القرار الاخير لبلدية العفولة أثار حفيظة المواطنين العرب في البلاد، وسكان منطقة الناصرة وقرى المرج الذين يترددون اليها على وجه الخصوص، وعليه توجهوا الى موقع العرب مطالبين بفضح المخططات الليبرمانية

المحامي مراد مفرع عقب تلقي قرار البلدية:

تساءلت في رسالتي لهم، كيف للطفل العربي أو اليهودي أن يتعرف على الآخر وكيف له أن يتعايش معه إن لم يلتق به في الأماكن العامة؟

لا نريد للأماكن العامة أن تكون صورة تعكس أنياب سياسة الحكومة العنصرية، خاصة من يقف على رأسها ابتداء بنتنياهو مروراً بليبرمان

كوني احد زوار المكان الدائمين، فقد أكدت في رسالتي الى البلدية ان ما يدعونه بعض المتطرفين اليهود ما هي الا ادعاءات كاذبة وباطلة ولا اساس لها من الصحة، فالزوار العرب يتصرفون بإحترام بالغ

في أعقاب القضية التي لطالما آثارها موقع العرب وصحيفة كل العرب، على مرّ أشهر مضت، والمتمثلة بالمحاولات المتكررة لبلدية العفولة والمواطنين فيها، وجهات متطرفة أخرى، لمنع المواطنين العرب من سكان المنطقة دخول الحديقة العامة الجديدة فيها، أو ما تعرف باسم "بارك العفولة" الواقعة الى الجنوب من مستشفى هعيمق، حيث طالب مواطنون من سكان العفولة، في البداية، بلديتهم وضع لافتات لمنع العرب من دخول الحديقة، مدعين أنهم يلقون النفايات أرضاً، ويمنعون أطفالهم من استخدام الألعاب المثبتة فيها، يصرخون ويشتمون، ويحاولون احتلالها، فيما استجابت البلدية لمطالبهم ولكن بطريقة غير مباشرة، حيث خصصت رسوم دخول اليها عبارة عن 10 على كل عائلة من العفولة لمرة واحدة في السنة، أما غيرهم فهم مضطرون لدفع 20 شيكل على الفرد في كل مرة يريد الدخول الى الحديقة فيها.


المحامي مراد مفرع

القرار الأخير لبلدية العفولة أثار حفيظة المواطنين العرب في البلاد، وسكان منطقة الناصرة وقرى المرج الذين يترددون اليها على وجه الخصوص، وعليه توجهوا إلى موقع العرب مطالبين بفضح المخططات التي أسموها "المخططات الليبرمانية المتطرفة لطرد العرب رويداً رويداً من البلاد" – على حد تعبيرهم، ومن هنا سجلت الحملة التي شنها موقع العرب إعلامياً، نجاحاً باهراً منقطع النظير، حيث تلقى مساء أمس الأربعاء، المحامي مراد مفرع إبن قرية سولم والذي يعمل في مكتب "اريه ليخت" في العفولة، رد البلدية حول البرقية التي أرسلها لهم مطالباً إياهم بإلغاء رسوم الدخول الى الحديقة، بعد أن تطوع ليمثل المواطنين العرب وموقع العرب أمام الجهات المختلفة، وجاء رد البلدية بالموافقة على مطالب مفرع وموقع العرب.

شكر لموقع العرب والمحامي مراد مفرع
وفي حينها كان المواطن محمد زعبي، من قرية طمرة الزعبية، وهو أحد المترددين قد قال لموقع العرب:" الهدف واضح وهو منعنا من دخول البارك، فأنا متزوج ولدي ثلاثة أطفال، وعلى ضوء ذلك بت أفكر مرتين أو ثلاثة قبل زيارة البارك، الذي كنت أحد زواره الدائمين على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، لأنني سأدفع مبلغ 100 شيكل مقابل أفراد عائلتي وهذا مبلغ كبير جداً في ظل غلاء المعيشة الذي نعيشه في أيامنا هذه".
وأضاف الزعبي:" يجب أن نتكاتف لنحارب المخططات الليبرمانية لطردنا من بلادنا". أمّا اليوم فيشكر الزعبي موقع العرب والمحامي مراد مفرع على إثارتهم هذه القضية، والعمل على حلها".

رسالة شديدة اللهجة للبلدية
من جهته قال المحامي مراد مفرع لموقع العرب وصحيفة كل العرب عقب تلقي قرار البلدية:" كوني أحد زوار المكان الدائمين، فقد أكدت في رسالتي الى البلدية أن ما يدعونه بعض المتطرفين اليهود ما هي إلا إدعاءات كاذبة وباطلة ولا أساس لها من الصحة، فالزوار العرب يتصرفون بإحترام بالغ، ومسؤولية ويحافظون على النظام والنظافة ويلعبون مع الأطفال اليهود دون أية تفرقة".

قرار البلدية
وأضاف مفرع:" كما تساءلت في رسالتي لهم، كيف للطفل العربي أو اليهودي أن يتعرف على الآخر وكيف له أن يتعايش معه إن لم يلتق به في الأماكن العامة؟، بنظري فإن الحدائق العامة هي المكان الأفضل للتقليل من الحقد الدفين بين الطرفين، ومن أجل تقريب النفوس والقلوب بعيداً عن اسقاطات السياسة التي دمرت المجتمعات".
وتابع في رسالته للبلدية:" لا نريد للأماكن العامة أن تكون صورة تعكس أنياب سياسة الحكومة العنصرية، خاصة من يقف على رأسها ابتداء بنتنياهو مروراً بليبرمان، وحتى الذين يؤمنون بمبدأ الترانسفير، فنحن مواطنون عرب نريد العيش بإحترام وأمان، وبالفعل فقد تلقيت الرد الايجابي والمنشود من البلدية التي الغت رسوم الدفع استجابة لطلبنا".

الحديقة الجديدة – "لم يحتلها العرب" – تصوير: بلدية العفولة