الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 11:02

جريمة إحراق المسجد بقلم:زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 06/10/11 20:44,  حُتلن: 07:28

زياد شليوط في مقاله:

نستهجن ما أقدم عليه بعض الشباب من أهالي القرية من محاولة لاحراق دار المجلس المحلي وبيت المسن ونادي الشبيبة

المتطرفون الذين تربوا على مباديء العنصرية وتعاليم الكراهية ونشأوا على روح التعصب ومنطق القوة لا يحسبون للقيم الانسانية حسابا

شلومو عمار أتى ليبريء الجهة المأفونة بكلام ضبابي مستهجن، وليضيف بذلك من حالة الغضب المشروع لدى الأهالي والمواطنين العرب في البلاد

جريمة نكراء.. تدنيس للمقدسات.. اعتداء حقير.. عنصرية وكراهية.. لا يمكن النظر إلى جريمة اضرام النار بمسجد قرية طوبا- الزنغرية في شمال البلاد من قبل غلاة العنصرية اليهود من المتطرفين اليمينيين، إلا من خلال تلك العبارات والمشاعر. فالمتطرفون الذين تربوا على مباديء العنصرية وتعاليم الكراهية ونشأوا على روح التعصب ومنطق القوة، لا يحسبون للقيم الانسانية حسابا ولا يعيرون الأعراف القانوية أهمية ولا يقيمون للروادع الأخلاقية اعتبارا، ولا يميزون بين أراضي الـ48 أو الـ67 فهي بنظرهم أجزاء من أرض اسرائيل الكاملة، والعرب فيها هم "غوييم" أي غرباء وليسوا أصحاب الأرض الأصليين المتجذرين فيها من آلاف السنين.

نار العنصرية
ومن المؤسف أن أحد رجالات الدين الكبار اليهود، شلومو عمار يضيف وقودا الى نار العنصرية بدل أن يعمل على تهدئة الخواطر. فبعد زيارته لقرية طوبا الزنغريا ألمح في تصريح غريب له أن مرتكبي الفعلة النكراء ليسوا بالضرورة من اليهود العنصريين، انما يمكن أن تكون عناصر داخلية فعلت ذلك لأهداف خاصة بها. في الوقت الذي تدل فيه كل الاشارات والمعلومات والرموز الى جهة عنصرية يهودية متطرفة، يأتي هذا الراب ليبريء تلك الجهة المأفونة بكلام ضبابي مستهجن، وليضيف بذلك من حالة الغضب المشروع لدى الأهالي والمواطنين العرب في البلاد، بدل أن يساهم من موقعه في تهدئة الخواطر ومنع تفاقم الأمور.

ساعة الغضب!!
وبالمقابل ومع تفهمنا المطلق لمشاعر الغضب العادل والمشروع على جريمة احراق المسجد، فاننا نستهجن ما أقدم عليه بعض الشباب من أهالي القرية من محاولة لاحراق دار المجلس المحلي وبيت المسن ونادي الشبيبة. فتلك المؤسسات تخدم أولا وأخيرا سكان القرية، وتعود عليهم بالفائدة والمنفعة وليس على منفذي جريمة احراق المسجد. فاحراق دار المجلس لأن من يجلس فيها اليوم رئيس معين من قبل وزارة الداخلية ليس من الحكمة بشيء، لأنه سيعود رئيس منتخب من أهالي القرية عاجلا أو آجلا ليجلس فيها، ومعه موظفون وعاملون من أهالي القرية ولخدمتهم. خاصة واني استمعت لرئيس مجلس القرية السابق حسن الهيب، في تصريح لاذاعة عبرية يفخر فيه بأنه هو من بنى بناية المجلس المحلي والمرافق الأخرى، فهل يعقل ان نهدم ونخرب بأيدينا ما بنيناه بسواعدنا وعرقنا، حتى لو كان ذلك في ساعة غضب؟!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il
 

مقالات متعلقة