الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 19:02

دعاء حوش تكتب: للنساء، وللمتسللين من الرجال

كل العرب
نُشر: 22/09/11 15:53,  حُتلن: 15:55

أخُطُ إليكم بَعض دموعي فانصتوا.. علّها تُشفي فيكم جراحاً لم تجربوها بعد..
وتخفي عنكم بؤس خيبات لم توصد عليها قلوبكم..
لم أكن أدري أن لغياب الوطن وغياب الأعزاء طعم مشابه.. أنّ للإثنين آبار أشواق نحتاج لمهندس أجنبي كي يخرج الكنز الأسود منها.. نتكىء على جراح لنشفى من جراح أشد قسوة، فبعد كل جرح تصبح أكثر وعياً وحساسية لتلك الآلام.. وتصير أحد الذين يقيسون أعمارهم بالهزائم العاطفية والانتكاسات القومية.
فكلما تقدم بك العشق تقدّمت بك التنازلات أكثر، كما قال لي أحدهم يوماً "كُنا نجاهد دفاعاً عن البحر، اليوم نَرجو مِن كأسِ ماءٍ قطرة!".
فكم كثيرة هي البحار التي أُخذت منا عنوة وغصباً، ليأتونا فيما بعد بقطرات شحيحة منه نصّب عليها أوهام المجد والعزّة، ونغفو ألف عام تحت تأثير الأمل.
ما أكثرها تلك التظاهرات التي يكبرها اسمها بمئات السنين...
وحدهم ذوي الإنكسارات العاطفية لا يجرؤون على التظاهر أمام سطوة أيلولٍ ما... هم الذين يبكون بصمت ويفرحون بضجة كبيرة ويمجّدون اسم من يحبون حتى الموت ليصبحون بذلك شهداء الحب رقم 194... رافعين علمهم الأسود حتى القبر.
نحن ننخدع بفكرة الوطن تمام انخداعنا بفكرة العشق...
فباسم الإثنين نرتكب الكثير من الحماقات وننقاد بالاثنين الى بئس المصير، ذلك أن الاثنين يتولاها رجُل.. فهو يقود الوطن الى حتفه باسم السلطة، وباسم الحب يقودك للجنون... وهو أيضاً لأجل دولة مسيطرة أُخرى يبيع الوطن، ولأجل امرأة متسلطة غيرك يبيعك.. وهو لِحفظ رصيده المادي يخلّف وراءه الكثير من الجثث، ويخلف في قلبك الكثير من الخدوش لحفظ رصيده العاطفي... وهو أيضاً يهرب دونما اعتذار.
فكما سيضعه التاريخ في مزبلته...
ضعيه أنتِ في سلة مهملاتك...
وكما أطاح به الشعب... أطيحي أنت به...

(دعاء حوش)

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة