مطالبة السلطة لإدارة مدنية وفقاً لجدول زمني محدّد، وعزل رموز النظام السابق سياسياً لمدة 10 سنوات، ورفع حالة الطوارئ

وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي قرَّر تأجيل عودة طلاب كلية الشرطة لمدة 24 ساعة تجنباً لوقوع أي احتكاك بينهم وبين القوى السياسية الداعية للمظاهرات

الأحزاب والتيارات السياسية المشاركة بالمظاهرات اعلنت عن تنظيم مسيرات يومية بالمناطق الشعبية بجميع أنحاء مصر طوال "أسبوع استرداد الثورة وتسليم السلطة"

انطلقت عقب صلاة الجمعة اليوم مسيرات كبيرة من مساجد القاهرة باتجاه ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية للمشاركة بمظاهرات "مليونية استرداد الثورة". وبدأت اللجان الشعبية المكوّنة من شباب وفتيات يرتدون سترات برتقالية إجراءات تأمين مداخل ومخارج ميدان التحرير والكشف عن هوية الوافدين وتفتيشهم لضمان عدم اندساس أي من العناصر المثيرة للشغب أو الخارجة على القانون.

 كما تشهد معظم المحافظات المصرية مظاهرات مماثلة حيث احتشد آلاف المواطنين بالميادين الرئيسية بتلك المحافظات خاصة السويس والأسكندرية. ويُطالب المتظاهرون بتحقيق جملة من المطالب لاستكمال تحقيق أهداف الثورة المصرية، وهي تسليم السلطة لإدارة مدنية وفقاً لجدول زمني محدّد، وعزل رموز النظام السابق سياسياً لمدة 10 سنوات، ورفع حالة الطوارئ، وتحديد مهام واضحة لجهاز الأمن الوطني ووضعه تحت الإشراف القضائي الكامل، ووقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية. كما يطالب المتظاهرون بإجراء الإنتخابات النيابية كاملة بنظام القائمة النسبية والإسراع بإجرائها، وتمكين المصريين بالخارج من الإدلاء بأصواتهم في أية انتخابات، ورفض أي تأجيل لها.

لا للطوارئ
ويردَّد المتظاهرون بوسط ميدان التحرير هتافات "لا للطوارئ"، و"طوارئ تاني ليه.. حسني راجع تاني ليه؟"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، رافعين صوراً لشهداء ثورة 25 يناير. وذكرت صفحة "ثورة الغضب الثانية" على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن الأحزاب والتيارات السياسية المشاركة بالمظاهرات اعلنت عن تنظيم مسيرات يومية بالمناطق الشعبية بجميع أنحاء مصر طوال "أسبوع استرداد الثورة وتسليم السلطة" تبدأ من اليوم 30 سبتمبر/أيلول وحتى 6 أكتوبر/تشرين الأول القادم، مهدّدين بأنه في حال عدم الإستجابة للمطالب فإنهم سيبدأون اعتصاماً سلمياً مفتوحاً أمام وزارة الدفاع مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية باعتباره الجهة المسؤولة عن التقاعس عن تلبية أوامر الثورة.

الحزم والشدة
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي يُدير شؤون البلاد حالياً، حذَّر من أي مساس بمعسكرات القوات المسلحة أو المنشآت العامة والخاصة باعتبارها تهديد للأمن القومي سيتم مواجهته بمنتهى الحزم والشدة. وحمَّل المجلس، في رسالته رقم 75 التي نشرها مساء أمس الخميس على صفحته بـ (فيسبوك)، القوى التي دعت إلى التظاهر مسؤولية تنظيم وتأمين التظاهرات، والحفاظ على كافة المنشآت الخاصة والممتلكات العامة للدولة.

وبدأت وزارة الداخلية المصرية، منذ أمس الخميس، تنفيذ خطة لتأمين جميع المناطق الحيوية والمنشآت المهمة وأقسام الشرطة استعداداً للمظاهرات تضمنت إخلاء جميع أقسام الشرطة بمحافظات القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية) من جميع أنواع الأسلحة ومن المحبوسين احتياطياً ونقلهم إلى السجون المركزية، إلى جانب تعزيز تأمين مبنى الوزارة. وقالت صحيفة "المصري اليوم" الجمعة إن وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي قرَّر تأجيل عودة طلاب كلية الشرطة لمدة 24 ساعة تجنباً لوقوع أي احتكاك بينهم وبين القوى السياسية الداعية للمظاهرات.