون أسيرا ؟؟!!

نتوجه إلى كل إنسان يعي الإنسانية ويؤمن في التواصل الإنساني البشري أن يرفع صوته عاليا مدويا بأنه لا فرق بين عربي على أعجمي ألا بالتقوى

لو عرفت حكومات العالم عامة وإسرائيل خاصة قيمة الإنسانية والتواصل البشري من على وجه البسيطة، لكانت النتائج أفضل للعمر الإنساني البشري ومدى استثمار الوقت واستغلاله إيجابا نحو إطالة عمر الزمن الذي كان قبل سنوات خلت، وانتظره الأسرى المحررين سنوات متعاقبة في ظل حكومات متغيرة دون أن يحصل ذلك التبادل من الصفقات وعلى الرغم من وجود (شاليط لخمس سنوات في اسر حماس) .. والذي كان بالإمكان أن يحرر بنفس الشروط قبل سنوات خلت، والملفت للنظر فلو كانت قيمة الإنسان الحق في العيش والكرامة نابعة من منطلق القوة المفروضة على طرف من أخر ؟ أم هي استسلام في بعض الأحيان والأزمان والفترات، بعدما استنفذت كل آليات النفاذ من الحر وبات الهدامة والقاتلة المدمرة، وبعد فشل المخابرات في إيجاد مخبأ شاليط، يوافقون في الحكومة الإسرائيلية اليمينية على تنفيذ الصفقة بنفس المعايير التي كانت قبل سنة أو أكثر ؟!! ومن هو الخاسر الإنسان والبشرية من خلف القضبان، وأولئك الذين انتظروا تحريرهم من أسرهم بعد تلك السنوات الرهيبة والقاتمة في نظر ما يوصف من حياة السجون وخاصة الأمنية والسياسية، وهل يمكننا أن نتعلم الدرس ونعتبر من التجربة في المرة القادمة ونحتكم لعقولنا ومشاعرنا قبل اتخاذ القرار للبشر والإنسان؟!.

شاليط مقابل 1027 أسيرا
إن النتائج التي أسفرت عنها تلك الصفقة من خلال وسائل الإعلام والتغطية المحلية وعلى مدار أكثر من أسبوع أو أكثر كان لها عمقا هائلا من الأهمية التي لاقته من تحليلات واستنتاجات نحو تلك الصفقة والتمييز الحاصل إعلاميا من طرف لأخر، والوصف الذي تلقاه الأسرى الفلسطينيون؟!! لما لاقاه من تعاطف الأسير شاليط على المستويين المحلي والعالمي، ناهيك عن أن الإعلام الغربي كان واضحا ومميزا في الانحياز والتعاطف نحو الأسير شاليط أكثر من بقية الأسرى الألف وسبعة وعشرون أسيرا ؟؟!! أليست تلك مفارقات عجيبة في التمييز بين البشر والانسانيه ؟؟ الم تلاحظون الإعلام الغربي المبرمج في التعاطف مع شاليط والاهتمام به أكثر من بقية الأسرى الفلسطينيين؟!! وهل هذا يدل على نوعية الصفقة والموافقة الإسرائيلية بتحرير الجندي شاليط مقابل ذلك الكم الهائل من الأسرى المحررين والذي كان ملفتا للأنظار ؟!! أم أن قيمة الإنسان العربي تبقى اقل قيمة في أعين الغرب وأمريكا؟! إذا ماهي المعادلة الإنسانية العالمية في نظر الضعفاء .. طبيعي أن يتم التنازل عن قيمها وحتى لو كانت صادقة وحقيقية، وجدا منطقي هو منطق القوة والهيمنة والذي يفرض شروط المعادلة الإنسانية وفقا لمنظاره وأهدافه الإستراتيجية، وهذا هو الجواب الشافي إذا .. القوة لا تساوي الإنسانية لا بل هي التي تفرض معاييرها وشروطها ومن هو الأفضل والاسمي والأعلى ... تماما كما التعامل بالتقوى؟!!

التواصل الإنساني البشري
ومن هنا نتوجه إلى كل إنسان يعي الإنسانية ويؤمن في التواصل الإنساني البشري أن يرفع صوته عاليا مدويا بأنه لا فرق بين عربي على أعجمي ألا بالتقوى.. ولا بد أن نحترم الإنسان لإنسانيته ولا لعرقه أودينه أو طائفته مهما يكن ومن يكن ، وحسابه يكون نابعا تصرفاته وسلوكه واحترام الذات للذات والشخص لنفسه والآخرين، فمن هنا يكون المعيار الإنساني بين إي أسير وسجين محرر عربي أو يهودي أو أجنبي، هو الإنسان البشري الأسير والذي يتعالى على الخلافات السياسية والإيديولوجيات والاستراتيجيات وفوق كل ذلك أن تبقى نفوسنا شامخة مع عزة النفس والكبرياء والإنسانية التي أوصتنا في استمرار البشرية على وجه تلك البسيطة، فحينها يمكننا أن نتفق على ما لم نتفق قبل سنوات خلت، وان تعتبر إنسانيتنا فوق كل عامل قوة أو دحر أو غلبة نحن بغنى عنها.
ولكن للأسف هذا ما نتمناه ونرغبه، ويحصل العكس منه تماما، فالحكومات تهتم لبرامج سياساتها بعكس الشعب الذي يرغب في الهدوء وسريان الأمن والأمان والتسامح بين كافة الشعوب والأديان، وعليه ما حصل في هذا الأسبوع من صفقة تبادل إنسانية بكل معنى الكلمة تعبيرا ونحوا، كان يمكن أن تحدث سابقا، فقط لو نزعنا من على وجوهنا أقنعة الزيف والحقد والكراهية الملفوظة من الجانب الإنساني المتسامح، ومن هو الذي خسر كل ذلك (الإنسان وفقط الإنسان السجين القابع خلف القضبان) والأمهات والإباء والنساء والأطفال الذين عانوا من الحرمان ؟! وهل يمكن لأحد منكم يا قادة ويا زعماء أن يسجن ابنه أو أخته أو امرأته وأي قريب له؟!!! فلو تجربون ذلك الذي يأتي من سن قوانينكم وشرعتموها، لكانت عودتكم أسرع في إبطال التشريع والقوانين؟! ومن هنا أتوجه إليكم بأن تفكروا في بقية الأسرى وكيفية تحريرهم دون اللجوء إلى آليات أخرى تجعل ما جعلته تلك الصفقة في العودة إلى ما لا تحمد عقباه.

الكيل بمكيالين
وكلمة تنبيه للأعلام الغربي المنحاز .. توقفوا عن التعامل بسياسة الكيل بمكيالين .. فهذا النهج المستبد والمستمد بأذرعه القوية، أدرك الفشل في كل من أفغانستان والعراق والصومال والسودان، هاهو اليوم يلعب دورا في تغيير خارطة الشرق الأوسط ولكنه يفشل في تحقيق واختراق الأهداف، والملفت للنظر إعلامكم الذي يستمد قوته الدعائية، ومنها الكاذب وغير الصحيح ينكشف في أسرع من البرق، لم تعد تنطوي تلك الأحابيل والزيف في التعامل في عصر المكننة والتطور وفي القرن المائة والواحد وعشرين؟!! كفاكم غيبة وحقدا في نهجكم تجاه الدول التي تحاولون هدم أنظمتها لمجرد كرهكم لها، أفلم تعتبرون ؟!! واليوم تنفذون التعامل في التفرقة بين الإنسان والإنسان، ألا تعتقدون أن لكل كذب وافتراء نهاية ؟!.
اللهم إني قد بلغت وان كنت على خطأ فيصححوني.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة