الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 16 / مايو 11:02

فادي أبو الحوف يكتب:ناجي العلي..في قلوبنا باقٍ!

كل العرب
نُشر: 11/09/11 17:31,  حُتلن: 14:05

أبرز ما جاء في المقال:
 

ناجي العلي  كان– "وما يزال" - يرسم المرارة والغضب، الجوع والفقر، مهازل الاستسلام والمفاوضات المتخاذلة

حنظلة شاهد العصر الذي لايموت.. الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن يغادرها ابداً... انه الشاهد الاسطورة وهذه هي الشخصية غير القابلة للموت

من منا لا يعرف حنظلة؟ تلك الشخصية الكاريكتورية المشهورة للغاية..وان كنت لاتعرفها فحتماً انك قد رأيتها يوماً في مكان ما... حنظلة...نراه في كل رسومات ناجي العلي!! واحيانا نراه بصفة المشاهد الصامت للرسم..وكأنه من ضمنها ومع ذلك دائماً ما يجعل لرسومات ناجي نكهة وطعم خاص لذلك قال ناجي العلي عنه: (أن حنظلة شاهد العصر الذي لايموت..الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن يغادرها ابداً...انه الشاهد الاسطورة وهذه هي الشخصية غير القابلة للموت،  ولدت لتحيا، وتحدت لتستمر، هاذا هو المخلوق اللذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي، بالتأكيد، وربما لا ابالغ اذا قلت اني قد استمر به بعد موتي)....

التحرش بعذرية الاستسلام
كان ناجي العلي – "وما يزال" - يرسم المرارة والغضب، الجوع والفقر، مهازل الاستسلام والمفاوضات المتخاذلة، السلام الزائف ومسرحيات الانتخابات المحسومة سلفاً ودسائس الطاولات المستديرة، فهل كان هذا كافياً لإغتياله؟... ربما، ولكن كل تلك التسميات بتبعاتها الكارثية هي في الحقيقة من بنات أفكار صاحب القرار وصنيعته، فهل هتكت ريشة هذا الفنان النحيل عِرض البنات؟... هل هتكت ريشته عِرض مشروع التسوية وحاولت التحرش بعذرية الاستسلام؟... إذا كان "شر البلية ما يضحك" فللبلية صُناعها...

عين الحرب
هذا الفنان الشجاع الذي نتذكره اليوم، خلَّف وراءه أكثر من أربعة آلاف لوحة، فهل يحتاج من يمتلك أكثر من أربعة آلاف قنبلة سخرية تهتز لواحدة منها عروش الطغاة أن يطلق رصاصة!؟ أي حرب غير عادلة تلك التي نتحدث عنها؟ الحرب بين الرصاصة والريشة، هي عين الحرب التي تدور كل يوم بين الدبابات والطائرات من جهة، وبين حجارة صغيرة بيد طفل من أبناء جلدة الفنان الشهيد من جهة أخرى.

نقطة ماء تحفر الأذهان
"سنوات طويلة مرت وأنا أرسم .. شعرت خلالها أنني مررت بكل السجون العربية، وقلت " ماذا بعد ذلك ؟" كان لدي إستعداد عميق للإستشهاد دفاعاً عن لوحة واحدة .. فكل لوحة أشبه بنقطة ماء تحفر مجراها في الأذهان." فهل كان الملف المزموم جهة القلب بين الزند والأضلاع لحظة اغتياله يحتوي على تلك اللوحة؟... هل كانت المسافة بينه وبين مبنى الجريدة تعادل مسافة السنوات ورحلة المفاوضات والمخططات بين 1948 والزمن الذي مزقه صوت الرصاص؟... مسافة قصيرة أراد القاتل أن يقطعها على من رسم وبتوقيع البسطاء من الناس يافطتهم المحتجة الساخرة بمرارة "من راقب الأنظمة مات هماً" ليستر عري المسافة الأبعد.
*ناجي العلي، صحيح أنك لم تنجو منهم، لكنك في قلبونا ناجي..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة