الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 17:02

بهاء رحال يكتب عبر العرب:الفيتو بوجه الأمم!!

كل العرب
نُشر: 14/09/11 08:28,  حُتلن: 07:53

بهاء رحال في مقاله:

الولايات سترفع يدها بالفيتو ضد القرار الفلسطيني والعربي والأممي الخاص بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967

يجب على كلينتون وكل ادارة البيت الابيض الامريكي ان يعلموا جيداً أن الشعب الفلسطيني مثلما يعرف لغة الحوار والمفاوضات يعرف أيضاً لغة إدارة الانتفاضات

أوباما فتح الفضاء لمجموعة الضغوط الكبيرة والتهديدات التي أخذت أكثر من لغة وأكثر من شكل على القيادة الفلسطينية والسيد الرئيس من أجل تعطيل الاستحقاق أو تأجيله رضوخاً للمطلب الاسرائيلي

القرار سيكون في وجه العالم أجمع وسيكون بمثابة تأكيد واستمرار لعربدة الولايات المتحدة وفرض قرارتها بالقوة على العالم وهو تأكيد للإنحياز القديم الجديد المتجدد لدولة الإحتلال ولرغباتها وأمنياتها النازية

قرار إتخذته الولايات المتحدة ولوحت فيه ضد إستحقاق أيلول القادم ، وفي حضرة الأمم المتحدة التي تمثل وجه العدالة الدولية ستخطوا الولايات هذه الخطوة ودون وجه حق ودون أخلاق سترفع يدها بالفيتو ضد القرار الفلسطيني والعربي والأممي الخاص بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 كما نصت عليه المواثيق الدولية وكما نصت عليه حتى الوعود والتفاهمات الأمريكية والتي كان آخرها ما قطعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من عهد على نفسه أمام العالم والذي تعهد فيها بحق الشعب الفلسطيني بأن ينعم بالحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية .

تعطيل الاستحقاق
التغير في الموقف الأمريكي جاء من باب التناغم مع الإرادة الاسرائيلية التي دعت الولايات المتحدة لتعطيل الاستحقاق بأي طريقة كانت ، فما كان من السيد أوباما الا أن فتح الفضاء لمجموعة الضغوط الكبيرة والتهديدات التي أخذت أكثر من لغة وأكثر من شكل على القيادة الفلسطينية والسيد الرئيس من أجل تعطيل الاستحقاق أو تأجيله رضوخاً للمطلب الاسرائيلي ، وبعد أن فشلت كل أشكال الضغوطات جاء الإعلان الصريح والمباشر وبكل تبجح من الولايات المتحدة أنها سوف تستهدم الفيتو اللعين في وجه القرار وأنها ستوقف هذا القرار ولو وافق العالم أجمع.
إن الولايات المتحدة إذا ما إتخذت قرارها بالفيتو فإن قرارها هذا لن يكون فقط في وجه القضية الفلسطينية وفي وجه القيادة الفلسطينية ولن يكون قرارها هذا فقط في وجه العدالة الدولية ومجموعة القيم والمباديء الانسانية بل إن هذا القرار سيكون في وجه العالم أجمع وسيكون بمثابة تأكيد واستمرار لعربدة الولايات المتحدة وفرض قرارتها بالقوة على العالم وهو تأكيد للإنحياز القديم الجديد المتجدد لدولة الإحتلال ولرغباتها وأمنياتها النازية المستمدة من عنصريتها ودمويتها .

الفيتو المشؤوم!!
الفيتو الموعود ، الفيتو المشؤوم الذي ينتظرنا في مجلس الأمن لإجهاض ميلاد دولة فلسطين المنتظرة ، ويقتل كل الآمال التي علقناها ورفعناها لنأخذ حقاً تاريخياً وطبيعياً لنا بأسم الشرعية الدولية التي منحتنا هذا الحق ، وقد أصدرت مجموعة قرارات ظلت حبراً على ورق لسنوات طويلة وعقود من الزمن كانت كلها تتحدث عن هذا الحق الخاص بإقامة دولة فلسطين مع ضمان كافة الحقوق المشروعة تاريخياً بما فيها حق العودة ، وها هو اليوم الذي قررنا فيه أن نجرب هيئة الأمم مرة أخرى ونختبرها لإكتشاف مدى جديتها وقدرتها على تطبق العدالة التي تتغنى بها ،وهاي الولايات المتحدة تعود كعادتها وتخرج علينا بتصريحات وتهديدات أمريكية وتشهرت الفيتو كسلاح في وجه العدالة الدولية وفي وجه العالم الذي أعلن موافقته المسبقة على التصويت لصالح القرار العادل ، هذا القرار الذي حظي بموافقة غالبية دول العالم عدى إسرائيل وحلفائها القليلون جداً في هذا العالم .

تهديد للشعب الفلسطيني
الفيتو الأمريكي الذي تلوح فيه الولايات المتحدة يعلن صراحة أن أمريكا تدير ظهرها للقضية الفلسطينية وأن كل الوعود التي قطعتها في السابق هي وعود كاذبة وزائفة ، وإذا كانت كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية في تصريحها بالأمس حين قالت أن الطريق الى الدولة الفلسطينية لا يمر عبر الأمم المتحدة قد يكون بمثابة تهديد للشعب الفلسطيني فعلى كلينتون وكل ادارة البيت الابيض الامريكي ان يعلموا جيداً أن الشعب الفلسطيني مثلما يعرف لغة الحوار والمفاوضات يعرف أيضاً لغة إدارة الانتفاضات ، ويجب أن يعلموا أنهم بالفيتو الذي سيرفعوه في وجه القرار الفلسطيني هم يقتلوا آخر مصداقية لهم ليس فقط لدى الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بل على مستوى شعوب العالم التي أيقنت بأن مجموعة الأكاذيب الضخمة التي كانت تسوقها الولايات المتحدة في السابق لم يعد لها مكاناً أمام حقيقة ما يشاهدوه من إنحياز ورفض وتنكر لكل وعوداتهم وأمام إنحيازهم المطلق لدولة الإحتلال. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة