الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 20:01

لنرفع الظلم عن الأقليات ولنحرر العقل العربي- بقلم: أنطون سابيلا

كل العرب
نُشر: 14/10/11 12:12,  حُتلن: 13:41

أنطون سابيلا في مقاله:

العقل العربي كان حتى مطلع القرن الحادي عشر هو الحافز والمحرك والدافع للفكر والعلوم والطب

العرب لديهم نزعة فوقية، وهي نزعة لا علاقة لها بالدين وانما تستغِل الدين لتكون في سلام مع نفسها أو لتحرير نفسها من عقدة الذنب

الدين الاسلامي لم يكن يوما دينا فوقيا ولا سلطويا ولا مستبدا بل دين العدالة الاجتماعية والتآخي والمساواة، ومع ذلك فإن كثيرين من العرب يتجاهلون هذه

ظلم لحق بالاقباط في مصر عبر مر السنين والوقت حان لرفع هذا الظلم، ولكن في تاريخ مصر هناك امثلة على الحكام العادلين ولعل ابرزهم الزعيم الخالد الراحل جمال عبد الناصر

هناك في هذا العالم من يقرأون التاريخ جيدا ويستوعبون دروسه ولا يكررون أخطاء غيرهم وهناك من يعتقدون أنهم اقوى من التاريخ والزمن ويصرون على تجاهل تجارب من سبقوهم فيجدون انفسهم وقد دخلوا في متاهات لا منافذ آمنة منها. كان العقل العربي حتى مطلع القرن الحادي عشر هو الحافز والمحرك والدافع للفكر والعلوم والطب. وفي ذلك الزمن كان الاسلام في اوج عظمته وتألقه من حيث اعداد المفكرين والعلماء المسلمين والرفاهية الاجتماعية.

العهد الذهبي العربي
وفي تلك الايام كان الغربيون يعتمدون على العقل العربي وينهلون منه ويبنون جامعاتهم من وحيه. وكان الامر يبدو وكأن العهد الذهبي العربي سوف يستمر الى ما لا نهاية إلى أن جاء من اقنع العرب عموما (ومعهم بعض الغربيين الذين تخلفوا مع العرب) أن كل التطور والتقدم مصدرهما الغيبيات وليس عقل الانسان، فتراجعت احوال العرب وتم احتلالهم من قبل القوى "الغيبية" الغريية والشرقية، ثم عندما عاتبهم العالم على تأخرهم اخذوا ينحون باللائمة على الاستعمار الغربي والشرقي الذي "لم يعلمهم" ورفضوا ان يصدقوا بأن مسيرة التأخر بدأت بسبب فكرة قبل ذلك بعدة قرون.
 والحقيقة التي لا يمكن لاي قارئ للتاريخ ان ينكرها أن العرب لديهم نزعة فوقية، وهي نزعة لا علاقة لها بالدين وانما تستغِل الدين لتكون في سلام مع نفسها أو لتحرير نفسها من عقدة الذنب. فالدين الاسلامي لم يكن يوما دينا فوقيا ولا سلطويا ولا مستبدا بل دين العدالة الاجتماعية والتآخي والمساواة، ومع ذلك فإن كثيرين من العرب يتجاهلون هذه الحقيقة، وهذا يعني ان مشكلة الفوقية هي مشكلة عربية وليست اسلامية لا من قريب او بعيد.

العيش بكرامة
تاريخ الاسلام من عهد الرسول العربي الكريم وحتى العهود العربية الذهبية لم يمنع بناء كنيسة ولم تهدأ له سكينة اذا تعرضت الكنائس والمعابد للأذى والضرر فما بال الأنظمة الحكومية في بعض دول الشرق الاوسط حتى يومنا هذا لا تقتضي بالشرائع الاسلامية وتعمل عكس ما امر به الرسول محمد والخلفاء الراشدين. اليوم في مصر وبعض الدول العربية هناك من يعتقدون ان التحرر من الاستبداد هو فقط لفئة دون اخرى في المجتمعات العربية. وفي دولنا العربية اليوم هناك من يريدون استمرار الوصاية على الاقليات وحرمانها من تكافؤ الفرص والمساواة والعيش بكرامة في اوطانها. وهناك في الدول العربية من يريدون للأقليات الانضمام إلى الثورات العربية لكي يستبدلوا بعض الانظمة السلطوية بسلطويين اشد بأسا وامعانا في الفوقية من سابقيهم.

الأقباط أيام عبد الناصر
لقد انتقدنا في مقالات سابقة المتشددين من كافة الفئات والطوائف، بمن فيهم بعض الاقباط، ولكن لنكن أمناء مع انفسنا ونقول بصراحة ان هناك ظلم قد لحق بالاقباط في مصر عبر مر السنين وان الوقت قد حان لرفع هذا الظلم، ولكن في تاريخ مصر هناك امثلة على الحكام العادلين ولعل ابرزهم الزعيم الخالد الراحل جمال عبد الناصر. ويحكى ان مجموعة من الكهنة الاقباط زاروا عبد الناصر في منزله ذات يوم ليطلبوا منه السماح لهم ببناء كنيسة فما كان منه إلا ان طلب من نجله الراحل خالد أن يأتي ب "قجته" التي يوفر فيها المال ويعطيها للكهنة كتبرع شخصي من العائلة ناهيك عن التبرع بالأرض وتكاليف البناء من الدولة. لقد اعطى الزعيم الراحل اعظم مثال في التضامن الوطني والانفتاح واحترام الآخر لاولاده ولشعبه ومرؤوسيه. وهذا واحد من الاسباب التي جعلت الغرب وبعض العرب يحاربون زعيما إستخدم عقله الحر في قيادة شعبه.

المحبة الوطنية والمصير المشترك
لا يجب علينا أن نعطي الفرصة لمن يريدون تفكيك المجتمعات العربية وإعادة الاستعمار الحديث الى المنطقة العربية. علينا أن نكون صريحين مع بعضنا البعض من منطلق المحبة الوطنية والمصير المشترك، وعلينا ان نعمل يدا واحدة لإسقاط زمن الوصاية غلى الاقليات إلى غير رجعة. ففي العهد الذي صنعه الراحل ستيف جوبز، العربي الاصل، والذي لو بقي في الشرق الاوسط لربما لم يتمكن من صنع دمية، فإن العقل العربي بحاجة الى ربيع لا يقل أهمية وحسما من الربيع العربي. العقل العربي هو الذي بحاجة الى التحرر، وهذه ثورة لن نجد عربي واحد مهما كانت ديانته سيتخلف عن الانضمام إليها، لأن هذا هو التحرر الحقيقي.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة