الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 06:02

حسام كناعنه يكتب:صَباح الخير يا "إم محِمًّد وَيا أمهاتُ الأسرى"

كل العرب
نُشر: 20/09/11 14:48,  حُتلن: 07:30

صَباح الخير يا "إم محِمًّد وَيا أمهاتُ الأسرى"
مرحَباً يا أغلى وأحلى أُم في الدُّنيا..
أُمي الغاليةِ
هُنا، حَيث نحنُ القابعون في "الزمن المُوازي، والذين لا نَحسِبُ الوقتَ بالسويعاتِ ولا بالساعاتِ ولا بالأيام، لا فرق بينَ اليوم والأمسِ إلاّ بما يَخُطُ الزّمنُ على الجسدِ ، وعلى الرغم من مِمْحاةِ الروحِ...
يأتي علينا عيدٌ وَيَمضي آخرُ، تَنتَهي سَنةٌ وتلحقُها أُخرى.. وتَتَعاقَبُ الفُصول وتتوالى الأشهرُ والأيام.. والزمانُ يمضي ونحنُ معهُ سائرون سادِرِين .. ولكن، وليس مجازاً ولا لغواً، مكانك سِرْ!!
الصِّغار كبروا والأطفال صاروا رجالاً والبنات صِرْنَ صبَايَا وعرائِس.
الأصدِقَاء.. لا أعرفُ عنهُمْ الكَثير.. بَعضهم لَمْ يَكتُبْ أصلاً، وبعضهم كَتَبَ ثُمَّ إنقَطع.. وقِلّة يُعدّون على أصابع يَدٍ واحدة، ما زالوا يكتبونَ ويُراسلونَ ويسألونَ ويبعثونَ تحيّاتهم ويتصلونَ لِيطْمَئنّوا ويُطمئِنوا..
وأمّا الرِفاق.. فالأفضل ألّا أذكر شيئاَ..
وثمّة مَنْ اختفى وذابَ، كما يذوبُ الملح في الماء، لا خبر ولا يحزنون.!!
فَلا مرسى لنا ولا ملجأ إلاّ أنتُنّ.. نَرْتَكِزُ ونتعكّزُ على أخبارِكُنَّ، التي نلتَقِطُها ونَتَلقّطُها في زمنٍ مقطوعٍ، ساعةٌ ينقصها الرُّبع، ومِنْ خلفِ زُجاجٍ وتحت عَينيِّ السَّجَّان، وأذناهُ تسترقانِ السَّمعَ، وتتنَصّتُ، في زيارتينِ كُلّ شهرٍ!!
صَبرُكُنّ، صمودكُنَّ، إصرارُكُنَّ، جَلَدُكُنَّ، خُبزُنا وَمِلحُنا، وبهارات حياتنا.. حياتنا تَفِهةٌ دونكنَّ، هُنا حيثُ لا طَعم ولا لون إلاّ للأحلام!!
هذا ثامنُ "رمضان" يزورنا- ولا أعرفُ ماذا أَقولُ عَمَّن يَزورُهُ رَمضان، وهو هُنا للمرَّةِ العِشرين أو حتى للمَرَّةِ الثلاثين !! – وانا هُنا- هناك بَعيداً عنكُنَّ- أَقْبَعُ خلفَ جُدران الحِقْدِ وروتين الأيّام، ويَهِلُّ علينا العيدُ، يوماً كَبَقِيَّة الأيامِ نَتَبادلُ التهاني والتبريكات، والكُل عَقْلُهُ وفِكْرَهُ وَروحُهُ وَوِجدانُهُ هُناك – هنا حيثُ أنتُنَّ.. وَنَحْنُ نَتَساءلُ: كيفَ انقضى مَعَكُنَّ رمضان، وكيف كانتْ موائِدُ الإفطارِ.. وكيفَ هُوَ العيدُ وليالِ العيدِ، في هذا الزَّمان؟!
وَهَلْ سَتَتْرُكْنَ البيتَ والأهلَ والأقرِباء والضُيوف، نَهارَ العيدِ والذي يُصادفُ مَوعِدَ الزِّيارَةِ، لِتَأْتينَ وتقفنَ أمام بَوّابَةِ السِّجن، حتّى يُؤذَنَ لَكُنَّ بالزّيارةِ؟
وَلكن عَفواً، ما أغباهُ مِن سؤال!! فَأنتُنَّ تَفعَلْنَ ذلكَ مُنذُ سَنواتٍ وسنوات! أو يُقضى غيرُ ذلكَ.. فَكُلَّ عامٍ وَأنتُنَّ بأَلفِ ألفِ خَير!!

حسام كناعنه- عرابه البطوف
سجن الجلبوع- مؤقتاً

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.i

مقالات متعلقة