الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 13:02

الشيخ إبراهيم صرصور: شهادة زور للرئيس أوباما

كل العرب-الناصرة
نُشر: 24/09/11 07:54,  حُتلن: 13:31

أهم ما جاء في المقالة:

خطاب اوباما امتلأ بالأكاذيب حينما تحدث عن الالتزام الأمريكي بأمن وتفوق إسرائيل ، وعن الصداقة الأمريكية الإسرائيلية العميقة والدائمة

 فقدنا بصيص الأمل من الرئيس أوباما أشهرا قليلة بعد توليه السلطة في البيت الأبيض ، بعدما أثبت عجزه الكامل عن التأثير في السياسة الإسرائيلية الرافضة للسلام

الحل الوحيد الذي يمكن أن يفرض احترامنا كعرب على الإدارات الأمريكية ، هو أن نفعل ذات الشيء الذي تفعله إسرائيل مع هذه الإدارات ، وهو أن نخبط بأحذيتنا الغليظة على الهامة الأمريكية ، وأن نقول لا ولو لمرة واحدة

أعتقد أني شاركت مليارات العرب والمسلمين وأحرار العالم بما فيهم الفلسطينيين ، دهشتهم من ( شهادة الزور ) التي أدلى بها الرئيس ( اوباما ) في الجلسة الافتتاحية للأمم المتحدة الأربعاء 21.9.2011 ، والتي ملأها بالكذب الصريح والوقاحة الفجة والتزييف الفاضح لحقائق التاريخ المتصل بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني/العربي منذ تفجره بداية القرن الماضي وإلى اليوم ...

تولي السلطة
لقد فقدنا بصيص الأمل من الرئيس ( أوباما ) أشهرا قليلة بعد توليه السلطة في البيت الأبيض ، بعدما أثبت عجزه الكامل عن التأثير في السياسة الإسرائيلية الرافضة للسلام والمتحدية للإرادة الأمريكية والدولية ، ناهيك عن فرض قناعاته عليها وخصوصا فيما يتعلق بالاستيطان في فلسطين المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية . لقد انسحب ( أوباما ) ذليلا أمام العناد والوقاحة الإسرائيلية ، بالرغم مما لحق به من الإهانة من حكومة ( نتنياهو ) بسبب رفضها ( لتوسلاته ) لتجميد الاستيطان ولو لمدة شهرين فقط ، وبالرغم مما استعد أن يدفعه من بلايين الدولارات من أموال دافع الضرائب الأمريكي ، إضافة إلى السلاح المتطور ، وذلك رشوة للإسرائيليين ، لقبول طلبه . إلا أنهم ظلوا مصرين على رفضهم لعلمهم أن الرئيس ( أوباما ) سيخضع في النهاية لإملاءاتهم ، ولن يجد مفرا من تقديم فروض الولاء والطاعة للحركات الصهيونية الأمريكية الداعمة لإسرائيل والتي تمسك بعنق صانع القرار الأمريكي . لقد اصبح ( أوباما ) من حينها ( عبدا مملوكا ) لإسرائيل ، ينحاز إليها دونما تفكير ، وينفذ أوامرها دون اعتراض ، حتى أصبح ( بوش الابن ) يخجل من مجرد مقارنته ( بأوباما ) . لكننا مع ذلك ما كنا نتصور أن يصل به الذل إلى درجة الوقوف أمام ممثلي دول العالم في الدورة السنوية للأمم المتحدة ، ليقدم شهادة زور غير مسبوقه ، تنازل فيها عن البقية الباقية من كرامته على مذبح / مسلخ المصالح الصهيونية ...

خطاب الأكاذيب
لقد امتلأ خطاب اوباما بالأكاذيب حينما تحدث عن الالتزام الأمريكي بأمن وتفوق إسرائيل ، وعن الصداقة الأمريكية الإسرائيلية العميقة والدائمة على حد قوله . ظننت انه سيتوقف عند هذا الحد ، ولكن أحدا لم ينج من لحظة ذهول وهو يسمع أوباما يتحدث عن إسرائيل ( المحاطة بجارات شنت عليها الحرب مرة تلو الأخرى ، وعن المواطنين الإسرائيليين " اليهود " الذين قتلوا بفعل الصواريخ التي أطلقها فلسطينيون عليهم ، وبفعل انتحاريين فجروا أنفسهم في حافلاتهم ، وعن الأولاد الإسرائيليين " اليهود " الذين يتربون وهم يعون أن أجيالا حولهم تتربى على كراهيتهم ، وعن إسرائيل الدولة الصغيرة التي يعيش فيها أقل من ثمانية ملايين مواطن ، ينظرون إلى دول أكبر منهم بكثير تهدد بمحوهم عن الخريطة ، وعن الشعب اليهودي الذي يحمل ندبة الشتات لمئات السنين ، واجهوا خلالها أصناف العذاب والملاحقة ، مع ذكريات ستة ملايين منهم قتلوا فقط لأنهم يهود ) .

معاناة الشعب الفلسطيني
لم يتطرق أبواما إلى معاناة الشعب الفلسطيني ، إلى النكبة الفلسطينية التي تسببت بها إسرائيل ، إلى مئات آلاف الضحايا الفلسطينيين التي قتلتهم إسرائيل بشكل مباشر وغير مباشر ، وعن الوطن الفلسطيني الذي هجر الصهاينة 85% من أهله ، الذين يعيشون اليوم بالملايين في مخيمات اللاجئين في كل أنحاء الدنيا . لم يتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه التي أدانتها تقارير الأمم المتحدة ، وعن مجرمي الحرب الإسرائيليين من السياسيين والعسكريين الذين يحكمون إسرائيل . لم يتطرق إلى الاستيطان الذي يبتلع الأرض الفلسطينية بما في ذلك مدينة القدس الشريف والذي سيجعل من حلم الدولة الفلسطينية بعيد المنال ، وعن الحصار المفروض على غزة الذي حول حياة مليون ونصف المليون من الفلسطينيين إلى جحيم . لم يتناول الاعتقالات التي طالت عشرة آلاف فلسطيني ، منهم عشرات من نواب المجلس التشريعي ... الخ ... من جرائم إسرائيل .. لم تحظ هذه كلها بإشارة من أوباما . لم يكتف الرئيس الأمريكي بذلك ، بل تزامن خطابه مع جهود دبلوماسية جبارة بذلها لإحباط المشروع الفلسطيني المقدم إلى مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين دولة عضوة في أسرة المجتمع الدولي . كيف يمكن بعد هذا كله أن يبقى أمل عند أولئك الذين ما زالوا ( يرمون حملهم ) على أمريكا ، في أن تغير أمريكا من سياستها تجاه العرب ؟؟!! أن فريضة الساعة تقتضي أن تبدأ أمة الربيع العربي في إعادة النظر في كل علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية . لقد أصبح واضحا ألا قيمة ولا احترام لأحد من العرب قيادة وشعوبا عند الرئيس الأمريكي ...

العلو الأمريكو – الصهيوني
لقد بدأ العد التنازلي لهذا العلو الأمريكو – الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود ... لا شك عندي في أن هذا السلوك الأمريكي المستخف بكل ما هو عربي وإسلامي وفلسطيني سيدفع إلى مزيد من التحولات العميقة على مستوى الشعوب العربية ، وسيحقق نجاحات جديدة على مستوى الثورات العربية التي جاءت لتحقيق هدفين مهمين ، الأول ، التحول الديمقراطي على المستوى الداخلي ، والثاني ، التحرر الوطني من كل صور الارتهان الخارجي ... لقد بدأنا نرصد مؤخرا ململة وإن متواضعة على مستوى دول عربية تُعْتبر حليفة حتى النخاع لأمريكا كالعربية السعودية ، حيث شرع مسؤولون مركزيون فيها يتحدثون صراحة عن امتعاضهم من الانحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل . مثال ذلك مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، أشار فيه تركي الفيصل رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق ، والسفير السعودي لدى واشنطن ، ( إن استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو ضد حصول الدولة الفلسطينية على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة سوف يقضي على العلاقة الخاصة بين الدولتين السعودية وأمريكا ، ويضر بمكانة الولايات المتحدة داخل العالم العربي ، وستخسر مصداقيتها الضئيلة أساسا في العالم العربي . ) .. والأهم من ذلك إشارته إلى أن المملكة العربية السعودية ، ( لن تكون مستعدة للتعاون لفترة طويلة مع أمريكا بنفس الطريقة التي كانت عليها تاريخيا ، خاصة أنه ومع الثورات التي تجتاح معظم الدول العربية ستنظر معظم هذه الدول ذات الأنظمة الديمقراطية الوليدة ، التي تطالب بالعدالة للشعب الفلسطيني ، إلى العلاقة بين الرياض وواشنطن على أنها علاقة فاسدة . ) ...

المزاج العام الأمريكي
مثال آخر ، تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ( جيتس ) ، في تقريره المقدم إلى أحدى لجان الكونغرس الأمريكي مؤخرا ، والتي وصف فيها إسرائيل بالدولة ( الناكرة للجميل ) ، وأنها أصبحت تشكل ( عبئا ماديا ومعنويا ) على أمريكا ، وكذلك افتتاحية إحدى الصحف الأمريكية الكبرى والتي كتبها الصحفي ( توماس فريدمان ) ، والتي وصف فيها نتنياهو وحكومته ( بالأكثر بلادة والأقل حساسية ) تجاه المصالح الأمريكية ، وغيرها ، تعبر كلها عن المزاج العام الأمريكي الذي بدأ يشكك هو أيضا في جدوى التحالف الأمريكي – الإسرائيلي ، وفي فائدة هذه العلاقة المميزة بينهما والتي بدأت تجر موجات عاتية من الحرج للإدارات الأمريكية ، التي تضطر في أحيان كثيرة للتضحية حتى بمبادئها الديمقراطية وقيمها الأخلاقية والإنسانية ، للتغطية على الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية ...

الإدارات الأمريكية
الحل الوحيد الذي يمكن أن يفرض احترامنا كعرب على الإدارات الأمريكية ، هو أن نفعل ذات الشيء الذي تفعله إسرائيل مع هذه الإدارات ، وهو أن ( نخبط بأحذيتنا الغليظة ) على الهامة الأمريكية ، وأن نقول لا ولو لمرة واحدة ، وأن نبدأ باستعمال أوراق الضغط الكثيرة المتوفرة السياسية منها والمادية .. عندها وعندها فقط ، ستشهد أمريكا دورة جديدة من تحرير العبيد ( البيض والسود ) الأمريكيين هذه المرة ، وسينقلب الأمريكيون على مستعبديهم من الصهاينة ... عندها سيبدأ فعلا نظام عالمي جديد تحكمه العدالة والمساواة والأخوة ...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il
 

مقالات متعلقة