الدكتور عماد جاد:

نتنياهو يحاول التقرب والتودد للشعب المصري، بعد موجة العداء المتصاعدة ضد إسرائيل بعد الثورة

كما تردد كثيرا أثناء الثورة أن نتنياهو كان يضغط بشدة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليغير موقفه الداعم للثورة ويساند مبارك، وهو ما ظهر جلياً في التخبط الذي تعاملت به الإدارة الأمريكية وتصريحاتها أثناء الثورة

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن يكون الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، قد طلب مساعدة إسرائيل أثناء ثورة 25 يناير.
وأضاف «نتنياهو» خلال مقابلة مع قناة «بي بي سي» الإخبارية، أنه لم يحدث أي اتصالات بينه وبين مبارك أثناء الثورة، ولم يعرض على مبارك أي مساعدة إسرائيلية.


صورة إرشيفية

وقال الدكتور عماد جاد، مدير وحدة المنظمات بمركز الأهرام للدراسات السياسية: «نتنياهو يحاول التقرب والتودد للشعب المصري، بعد موجة العداء المتصاعدة ضد إسرائيل بعد الثورة»، وأضاف أن ما ذكره يتنافى مع تصريحات سابقة لمسؤولي الحكومة الإسرائيلية، والتي قالوا فيها إنهم عرضوا على مبارك أثناء الثورة اللجوء السياسي لإسرائيل، وتحديداً إيلات»، وتابع: «كما تردد كثيرا أثناء الثورة أن نتنياهو كان يضغط بشدة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليغير موقفه الداعم للثورة ويساند مبارك، وهو ما ظهر جلياً في التخبط الذي تعاملت به الإدارة الأمريكية وتصريحاتها أثناء الثورة، فيوم تطالب مبارك بالتخلي عن الحكم، ويوم تطالبه بإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية، حتى إن أوباما قد منع وزراءه من التعليق على ما يجري في مصر وقتها، حتى تيقن أوباما من نجاح الثورة، خاصة بعد موقعة الجمل، فبدأ تغيير لغة خطابه ليطالب مبارك بالرحيل».

مساندة النظام
وأضاف «جاد»: «كلام نتياهو يمكن الرد عليه بالوثائق، التي تثبت مساندة الحكومة الإسرائيلية للنظام السابق، عن طريق إرسال شحنات من مواد مكافحة الشغب التيأرسلت للشرطة المصرية أثناء الثورة».
واتفق الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة إسرائيل بمركز دراسات الشرق الأوسط، مع ما قاله جاد، وأكد أن ما قاله نتنياهو هو محاولة من إسرائيل لتبييض وجهها أمام الرأي العام في مصر، بعد تصريحات بنيامين إليعازر، وزير البنية التحتية في إسرائيل، والتي قال فيها إن «نظام مبارك كان كنزاً استراتيجيا لإسرائيل». وأضاف: «ما قاله نتنياهو ليس بجديد، فهو نفس ما ذكره إيهود باراك الأسبوع الماضي».

المتغيرات العربية
وتوقع فهمي أن تكون هذه التصريحات إشارة لها مغزاها في أن إسرائيل تتعامل مع المتغيرات العربية الحالية وعلاقتها مع الشعوب وليس مع الأنظمة، حتى إنها لم تساعد مبارك أو حتى تبدي تعاطفاً مع محاكمته، وهي محاولة لمخاطبة ود الشعبين المصري بعد الثورة والأردني، تحسبًا لأي تغيرات قد تحدث في الأردن، وهما الدولتان اللتان وقعتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل.