تيسير سلمان محاميد:

تغيرنا وتغيرت مفاهيمنا .... والسبب أننا تنكرنا من أصولنا وديننا .. ولأننا عُدنا إلى الجاهلية بعد أن منّ الله علينا وهدانا إلى الإسلام ..

القتل في ليبيا وسوريا ومصر واليمن غير مبرر....انه قتل منظم ومرفوض ... لكن في مرحلة معينة قد يقول قائل ان الصراع هناك يمكن تفهمه..!

المواطنون العرب في الداخل أصبحوا منظرين وفلاسفة من الدرجة الأولى بحيث يتقنون فن النقد أحياناً والتشويه أحياناً أخرى للحكام والقيادات العربية والاسلامية

في الوقت الذي تود الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني وتتمنى للشعوب العربية والاسلامية من حولنا أن تنعم بالأمن والأمان في ربيعهم العربي والاستقرار والسلام وتنادي وتؤمن بالتعددية وبحرية الرأي والديمقراطية والاحتكام للعقل السليم وفقط للعقل ..!وتفضل لغة الحوار بدلاً من الاقتتال في فض الخلافات فيما بينهم على اختلاف مللهم وانتماءاتهم.. تفتقر هي.. أي الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني لأبسط هذه المقومات والمبادئ في تعاملاتها ومعاملاتها اليومية والسياسية ..بعكس ما تريد لغيرها أن يكون ! .

الجريمة المنظمة والمتجذرة
المواطنون العرب في الداخل أصبحوا منظرين وفلاسفة من الدرجة الأولى بحيث يتقنون فن النقد أحياناً والتشويه أحياناً أخرى للحكام والقيادات العربية والاسلامية ويمنحون بعضهم شهادات تقدير وامتياز باعتبار أنهم هم وحدهم من له الحق والصلاحية في ذلك ولأنه ليس بمقدور أحد أن يرى الصورة كاملة مثلهم ..! بينما هم أي الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني يقفون موقف المتفرج ومكتوفي الأيدي وكالذي لا حول له ولا قوة حيال مشاكلهم وقضاياهم الأساسيه وأزماتهم الملحة وكأن الحديث يدور عن شيء لا يهمهم ولا يعنيهم ,تماماً كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال لكي لا يراها أحد !!
وعلى رأس كل الأزمات وقضية القضايا ومعضلة المعضلات هي الجريمة المنظمة والمتجذرة في مجتمعنا العربي والواضحة ملامحها في جميع بلداتنا العربية ,لا بل وعندما يدور الحديث عن الجريمة والقتل والفساد , قد تكون الجريمة جزء من ثقافة ولغة شبابنا في المرحلة القادمة إن لم تكن هي كذلك اليوم !!.

الإخفاقات في أجهزة التربية والتعليم
القتل في ليبيا وسوريا ومصر واليمن غير مبرر....انه قتل منظم ومرفوض ... لكن في مرحلة معينة قد يقول قائل ان الصراع هناك يمكن تفهمه..! مع أننا نحن لا نريد ان نتفهمه ...فهو يدور حول مستقبل شعب ودولة ..وهوية الحاكم وطريقة الحكم ..وشرعية الوصول إلى السلطة وعن مُلكية النفط والأساطيل البحرية والجيوش والثروات ...........!!
لكن بالله عليكم يا جماهيرنا العربية في الداخل الفلسطيني على ماذا تقتتلون ؟ وعلى ماذا تتصارعون ؟! وما هو الدافع الذي يدفع بكم وبأحدنا أن يطلق الرصاص والنار على أخيه أو ابن بلده أو ابن دينه ومجتمعه !!هل هو بسبب عدم مشاركة بعضنا في تحرير أرض النقب أو القرى الغير معترف بها ؟ أم لعدم منعه جرافات الداخلية الاسرائيلية من هدم المنازل في الشمال والمثلث والمدن الساحلية ؟! لماذا يقتل بعضنا بعضا ؟! هل هو رد فعل طبيعي لعدم تحرير الأرض والانسان !! أم هل ننتقم لمستقبل أبنائنا بسبب الإخفاقات في أجهزة التربية والتعليم في كافة السلطات العربية ...الا مارحم ربي ...!؟لماذا إذن القتل والبطش ؟!

القتل والطعن والحرق
هل نقتل بعضنا بعضا بسبب التباين في الأفكار فيما بيننا والآراء حول كيفية منع إقامة مدينة حريش للمتزمتين اليهود في منطقة وادي عارة والتي ستلتهم حتماً كل الأراضي العربية وتهدد مستقبل المنطقة ؟! لماذا إذن؟
أم أن البعض تفكيره ومنطقه يفوق تفكيرنا بسنوات ضوئية حتى يشرعن لنفسه القتل والطعن والحرق وذلك لأن الدولة الفلسطينية لم تقم بعد ولم تتحرر ولم تحظى بالاعتراف الدولي حتى اللحظة ويتهمنا نحن المواطنين بذلك ويلقي باللوم والمسئولية علينا ؟! قد يكون هذا مثلا هو السبب ؟! إذن ما هو السبب يا ترى؟ أتدرون إخوتي ما هو السبب الحقيقي الذي يدفع بعضنا الى قتل بعض وبدم بارد !!

كيف نريد للجريمة أن تندثر من مجتمعنا؟
السبب الرئيسي أننا تغيرنا وتغيرت مفاهيمنا .... والسبب أننا تنكرنا من أصولنا وديننا .. ولأننا عُدنا إلى الجاهلية بعد أن منّ الله علينا وهدانا إلى الإسلام ..ولأننا عدنا لنعبد الأصنام..ولأننا ننصر الظالم بدل المظلوم .. نتغنى بالقومية.. والدين.. والعروبة..والجود والكرم..والشهامة...ونحن أبعد ما يكون من ذلك !! والسبب الأكبر من كل هذا وذاك ,لأن الوعي هاجر بل هُجِّرَ من ديارنا وبما كسبت أيدينا !! وأخيراً أسأل : كيف نريد للجريمة أن تندثر من مجتمعنا وواقعنا والبعض .. بل الكثير من الجهلة منا !هذه الأيام يعتقد أن التسامح هو نوع من أنواع الجُبن والخوف والتخاذل ؟! كيف نريد للجريمة والقتل أن يندثر وبعضنا يصلي ويكذب ..!!ويأكل مال الحرام ويتلذذ ...!!لا نحتكم للعقل .. لا يتفهم بعضنا بعضا ... لا نتعامل بشفافية ولا مهنية ولا ...ولا .....ولا ...

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il