النائب د. أحمد الطيبي من نيويورك لموقع العرب:

ما يزعج إسرائيل هو امكانية أن تنضم فلسطين بعد قبولها الى محكمة الجنائيات الدولية " أي سي سي " وذلك خوفا من ملاحقة القادة والساسة الإسرائيليين"

لا أفهم كيف يمكن لرئيس أسود جاء من نفس مجتمع مارتن لوثير كينغ أن يخلد الى النوم بعد أن يفرض حق الفيتو على طلب الشعب الفلسطيني من التحرر

لو قام مارتن لوثير كينغ من قبره اليوم ورأى أوباما الشاب الأسود رئيسا للولايات المتحدة يستخدم حق الفيتو ويعادي تطلعات الفلسطينيين بهذا الشكل لفضل العودة الى قبره

الخطوة التاريخية التي كان من الطيبعي أن يوافق عليها العالم أجمع تواجه بشراسة ليس من قبل اسرائيل فقط بل الشراسة الأكبر من قبل الولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما

بوجود نتنياهو وليبرمان لا حاجة لتحريض فلسطيني لأن سياسة هؤلاء أكبر تحريض على اسرائيل نفسها، لكن من حق وواجب الجانب الفلسيني أن يعزل السياسة الاسرائيلية والاحتلال

"خطاب نتنياهو يوم الجمعة المقبل ليس هو من سيؤثر على استحقاق أيلول إذ أن الجهود هي إسرائيلية والأصابع والأيادي أمريكية ولا أفهم كيف يمكن لرئيس أسود جاء من نفس مجتمع مارتن لوثير كينغ أن يخلد الى النوم بعد أن يفرض حق الفيتو على طلب الشعب الفلسطيني من التحرر. لو قام مارتن لوثير كينغ من قبره اليوم ورأى أوباما الشاب الأسود رئيسا للولايات المتحدة يستخدم حق الفيتو ويعادي تطلعات الفلسطينيين بهذا الشكل لفضل العودة الى قبره". بهذه الكلمات بدأ النائب د. أحمد الطيبي حديثه لموقع العرب وصحيفة كل العرب اليوم الإثنين من نيويورك الأمريكية تعقيبا على استحقاق أيلول وذلك بعد وصوله الى نيويورك لدعم عضوية فلسطين.

 
د. أحمد الطيبي

وقال الطيبي للعرب: " وصلت الى نيويورك بدعوة من الأخوة في المؤتمر الفلسطيني الامريكي للمشاركة في فعاليات جماهيرية واعلامية واكاديمية تعمل لاستحقاق الدولة وطلب عضوية فلسطين حيث من المقرر أن ألقي محاضرة يوم الخميس في جامعة كولومبيا المعروفة حول الصراع العربي الاسرائيلي ويهودية الدولة ومكانة العرب في إسرائيل، كما سأشارك في فعاليات ينظمها المؤتمر الفلسطيني وعدد من معاهد الدراسات في نيويورك". وأشار الى أن "هذه الرحلة ليست عادية بل تأتي في سياق خطوة تاريخية، وهذه الخطوة التاريخية التي كان من الطيبعي أن يوافق عليها العالم أجمع تواجه بشراسة ليس من قبل اسرائيل فقط بل الشراسة الأكبر من قبل الولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما وعليه فهي خطة تاريخية من جهة ومعركة شرسة من جهة أخرى".

الضغوط والتهديدات
وقال النائب د. أحمد الطيبي ردا على أسئلة موقع العرب وصحيفة كل العرب: "تشرفت بأن أكون ضيفا على الرئيس أبو مازن في هذه الرحلة التاريخية من عمان الى نيويورك الى جانب ضيوف آخرين، وقد كنت وما زلت مطلعا بالأيام الأخيرة على الضغوط والتهديدات التي تواجهها القيادة الفلسطينية على رأسها الرئيس عباس لمطالبتهم بعدم تقديم طلب لمجلس الأمن للعضوية الكاملة لفلسطين. من جهة ثانية أواجه عن قرب إصرار أبو مازن والقيادة عبر الوفد الفلسطيني الرسمي الذي يرافقه على هذا التوجه الى مجلس الأمن تحديدا، تاركين الخيارات كلها مفتوحة ما بعد ذلك".

انتهاء الاحتلال
وتابع النائب الطيبي:" الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يردح لهذا الاحتلال والاحتلال سينتهي لان الاحتلالات سقطت في العالم كله، وبهذه الخطوة صارحت القيادة الفلسطينية شعبها وقالت إنها استحقاق سياسي ودبلوماسي وقانوني يضع الشعب الفلسطيني والاحتلال في مواجهة القوة المحتلة ألا وهي الحكومة الاسرائيلية ومن يدعمها وتحديدا الادارة الأمريكية، إذ أكد مسؤولون أمريكان لعباس بأن الرئيس والإدارة الأمريكية مصممة على الفيتو لا بل على محاولة التصدي للخطوة في أروقة الأممم المتحدة بشتى الوسائل. ولو كانت المواجهة الدبلوماسية في الأمم المتحدة بين منظمة التحرير وبين حكومة اسرائيل لانتصرت منظمة التحرير بكل تأكيد، لكن المواجهة مع الإدارة الأمريكية وتأثيرها الأخطبوتي على العديد من الدول مع استخدام حق الفيتو، لذلك كل الخيارات مفتوحة ولكن الرئيس عباس عندما سيلقي خطابه يوم الجمعة سوف يقدم الطلب لمجلس الأمن ولن يتراجع عن ذلك".
"ما يضغط أمريكا هو إضطرارها بين هلالين (لأنها ليست مضرة لاستخدام الفيتو) وهذا سيدهور موقفها أمام الأحرار في العالم أجمع ولا سيما العالمين العربي والإسلامي ما سيؤكد أن كلام أوباما بالقاهرة كان ضريبة كلامية سقطت أمام ضغوطات الكونغرس واللوبي الصهيوني. ما يزعج إسرائيل هو امكانية أن تنضم فلسطين بعد قبولها الى محكمة الجنائيات الدولية " أي سي سي " وذلك خوفا من ملاحقة القادة والساسة الإسرائيليين". هذا ما أضافه د. أحمد الطيبي ردا على أسئلة موقع العرب وصحيفة كل العرب، مضيفا "بعد الفيتو هنالك خيارات لأن طلب العوضية الدائم سيبقى على الطاولة والخيارات ستبقى مفتوحة. أمريكا تسعى لإفشال المساعي دون استخدام الفيتو لأن أحد شروط قبول الطلب هو موافقة تسعة أعضاء من بين 15 عضوا فيما تضغط الإدارة الأمريكية على الـ15 عضوا فردا فردا كي لا تضمن 9 مؤيدين لهذا الطلب، والقيادة الفلسطينية والعرب يعملون من الطرف الآخر، وبالتالي فإن الحرب الدبلوماسية على مصراعيها".

نتنياهو وليبرمان أكبر تحريض على اسرائيل
ووجه الطيبي كلمته الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر منبر العرب قائلا: " أقول لنتنياهو: للتاريخ سيرورته ومسيرته والتاريخ أكد أن كل الإحتلالات الى زوال. نتنياهو يريد أن يحكم ويسيطر بمدأ وفكر القوة، وقوة الشعوب أقوى من قوة المحتلين وهكذا كانت وهي كذلك تحديدا مع فلسطين. أعتقد أن إدعاء نتنياهو أن الرئيس عباس بخطوته هذه يعزل إسرائيل وينزع الشرعية عنها هو إدعاء غير صحيح، لأنه بوجود نتنياهو وليبرمان لا حاجة لتحريض فلسطيني لأن سياسة هؤلاء أكبر تحريض على اسرائيل نفسها، لكن من حق وواجب الجانب الفلسيني أن يعزل السياسة الاسرائيلية والاحتلال الإسرائيلي".

حملة يمينية ضد الطيبي
وختم النائب د. أحمد الطيبي حديثه لموقع العرب وصحيفة كل العرب بالقول إنه سيتصدى لحملات التحريض اليمينية التي يتعرض لها في أعقاب وصوله الى نيويورك مع الوفد الفلسطيني قائلا: "الحملة اليمينية متوقعة وهي جوقة اليمين الفاشي الذي لا يريدنا أن نرفع صوتنا، وقد قلت نعم أنا أتعاطف وأدعم موقف أبو مازن والقيادة الفلسطينية وأعارض وأعمل ضد الحكومة الإسرائيلية وأعتقد أن هذا شيئا طبيعيا والتاريخ سيحكم على هذه المواقف وأنا لا أريد الوقوف على هذه الحملة وإذا كانت هناك شكاوى سأتعامل معها بعد عودتي الى البلاد. وجودي هنا فيه من ناحيتي الشخصية رمزية لا أريد التنازل عنها مكررا قول شاعرنا الكبير محمود درويش: واقفون هنا.. قاعدون هنا.. دائمون.. هنا خالدون هنا.. ولنا هدف واحد واحد واحد.. أن نكون".