الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 04:01

على من الدور؟ بقلم يوسف شداد -رئيس تحرير موقع العرب

كل العرب
نُشر: 21/10/11 13:19,  حُتلن: 16:16

يوسف شداد -رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

اسقاط القذافي كان أصعب من إسقاط بن علي ومبارك. لقد شفى الثوار غليلهم وشعوبنا العربية لن ترضى بالذل والظلم بعد اليوم. على من الدور؟

القذافي الذي توسل لثواره بألا يقتلوه كان الفقراء والبسطاء والمظلومون من رجال ونساء يتوسلون له ولرجاله ويقبلون أقدامهم لكي لا يتسببوا بأذيتهم وألا يغتصبوا بناتهم

الزعيم الراحل أذهلنا عندما أطلق على نفسه لقب "ملك ملوك أفريقيا" وغيرها من أفكار "قذافية" طرحها بأسلوب مثير للجدل في خطاباته الطويلة في الجامعة العربية والأمم المتحدة

القذافي انقطع عن شعبه وهمومه وأشبع العالم بهلوسته عندما طرح مشروع إقامة دولة "أسراطين" كحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدمج إسرائيل وفلسطين كدولة واحدة للشعبين

نهاية القذافي كانت في حفرة للزواحف والجرذان... أتذكرون عندما وصف الثوار بالجرذان؟!

الاجهاز على رئيس دولة عربية كان يعتبر زعيما دكتاتوريا مستبدا ظالما وقمعيا، هو مشهد ليس تاريخيا فقط إنما هو مشهد تتجسد فيه القوة البشرية أمام أعته الحكام. فالقذافي الذي توسل لثواره بألا يقتلوه كان الفقراء والبسطاء والمظلومون من رجال ونساء يتوسلون له ولرجاله ويقبلون أقدامهم لكي لا يتسببوا بأذيتهم، ولكي لا يغتصبوا بناتهم دون جدوى وبلا رحمة، فانقلب المشهد وكما لم يرحم هؤلاء لم يرحمه الثوار، رغم أنني كنت أفضل اعتقاله لا قتله ومحاكمته أمام شعبه والعالم بعد تسليمه للمجلس الانتقالي.

الحكام الشرفاء
تخيلوا، 42 عاما حكم القذافي ليبيا وكانت بدايته مشرفة وتواصله مع الزعيم العربي المصري جمال عبد الناصرة أفرز مردودا وضعه في خانة الحكام الشرفاء الثوريين المناضلين من أجل الحقوق والمساواة وكسر الاستعمار والتدخل الأجنبي، لكن ما لبث أن تحول العقيد الى طاغية بعد أن انغمس في حياة الترف والنساء والمال والتبذير وسرقة إيرادات النفط، والغنى الفاحش، فانقطع عن شعبه وهمومه وأشبع العالم بهلوسته عندما طرح مشروع إقامة دولة "أسراطين" كحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدمج إسرائيل وفلسطين كدولة واحدة للشعبين اليهودي والفلسطيني، وأذهلنا عندما أطلق على نفسه لقب "ملك ملوك أفريقيا" وغيرها من أفكار "قذافية" طرحها بأسلوب مثير للجدل في خطاباته الطويلة في الجامعة العربية والأمم المتحدة وفي محطات زمنية متعددة، والتي أقتبس منها كلماته الساخرة المضحكة الكوميدية لتستعمل في سيناريوهات فكاهية في مختلف العالم، حتى أن منها "زنقة زنقة" و"دار دار" استعملت على بطاقات الأفراح والأعراس في عدد من الدول العربية. أما عن أزيائه وعباءته وقبعته وسيجاره ونظاراته السوداء وأحذيته الملونة وحارساته وميوله وطريقة كلامه فحدث بلا حرج فكانت ظاهرة من ظواهر افريقيا والعالم. هذا هو القذافي.

دمار شامل
لقد كان القذافي منظما عسكريا واقتصاديا وقد احكم قبضته على السلطة وقمع معارضيه وعذبهم ونفاهم للخارج، واعتقد أنه لولا تدخل الغرب والقصف العنيف للناتو منذ بداية الثورة الليبية وعلى مدار أشهر طويلة، لكانت حرب الشوارع والكتائب متواصلة حتى يومنا بلا هوادة، ولكانت ليبيا غارقة حتى أذنيها بمستنقع من الدماء نحو دمار شامل.

الذل والظلم
بالأمس وعندما شاهدت الصورة التي أظهرت مكان اختباء القذافي في سرداب للمياه العادمة، قفز الى ذهني ذلك الخطاب الشهير والذي تحولت كلماته الى أغنية راقصة صاخبة في الملاهي الليلية في أوروبا والعالم، والذي وصف به الثوار بالجرذان. فها هو القذافي وبعد أكثر من شهرين من فراره من العاصمة هربا من المد الجارف للثوار خبأ له مصيره وقدره أن يختبئ في حفرة مليئة بالحشرات والزواحف ومياه المجاري، في نهاية يجب أن تكون عبرة لكل طاغية ولكل ثوري يستبد بحكم شعبه وينهب كنوز بلاده، بدل ان يتقاسمها مع أبناء شعبه ويفتح مجتمعه للديمقراطية والتعددية وحرية الصحافة والفن والمسرح والتنمية الاقتصادية وزيادة قوة اقتصاده الداخلي والرقي بمجتمعه.
إن اسقاط القذافي كان أصعب من إسقاط بن علي ومبارك. لقد شفى الثوار غليلهم وشعوبنا العربية لن ترضى بالذل والظلم بعد اليوم. على من الدور ؟

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة