شارون عن نتنياهو: في قضية خالد مشعل تفكك وكنا بحاجة إلى إعادة تركيبه

ما وراء كواليس السياسة الإسرائيلية، أسرارها وإشكالاتها ورموزها وعلاقاتها الداخلية على مدى ردح من الزمن، هو ما تضمنه كتاب الصحفي الإسرائيلي المعروف نيسيم مشعال، الذي صدر مؤخرا وقام موقع "واينت" التابع لصحيفة "يديعوت احرونوت" بنشر أحد فصوله يوم السبت.

نظرة باردة
الفصل خصص لأريئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، الذي وكما هو معلوم لا يزال في غيبوبة منذ سنوات. شارون، كما يروي الصحفي نيسيم مشعال، عانى من مشكلة مصداقية، ولعل ذلك ما جعل بيغن ينفر من شخصيته ويمقت سلوكه السياسي.
اللقاء الأول بينهما بعد أن أنهى شارون خدمته العسكرية عام 73، كان مرعبا بالنسبة لشارون، كما يقول مشعال، الذي ينقل كلمات شارون لصديقه الصحفي شمعون شيفرقائلا، لقد خرجت من اللقاء وقميصي مبلل من العرق، هذا الرجل مخيف، لقد قلت لنفسي لا أريد أن أكون معه في نفس الحزب. إيلي لنداو، الذي كان مساعد شارون والأكثر قربا منه قال، حسبما يروي مشعال، إن شارون رجل لم يخف من شيء في حياته سوى من مناحيم بيغن، أنا أخاف منه كان يقول، هذا الرجل مخيف، إنه يمتلك نظرة باردة، نظرة تملأني رعبا.

عملية الاغتيال الفاشلة
وفي نطاق علاقته بنتنياهو يورد مشعال، كيف كان الأخير يسخر من نتنياهو، حيث كان يطلق عليه لقب عارض الأزياء، فيقول أرأيتم عارض الأزياء أو هل سمعتم ماذا قال عارض الأزياء وذلك في إشارة إلى التصنع وعدم الصدق في شخصية نتنياهو.
ويروي مشعال، على لسان شارون، أن نتنياهو لا يصمد أمام الضغوطات، وأنه خلال أزمة اغتيال خالد مشعل، تفكك إلى قطع،على حد تعبيره، وكان علينا إعادة تركيبه من جديد، لقد فقد توازنه، يقول شارون عن نتنياهو وقد جلست ليلة كاملة مع الملك حسين لأجل إطلاق سراح رجال الموساد، الذين تم اعتقالهم على خلفية عملية الاغتيال الفاشلة لخالد مشعل في الأردن في أيلول/ سبتمبر عام 97، بتصريح من نتنياهو الذي كان رئيس حكومة في حينه، والتي اضطرت إسرائيل في أعقابها إلى إطلاق سراح زعيم حركة حماس آنذاك أحمد ياسين.