الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 07:01

محمد مصالحة يكتب: مجزرة عين الزيتون ألمهجرة

كل العرب
نُشر: 20/09/11 15:23,  حُتلن: 07:33

محمد مصالحة:

الوصف الواضح جداً نجد مثله أيضاً في تقارير الهاغاناة العسكرية، والوثائق العسكرية تذكر أن إجمالي عدد الذين قتلوا رمياً بالرصاص بمن في ذلك الذين أعدموا يبلغ سبعين شخصاً

لقد احتلت القرية في أول أيار سنة 1948على يد قوات البلماح، وقد بدأت الحوادث الدامية ألساعة الثالثة صباحاً، وقصفت بوابل من النيران من قذائف مدافع الهاون من أحد عشر مدفعاً

كانت القرية مبنية على المنحدر الغربي لواد الدلب شمال مدينة صفد على بعد كيلو متر ونصف، وكان عدد سكانها سنة 1945 820 نسمة، والواقع أن اسم ألقرية يوحي بأن عين ماء كانت في الجوار على بعد 800 متر إلى الشمال.

إحتلالها وتهجيرها
لقد احتلت القرية في أول أيار سنة 1948على يد قوات البلماح، وقد بدأت الحوادث الدامية ألساعة الثالثة صباحاً، وقصفت بوابل من النيران من قذائف مدافع الهاون من أحد عشر مدفعاً، وبعدها هوجمت القرية بفصيلتان من الجنود، أن المسلحين من رجال القرية قرروا ألأنسحاب، لكن بقية السكان قرروا عدم مغادرة منازلهم.
 
الإعدام
ولما دخل الجنود الإسرائليون القرية، جمعوا السكان وأخذوا الرجال منهم بعيداً، وأذلوا الآخرين وطردوهم وهم يطلقون الرصاص فوق رؤوسهم، وذلك ما جاء في شهادة القرويين والمصادر الأسرائيلية، أما الرجال طرد بعضهم لاحقاً وأتيح لهم أن يلتحقوا بعائلاتهم، إلا سبعة وثلاثون منهم أخذوا أسرى بصورة عشوائية، ويقول المؤرخ الأسرائيلي بني موريس أن هؤلاء الأسرى كانوا من جملة السبعين شخصاً الذين قتلوا لاحقاً في أخدود يقع بين عين الزتون وصفد، بأوامر من قائد الكتيبة الثالثة من البلماخ موشة كلمان، ويذكر موريس أن كلمان صادف بعض الصعوبات على جنود مستعدين للقيام بالمجزرة، وقد كلف جنديان للقيام بهذه المهمة، وبعد أن قتل الأسرى وتحسباً لزيارة الصليب الأحمر للمنطقة، أمر كلمان بفك القيود من أياديهم، سترلكون عملية القتل صممت ونفذت عمداً، وبعد مضي أيام حاول القليل من السكان الرجوع إلى منازلهم، لكن قوات البلماح أطلقت النار عليهم، وقتلت أحدهم، وقد ذكر موريس أن منازل القرية أحرقت وتم نسفها على يد كتيبة البلماح في 2 و3 من شهر أيار، وقد تمت عملية التدمير لترويع سكان صفد، الذين رأوا المشهد من التلال المجاورة، لقد سويت القرية في الأرض، وذلك مما أضعف معنويات سكان مدينة صفد وقرى الجليل الشرقي المجاورة، وفي كتاب من تأليف هانس ليبرخت، نجد وصفاً لمنظر آخر من مظاهر الوحشية، شرح ليبرخت قائلاً، في نهاية آيار 1948 أمرتني الوحدة العسكرية التي كنت أخدم بها، ببناء محطة ضخ مؤقتة وتحويل مجرى جدول القرية المهجورة عين الزيتون،من أجل تزويد الكتيبة في المياه، وكانت القرية مدمرة كلياً، وكان بين الأنقاذ جثث كثيرة من جثث الأطفال، والأطفال الرضع والنساء بالقرب من الجامع الحالي، وأقنعت الجيش بأحراق الجثث.
وهذا الوصف الواضح جداً نجد مثله أيضاً في تقارير الهاغاناة العسكرية، والوثائق العسكرية تذكر أن إجمالي عدد الذين قتلوا رمياً بالرصاص بمن في ذلك الذين أعدموا يبلغ سبعين شخصاً، بينما تذكر مصادر أخرى رقما أكثر بكثير، أن نتيباين يهودا كانت عضواً في البلماخ، وكانت في القرية عندما حدثت الإعدامات، لكنها فضلت أن تسرد القصة بشكل روائي، فإن قصتها تعرض وصفاً تفصيلياً مرعباً للطريقة التي قتل فيها الرجال بالرصاص، بينما كانوا مقيدي الأيدي، وتذكر أن عدد الذين أعدموا كان عدة مئات، وهكذا تعتبر مجزرة عين الزيتون أكثر المجازر الثلاث شهرة.

القرية اليوم
تتبعثر أنقاض المنازل الحجرية وبقايا أشجار الزيتون ونبات الصبار، وبقيت بضعة جدران مهجورة.
المصادر:
كي لا ننسى: وليد الخالدي
التطهير العرقي في فلسطين: ايلان بابة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة