الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 20:02

أهالي شهداء مجزرة يوم 1961/9/17 يتساءلون: من قتل شبابنا بدم بارد؟

أمين بشير -
نُشر: 16/09/11 14:20,  حُتلن: 23:27

خمسون عام مضت على إستشهاد الفلسطينيون الخمسة الذين خرجوا من بيوتهم شباباً بعمر الورد وعادوا إلى أهاليهم محملين في أكفان وآثار التعذيب محفورة على أجسادهم

الجماهير العربية خرجت بعشرات الآلاف إلى الشوارع، وأعلنت موقفاً موحداً إستنكاراً للجريمة وتحولت جنازات الشبان إلى مظاهرات غضب، ولحقتها الإضرابات

فوزي سيد أحمد:

الخبر كان مؤلماً على جميع عائلات الشهداء، وكان يوم غضب في الوسط العربي والبلدات العربية الثاكلة بالذات

الوالدة أصيبت بحالة من الإكتئاب وكان سبباً لإصابتها بعدة أمراض، حتى أنها إحتفظت بقميص المرحوم فايز، وقامت بكيه بين الحين وآخر

يحيي المواطنون الفلسطينيون العرب في البلاد عامة، وفي مدن حيفا وسخنين وأم الفحم خاصة يوم غد السبت ذكرى خمسة من أبناء الشعب الفلسطيني من الداخل، والذين إستشهدوا على أيدي جنود الجيش الإسرائيلي يوم 17/9/1961 بحجة أنهم تواجدوا على الحدود مع غزة، وكانت نيتهم الهرب بإتجاه غزة، وهم من حيفا: جورج شاما، جريس بدين، ريمون مارون، وفايز سيد أحمد من سخنين، ومحمود عبد الأسعد من أم الفحم، إلا أن آثار التعذيب والتنكيل قد تم كشفها من على الجثث عند تغسيلها، فقد إنكشفت أمام العائلات الأمر الذي يفند رواية الجيش الإسرائيلي ويضع عدة تساؤلات وعلامات إستفهام، والأمر الذي أخرج آلالاف من المواطنين العرب من بيوتهم للتظاهر في الشوارع مهاجمين السلطة الإسرائيلية على ما قاموا به من قتل الشبان بدم بارد.

خمسون عام مضت على إستشهاد جورج شاما، جريس بدين، ريمون مارون، فايز سيد أحمد ومحمود عبد الأسعد الذين خرجوا من بيوتهم شباباً بعمر الورد وعادوا إلى أهاليهم في حيفا، وسخنين وأم الفحم محملين في أكفان وآثار التعذيب محفورة على أجسادهم والرصاصات تمزق صدورهم.
حينها، ثارت الجماهير العربية وخرجت بعشرات الآلاف إلى الشوارع، وأعلنت موقفاً موحداً إستنكاراً للجريمة وتحولت جنازات الشبان إلى مظاهرات غضب، ولحقتها الإضرابات والمسيرات التي عمت العديد من المدن والقرى الفلسطينية في الداخل.

قمع التظاهرات المنددة بالمجزرة
حينها طلب أهالي الشهداء وممثلو الجماهير العربية التحقيق في ملابسات قتل الشبان ومحاكمة القتلة، ولكن الحكم العسكري قمع الإحتجاجات ومنع نشر الحقيقة، وحتى اليوم لم تنشر تفاصيل قتلهم ولم تتم محاكمة المجرمين، وقد عملت السلطات ولا تزال على محو هذه الحادثة الأليمة من ذاكرتنا الجماعية،
الحاج فوزي احمد سبع سيد أحمد والبالغ من العمر (65 عاماً) من مدينة سخنين وشقيق المرحوم الشهيد فايز سيد أحمد يقول: "فايز شقيقي يكبرني بسنتين، وكان هو عامود البيت، صاحب الطلعة البهية، شاب أنيق في أجمل ثياب يهتم كثيراً في كل صغيرة وكبيرة، وكنت أرافقه في كل تجوالة في البلدة أو خارجها، وقبل إستشهاده بأربعة أيام قد زارني في كيبوتس شاعر عمكيم وقد سبحنا في بركة الكيبوتس معاً ليلاً، وكان أخي ينام في حي الكبابير في حيفا وقبل يومين من إستشهاده أبرق لنا برسالة أنه سيعود للبيت قريباً وما هي إلا يومين حتى تم الإعلان عن إستشهاد الشباب الحيفاويين الثلاثة، وبعد ذلك بيومين إضافيين أعلنوا عن وفاة أخي فايز والشهيد محمود عبد أسعد".


الحاج فوزي سيد أحمد يقرأ الفاتحة على ضريح شقيقه فايز

إحتفاظ الوالدة بقميص الشهيد 40 عاما لتكفن به
ويؤكد فوزي سيد أحمد: "أن الخبر كان مؤلماً على جميع عائلات الشهداء، وكان يوم غضب في الوسط العربي والبلدات العربية الثاكلة بالذات، وإن النبأ الذي أبلغنا به الشيخ عوض خلايلة في حينه نقلاً عن الحاكم العسكري بأن إبننا فايز إستشهد، والإدعاء كان أن الشبان حاولوا عبور الحدود الى غزة ليلاً، وتم قتلهم هناك وعلى العائلة أن تتوجه الى معهد التشريح الجنائي في أبو كبير للتعرف على الجثة فكان هذا النبأ بمثابة فاجعة كبرى للعائلة، وقد أصيبت الوالدة بحالة من الإكتئاب وكان سبباً لإصابتها بعدة أمراض، حتى أنها إحتفظت بقميص المرحوم فايز، وقامت بكيه بين الحين وآخر والإحتفاظ به بكيس معلق في خزانة الملابس، وكانت وصيتها أن يتم وضع قميص الشهيد على ذراعها اليمين في لحدها، وكانت على قناعة أن يوم القيامة سيقتص المظلوم من الظالم وفعلاً في العام 2002 توفيت الوالدة وعملنا بوصيتها، ومع موتها فتحت الجراح من جديد، ونحن في العائلة لا يمكن لنا أن ننسى تاريخ استشهاد ابننا ونقوم بزيارة الضريح، وقد أطلقنا إسم فايز على الأبناء تيمناً بإسمه الطيب وذكراه العطرة".

التستر على الجريمة
وأضاف السيد أحمد أن الحكم العسكري كان له تأثير على محاولة التستر على العملية الدموية والتي راح ضحيتها خمسة من زينة شبابنا من حيفا وام الفحم وسخنين ، ومن يومها حتى اليوم لم نتمكن من الوصول للحقيقة ولم نعرف بالضيط مكان الاستشهاد والاسباب غير أن ما نعرفه ما شاهدته عيناي بأن الجمجمة كانت مهشمة من الخلف وكان صدره حتى أسفل بطنه مفتوح ومن جانبه الايمن حتى يساره ايضاً وقد تم خياطة الصدر ، ولم نعرف فيما اذا تم استئصال أي من أعضائه، وبالرغم ان المحاميان حنا نقارة وفليتسيا لانغر حاولا الكشف عن سيناريو الحادثة الا ان ابواب المحكمة ظلت مغلقة امام الجميع ولم يتم تسريب أي معلومات عنها بادعاء ان المعلومات سرية امنية ولا يجوز الاطلاع عليها وما قلناه في حينه ونقوله اليوم أنه "حسبنا الله ونعم الوكيل" ومن الاهمية أن يعرف الجميع الحقيقة المرة التي عاشها أبناء شعبنا في تلك الفترة ، وهذا واجب الاعلام أن يقوم بفتح هذا الملف الذي مضى عليه 50 عام وكشفه للناس".

المشاركة في تخليد ذكرى الشهداء
وقد وزعت لجنة إحياء الذكرى الخمسين لاستشهاد الشباب الخمسة بياناً جاء فيه:خمسون عام مضت على استشهاد جورج شاما، جريس بدين، ريمون مارون، فايز سيد احمد ومحمود عبد الأسعد الذين خرجوا من بيوتهم شباباً بعمر الورد وعادوا إلى أهاليهم في حيفا وسخنين وأم الفحم محملين في أكفان وآثار التعذيب محفورة على أجسادهم والرصاصات تمزق صدورهم وحتى اليوم لم تنشر تفاصيل قتلهم ولم تتم محاكمة المجرمين. وقد عملت السلطات ولا تزال على محو هذه الحادثة الأليمة من ذاكرتنا الجماعية.
نحن نصرخ برفضنا طي هذه الصفحة من تاريخنا قبل محاسبة القتلة، فالحقّ لا يسقط بالتقادم وندعو الجميع للمشاركة في تخليد ذكرى الشهداء الخمسة، ووضع الأكاليل على أضرحتهم يوم السبت 17/9/2011
سنتوجه جميعاً لزيارتهم ووضع الأكاليل على أضرحتهم في:
* المقبرة القديمة في سخنين الساعة العاشرة صباحًا لزيارة قبر الشهيد فايز سيد احمد
* مقبرة الجبارين في أم الفحم الساعة الواحدة بعد الظهر لزيارة قبر الشهيد محمود عبد الأسعد
* في تمام الساعة الرابعة بعد الظهر سنلتقي جميعاً في حيفا في مقبرة الروم الاورثودوكس في كفار سمير لزيارة قبر الشهداء جورج شاما، وجريس بدين، وريمون مارون.


الشهيد فايز يتوسط والديه

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
230755.03
BTC
0.51
CNY