الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 03:01

استشهادك جيفارا- بقلم: حسن مصاروة (أم-الفحم)

كل العرب
نُشر: 10/10/11 07:39,  حُتلن: 07:43

حسن مصاروة في مقاله:

جيفارا لم يستطع ان يسكت فقد كان بطبيعته متمردا ثائرا لا يقبل بالظلم ،فأعلن حربه الأزلية ضد الظلم والفقر والاستبداد

 جيفارا كان امميا عظيما لا يؤمن بالوطن الواحد او بالقومية الواحدة فقد كان يعتبر كل مكان يوجد فيه ظلم هو وطنه وكل شعب مظلوم هو شعبه

جيفارا كان مؤمنا ايماناً عظيما بقضيتنا الفلسطينية ايمانا منه أن اسرائيل هي اداة الامبريالية في الشرق الاوسط وان أي انتصار لبلد على الاميريالية هو انتصار له واي هزيمة امام الامبريالية لاي بلد في العالم هي هزيمة له

في مثل هذا اليوم 9 اكتوبر من عام 1967 قُتل اعظم الثوار في التاريخ الانساني "آرنستو تشي جيفارا" ذلك الثائر الذي لا ينطفئ، ذلك الشاب الصغير المصاب بمرض الربو -الذي لم يقف امامه ليكون رمزا عالميا للنضال والثورة- الشاب الذي قام برحلة على دراجته النارية البسيطة، لتمنحه رحلته هذه نظرته الثورية من هول الظلم والفقر الذي رآه على طول امريكيا اللاتينية والتي كان يمكن ان يراها أي انسان ولا يحرك به هذا أي شيء، لكن جيفارا لم يستطع ان يسكت فقد كان بطبيعته متمردا ثائرا، لا يقبل بالظلم ،فأعلن حربه الأزلية ضد الظلم والفقر والاستبداد والاضطهاد نحو حلمه في تحقيق العدالة والحرية، لتحقيق الجنة الاشتراكية.

النضال والقضية
خاض تشي جيفارا طرق النضال الوعرة ،قضى حياته بين الجبال وفي الغابات بيده سلاحه يحارب لاجل قضيته الشريفة هو ورفاقه العظماء، تاركا حياة كريمة كان يمكن ان يعيشها مع زوجته وابنته، لكنه ابى الا ان يكون مقاتلا ثائرا، حتى حينما اتصرت الثورة الكوبية التي كان له الدور الريادي في انتصارها تم تعيينه وزيرا للصناعة في الحكومة الكوبية الجديدة، لكنه ابى ان يكون كأي وزير او صاحب منصبه ،فكنا نراه بتواضعه العظيم مع العمال في المصانع يعمل بكل جهده وبكل تفاني وتصميم كأي عامل في المصنع ولم يقدر ان يتحمل ان يكون في منصب ما، فقد شدت عليه مشاعره الثورية العظيمة فهرب من منصبه لانه كان يعرف ان مكان الثائر ليس في منصب او على كرسي،بل مكانه بين الجبال والسلاح في يده وقد ترك رسالته الشهيرة قائلا فيها مبررا تخليه عن المنصب: ‎
"إنّ الثُوَّار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على الكراسي ويبدأوون هدم ما ناضلَتْ من أجله الثورة , وهذا هو التناقض المأساوي: أنْ تناضل من أجل هدف معين وحين تبلغه تتوقف الثورة وتتجمّد في القوالب , وأنا لا أستطيع أنْ أبقى متجمداً في المنصب ودماء الثورة تغلي في عروقي" وليس كأي مفاتل عادي كان جيفارا يتمتع بعاطفة عظيمة فهو القائل:" رغم خوفي من أن أبدو مثاراً للسخرية ,
دعني أقول أن الثوري الحقيقي يهتدي بمشاعر حب عظيمة".

الرسائل الاخيرة
فقد كان محبا لزوجته ولابنته ومع مشاغل الثورة والنضال لم يهملهما يوما وقد كتب في احدى الرسائل الاخيرة لهما :" قد تكون هذه الرسالة، الأخيرة، لكنّني أودّ أن أقول لكما شيئاً واحداً: لقد أحببتكما كما لم يحبّكما أي إنسان، لكنّني عجزتُ عن إظهار هذا الحبّ، ربّما لأنّني قاسٍ في تصرّفاتي، مع نفسي ومع الآخرين، وأعتقد أنّكما لم تفهماني معظم الأحيان. وأعترف بأنّه ليس من السهل أن يفهمني أحد" فنرى العاطفة الجياشة الذي كان يتمتع بها هذا المناضل الكبير الذي يضرب مثالا كيف يجب ان يكون الثوري الحقيقي. وقد كان تشي جيفارا امميا عظيما لا يؤمن بالوطن الواحد او بالقومية الواحدة فقد كان يعتبر كل مكان يوجد فيه ظلم هو وطنه وكل شعب مظلوم هو شعبه وكان مؤمنا ايماناً عظيما بقضيتنا الفلسطينية ايمانا منه أن اسرائيل هي اداة الامبريالية في الشرق الاوسط وان أي انتصار لبلد على الاميريالية هو انتصار له واي هزيمة امام الامبريالية لاي بلد في العالم هي هزيمة له، ومن هذا المنطلق كان جيفارا مناصرا للقضية الفلسطينية والحرب امام الصهيونية..

المشاريع الامبريالية
لم تتحمل امريكيا، وجود ثائر عظيم كجيفارا يملك التأييد الكبير في كل انحاء العالم ،ويحمل هذه الافكار التي تهدد كل ما تمثله امريكيا بنظامها الرأسمالي الاستغلالي ،ويهدد كل المشاريع الامبريالية الامريكية في امريكيا اللاتينة ، فلم تتوانا ان ترسل مخابرتها لتساعد الجيش البوليفي بالقضاء على جيفارا الذي كان حينها يحاول قيادة ثورة في بوليفيا ،وقد تم القبض عليه بعد ان نفذ الرصاص من بندقيته فقد استمر بالقتال ولم يستسلم حتى نفاذ الذخيرة، تم القبض عليه واعدامه بدم بارد ،لكنه حتى في لحظاته الاخيرة لم يتخلى عن شجاعته المعروفة ووجه كلماته لمنفذ الاعدام الذي كان مترددا قائلا:"أطلق النار،انك لن تقتل سوى رجل".

الثوار لا يموتون
لكنك لم تكن رجلا عاديا يا جيفارا،لقد كنت ثائرا والثوار لا يموتون هم خالدون دائما يملئون العالم ضجيجا حتى لا ينام بثقله على أجساد الفقراء والمظلومين. استشهادك جيفارا جعل اسمك شمعة ومنارة تضيء دروب النضال والانسانية،واليوم بهذه الذكرى،ذكرى استشهادك نجدد عهدنا،عهدنا للكادحين والفقراء والمظلومين،عهدنا لقضيتنا الشريفة،وباقون نحن على العهد..
تشي جيفارا..سلام عليك يوم وُلدت..ويوم لن تموت افكارك العظيمة..وتُبعث فينا قيم الحرية والعدالة الاجتماعية...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة