الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 20:02

المجموعة القصصية الأولى للكاتبة المقدسية هدى جولاني صدرت حديثاً عن دار فضاءات

كل العرب
نُشر: 16/10/11 15:54

هدى تعايش علاقة خاصة بالكتابة، وتنذر قلمها لهذه العلاقة وتخلص لها، وربما كان ذلك على حساب أشياء أخرى تنتظر الإنجاز

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان صدرت حديثاً المجموعة القصصية الأولى للكاتبة المقدسية هدى جولاني ، تقع في 108 صفحات من القطع المتوسط، صمم غلافها الفنان نضال جمهور.



قدم للمجموعة د. ثائر يوسف عودة/ جامعة الشارقة/ حيث يقول في مقدمته التي جاءت تحت عنوان "أنثى الحكايات تبحث عن خطاب جديد":
في الوقوف عند العتبة الأولى من عتبات الدخول إلى عالم الحكايات، تبدو القاصة هدى جولاني قلقة متوجسة دائماً، وإذا كان الأسلوب هو الكاتب، فإنّ ذاك القلق انعكس أسلوبياً فيما هو ماثل أمامنا من خلال البحث المضني عن كتابة المدهش والمختلف، فنياً وموضوعياً، وتسعى الكاتبة مدفوعة بقلقها الفني إلى إنتاج حالات إبداعية حقيقية، وهي عندما تجوب بين ألوان من البشر والأمكنة تراودها باستمرار فكرة مرهقة مفادها: أن القصة الأجمل لم أكتبها بعد؛ لذا يتجلى خوفها من البشر والنشر، خوفها من الإعلان عن نفسها، ولسان حالها يقول: ما زال الوقت مبكراً. ولسان قلمها يقول: أصبح الوقت متأخراً.

حسابات أخرى
تعايش هدى علاقة خاصة بالكتابة، وتنذر قلمها لهذه العلاقة وتخلص لها، وربما كان ذلك على حساب أشياء أخرى تنتظر الإنجاز، وكأنها تقول: إنما خُلقت لأكتب. فتخلص للكتابة وهواجسها، للإبداع وأطيافه المتبدلة، لقلقه وورطته وتعبه اللذيذ، حتى لكأنها قد تحولت هي ذاتها إلى حالة كتابة، فلم تعد الكتابة لديها استراحة أو ترفاً أو هامشاً بل متناً وروحاً ومبتغى، ودائماً تقرأ وتعيد قراءة ما كتبت، وتدفع بما كتبت لهذا القارئ أو ذاك لعلها تظفر بخطأ أو عثرة، ولا أكاد أبالغ إذا قلت إنّ المديح لا يعنيها بقدر ما يعنيها النقد واكتشاف الخطأ، ولا تركن لعبارات الإطراء رغم صدورها في كثير من الأحايين عن ألسنة صادقة غير مجاملة.

بين المذكر والمؤنث
إذا تجاوزنا عتبات الدخول إلى عالم الحكايات، تبرز قبالتنا ظاهرة لا تخطئها عين القارئ، ألا وهي غلبة المؤنث على المذكر في ذاك العالم، فالأنثى من واقع فني حقيقي من لحم ودم: أنثى من زمن انتهى، قضى عليها احتلال الأيام الستة وأخوها الشقي، فاختفى الجمال وذبلت الأنوثة، وأنثى سمراء نحيلة تتحدى الفقر والطرق الالتفافية الوعرة والحواجز العسكرية، وبيديها بضاعتها، مطحونة بقسوة الحصول على لقمة العيش (أم اسماعيل)، وتلك أرملة الشهيد بنت السادسة والعشرين التي فجعت بفقد زوجها وبيتها واغتيل طبق ملوخيتها، وتلك الأنثى التي اغتيل مرحها وحبها للعلم والمعرفة، والانطلاق في الحياة ببراءة، وتحلم في حمأة الموت بزوال الاحتلال والظلم والعادات الذكورية البالية، وتبحث عن فجر جديد يغسل الظلم الذي يلفّ العالم، و(نعمة) السمراء، و(أم خضر) صديقتا (الأم) في المخيم، تلك الأم التي حاولت أن تصادق أرض المخيم، من خلال مصادقتها لبندورتها، لكنها فُجعت بعلاقاتها تنهار دفعة واحدة، وأخرى من عالم آخر أنثى شقراء متجبرة (الإسرائيلية).

تضم المجموعة 12 قصة هي:
الشرنقة، ثنائية ما بعد الرحيل: طبق الشهيد، وسادة الشهيد، ولليل قصص أخرى ، ولادة الشمس، إسفلت أخضر، طفل و بندقية، المجنون، قصة الدم الذي كان على كف عماد، النعاس على قارب طريق للعودة، سر البندورة ، الموت

تكشف المجموعة عن قدرة سردية عالية، وعن ميلاد قاصة حقيقية ومتميزة، ملتزمة بنبض الإنسان.
 

مقالات متعلقة