النائب محمد بركة: 

وضعنا هذه القضية على رأس جدول أعمالنا ولا يمكننا السكوت على مؤامرة بهذا الحجم الخطير

قيادة الجماهير العربية وضعت هذه القضية على رأس جدول أعمالها وعلينا القول إنه لا يمكننا أن نسكت على غبن شرس كهذا ضد مجموعة كبيرة بهذا الحجم من جماهيرنا

قال النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أمام الهيئة العامة للكنيست، إن الحكومة تعاملت مع المواطنين العرب في النقب كدولة مستعمرة وليس كمواطنين لهم كل الحقوق، ويجب الحفاظ على ما يملكونه ونمط حياتهم، محذرا من انه لا يمكن السكوت على مؤامرة الاقتلاع التي يواجهها أهلنا في النقب.

 
النائب محمد بركة

وجاء هذا في كلمة النائب محمد بركة، في الجلسة الاستثنائية للهيئة العامة للكنيست التي بادرت لها كتلة الجبهة الديمقراطية لبحث المؤامرة الجديدة على أراضي النقب العربية، وقال بركة، إنه في الأشهر الأخيرة شهدنا تقلبات عديدة بشأن المخطط الحكومي لاقتلاع أهالي النقب، بدءا من تقرير غولدبرغ، الذي على الرغم من انتقاداتنا له، إلا أنه لم يرق لمزاج اليمين المتطرف الذي يطغى على حكومة نتنياهو ليبرمان، ثم صياغتين لتقرير برافر، آخرها هي الأسوأ، وتنهب الغالبية الساحقة من الأرض وتقتلع عشرات الآلاف من الأهالي من قراهم التي يقيمون عليها منذ قبل قيام إسرائيل بكثير.

تقرير برافر خطير جدا
وقال بركة في كلمته، إن عرض تقرير برافر خطير جدا في عدة مستويات، الأولى تتعلق بقضية الملكية، والتنكر لشكل الملكية القائم منذ مئات السنين، وثانيا، هو أن الحكومة جعلت من نفسها المحكمة والحاكم، وحتى أنها لم تتجه إلى جهاز القضاء، وهذا لا يعني أثق بشكل كامل بالقضاء، وإنما أن الحكومة تسعى إلى تجاوز كل المسارات المنطقية، بما في ذلك نيتها لسن قوانين لتمر مؤامرتها.
وتابع بركة قائلا، إن شكل الملكية في صحراء النقب قائم منذ مئات كثيرة من السنين، واعترف الحكم العثماني به، وكذا أيضا خلال فترة الاستعمار البريطاني، حتى إسرائيل اعترفت بهذه الملكية، حينما قبلت بصفقات الأراضي التي باعها بعض البدو لليهود في تلك المنطقة وتم تسجيلها في الطابو بعد العام 1948 بناء على تلك الصفقات، فكيف من الممكن الاعتراف بملكية اليهود التي ارتكزت أيضا لشكل الملكية إياه، ورفض ملكية العرب.

تعامل استعماري
وقال بركة، إذا اعتبرت الحكومة أنه توجد مشكلة فعليها أن تتجه إلى الناس وتسألهم وتتشاور معهم، ولكن ما رأيناه هو استبعاد كلي للعرب من هذه المداولات، ولجنة برافر لم تشمل أيا من العرب من المنطقة ومن ذوي الاختصاص، على الرغم من أن الحديث يجري عن مصريهم وعن حياتهم، وعمليا فإن إسرائيل تصرفت مع المواطنين العرب كدولة مستعمرة، وليس كمواطنين يعيشون تحت سلطتها.
وأكد بركة، على أنه من واجب الحكومة، أية حكومة تريد أن تتعامل مع مواطنيها على أساس حقهم في الحياة، بأن تأخذ بعين الاعتبار المكان الذي يسكنون فيه وطبيعة حياتهم وحقوقهم الأساسية، إلا أن هذه الحكومة ومن خلال لجانها واذرعها، تريد في القرن الواحد والعشرين تنفيذ مخطط طرد جماعي ترانسفير، على أساس عنصري، طرد 30 ألف مواطن عربي من بيوتهم وأراضيهم ونقلهم إلى مناطق أخرى.

بركة: لا يمكننا أن نسكت على غبن شرس
وتابع بركة قائلا، إن الجريمة في النقب مستمرة منذ عشرات السنين، فماذا يعني قرى غير معترف بها، فهل تل أبيب تقدمت في العام 1948 بطلب الاعتراف بها من حكومة إسرائيل، وهل تقدمت أي من المدن والقرى الأخرى بطلبات كهذه، أي منطق هذا، الذي لا يمكن أن نجده في أي مكان آخر في العالم.
واختتم بركة كلمته قائلا، إن قيادة الجماهير العربية وضعت هذه القضية على رأس جدول أعمالها، وعلينا القول، إنه لا يمكننا أن نسكت على غبن شرس كهذا ضد مجموعة كبيرة بهذا الحجم من جماهيرنا، على الحكومة أن تسحب هذا التقرير وتتراجع عن موقفها، وتحترم حق الناس بملكية الأراضي وتبقيهم حيث هم وتحول لهم كل الموارد والميزانيات التي يستحقونها كمواطنين من أجل تطوير بلداتهم وحياتهم.