الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 21:02

عبد الكريم ابوكف يكتب على العرب: حديث الضمير

كل العرب
نُشر: 12/10/11 13:16,  حُتلن: 08:16

أغلق الفضاء أمامها،وضاقت الدنيا عليها، فلجأت للبكاء كمخرج من الحزن، واليأس ليلاطف الدمع خديها ليخرج من مخزنه الذي كان فيه محشور، فسال على خديها كقناة نهري تشبه مفرق الفراتي، فاحمر خديها، وتبللت جفونها من سيل الدموع التي جرفت معها الكحلي لتصبغه وكأنه ضفافا النيل فاستمرت تتقاطر دموعها على الأرض لترسم على خديها معالم حياة قاسيه مرت بها، لكن سرعان ما جفت من شدت أشعت الشمس، ولفحات الرياح الساخنة، وهي تنظر الى دموعها التي تتبخر في رمضاء الصيف الحار، والجاف، والذي يحاصرها من كل اتجاه فأدركت انه من الصعب الاستمرار في العيش في هذا الجو القاسي فقررت الرحيل لتبحث عن حياة جديدة فحزمت بعض ملابسها المتبقية من أيام زواجها، وبعض الإغراض التي كانت تحتفظ بها من صغرها، وخرجت من بيتها منطلقة بسرعة مشيا على الإقدام صوب الشارع الذي يبعد عن بيتها مسافة بعيده لعلها تجد سيارة لتنقلها قبل ان يكشف سرها، وتجبر على العيش في هذه الظروف القاسية فواصلت السير حتى وصلت إلى الطريق برغم التعب الشديد وحرارة الجو الصحراوي حتى وصلت الى الشارع العام فوقفت تلوح بيدها لسيارة اقتربت منها، فتوقفت السيارة، وصعدت والتعب يبدو عليها، فطلبت من السائق أن يوصلها إلى المعبر الحدودي فاستجاب السائق لطلبها وأكملت المشوار حتى اقتربت من الحدود فانزلها السائق فدفعت لسائق أجرته بعض النقود التي احتفظت بها من ما تلقتها من صديقاتها يوم زفافها فعاد السائق إدراجه أما هي فحملت إغراضها وتوجهه إلى جنود يقفون على المعبر ولم تعلم أنها لم تملك أي , وثائق ثبوتيه تمكنها من العبور، والاستمرار في مواصلة رحيلها فأوقفها حراس المعبر، وطلبوا منها ان تبرز تأشيرة عبور فأخبرتهم أنها لا تملك أي وثائق فقالوا لها لن نسمح لك بالعبور دون تأشيرة فأدركت حينها ان هروبها من الحياة قد توقف بسب عدم امتلاكها أي وثائق فجلست بجانب الحاجز تحت أشعت الشمس تقاسي قسوة الجو الحار دون ماء او طعام فأغربت الشمس وحل الليل وهي لا تعرف ماذا تفعل، ومسير مجهول ,وبقيت على الحال عدت أيام فنحل جسمها وأصابه الإعياء وهي لا تملك شئ لتتمكن من مواصلة الحياة الا بما يتصدق عليها الجنود وبعد المارين من المعبر من ما زاد عن حاجتهم من ماء، وطعام لكي تواصل الحياة غير مكترثين بحالها المأساوي فاستمرت على الحال أياما، وسنين الى حين ان شعرت بان اجلها قد دنى فحفرت لها حفره ونامت تلك الليلة فصعدت روحها إلى السماء وضل جسدها في مرقده بجانب المعبر فقبرها الزمن دون ان يشارك في مراسيم دفنها بشر.
 
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.i

مقالات متعلقة