الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 04:02

أمل المدني، حكومة سدوم* وعارُنا !


نُشر: 25/01/08 08:23


أمل ماتت من البرد في برّاكيتها التي ترفض الدولة مدها بالكهرباء. أمل تحكي بموتها القاسي حكاية القرى غير المعترف بها، لكن الأهم أنها تحكي حكاية، حكومة الشرور "حكومة سدوم"

اليوم، سأقص عليكم قصة الطفلة ذاتها، إبنة الأعوام الثمانية، التي قضت نحبها في موجة البرد الأخيرة. إسمها أمل المدني. عائلتها بدوية تعيش في منزل هو في الحقيقة براكية. أمل كانت معاقة منذ الولادة. العائلة تعيش بجوار الكسيفة، قرية غير معترف بها. منزلها براكية مصنوع باغلبها من الصفيح، غير مربوطة بالكهرباء. يقول الوالد: "أردت أن أبني منزلا من زمان، لكن وزارة الداخلية تهددنا كل الوقت بأن تهدم البيت الذي سنبنيه. لدي خمسة أولاد صغار، أصغرهم طفل عمره عام ونصف، ونضطر في كل ليلة إلى مواجهة البرد. إننا نشعل النار طيلة اليوم- يقول- لكننا، عندما نذهب إلى النوم، نضطر إلى إطفائها، لتفادي خطرها."


هكذا وجدت أمل موتها.. أمل، طفلة في الثامنة، معاقة، عاشت حياة قاسية ومات ميتة قاسية- من البرد. لقد وصلت إلى مستشفى "سوروكا" وجسمها بارد. درجة حرارته كانت 26 درجة!
أريد أن أقرأ رد وزارة الداخلية: وزارة الداخلية تعبر عن أسفها لكن مع ذلك- تقول الوزارة- من واجبها أن تطبِّق القانون. إنني أقول لكم بأن هذا هو سرير سدوم. إنهم بالضبط أولئك الذين يتصرفون حسب القوانين بدقة ولا يرون البشر، لا الأطفال ولا البرد أو الحر. وأعتقد بأنه يجب قلع حكومة سدوم من هذه البلاد.
أذكِّركم: أمل المدني كانت الضحية الرابعة لموجة البرد في البلاد. إمرأة في الـ 50 توفيت في جادة الإستقلال في بات يام. يوم الأحد، توفي رجل في الأربعين وعجوز في الـ 78 من بئر السبع. المواطنون المحرومون من المنزل هم مواطنون محرومون من الحقوق في إسرائيل. إنه عارنا كلنا. على الكنيست أن تقول مقولة واضحة: مع واقع كهذا نحن غير مستعدين للتعايش. مع واقع كهذا، نحن غير معنيين بالتعايش.


* يشير العهد القديم يروي إلى قرار الله، بإبادة سدوم بسبب شرور سكانها (سفر التكوين، الإصحاح الثامن عشر). تسرد الأسطورة ما تجسد فيه هذا الشر: كان هناك في سدوم سرير خاص للضيوف. كل غريب كان يحضر إلى المدينة كان يتم تمديده على هذا السرير. إذا كان الغريب أطول من مقاس السرير، كانون يقصرون رجليه، وأما إذا كان أطول من مقاس السرير فكانوا يطولون له أعضاءه.

- عن خطاب د. دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، أمام الكنيست، 16.01.08.

مقالات متعلقة