الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 00:02

الدكتور نزيه ناطور يكتب: توقعاتنا من المدرسة والمشاكل السلوكيه

كل العرب
نُشر: 10/09/11 15:19,  حُتلن: 07:37

الدكتور نزيه ناطور في مقاله:

عدم الموائمة بين توقعات الطالب من المدرسة او توقعات المدرسة من الطالب تكون سبب مشاكل السلوكيات

كل طفل وكل طالب له الحق والمقدرة على التعلم ومن لا يشعر بتوفير حاجاته ينقم على المدرسه ويصبح همه الوحيد الانتقام من المدرسه وكل ما تمثله المدرسه

الحاجه ان تكون المدرسه بطاقمها مهد الصدق والشفافيه وان يعامل المعلم جميع الطلاب بنفس المعايير سلوكيا واكاديميا يرى ويشعر الطالب رغم صغر سنه بتغاضي المعلم احيانا عن سلوك معين بدر من احمد ويعاقب سليم على نفس السلوك

يشكو المعلم من تأثير مشاكل الطلاب السلوكية على العمليتين التعليمية والتعلميه. من الضروري التطرق الى ما وراء المشاكل السلوكية لنتمكن من التعامل معها والتخلص منها .
عادة ما يكون سوء التفاهم او عدم الموائمة بين توقعاتنا وتوقعات الاخرين السبب الرئيسي للمشاكل بين الأفراد. وكما هو الحال بين الأفراد فأن عدم الموائمة بين توقعات الطالب من المدرسة او توقعات المدرسة (على طاقمها) من الطالب تكون سبب مشاكل السلوكيات.
اغلب المشاكل السلوكيه لا تنبع من درجة ذكاء منخفضه. وباستطاعة كل طالب التعلم وها هي
بعض الحقائق والمسلمات بما يخص الذكاء:

درجات الذكاء
اولا- تتراوح درجات الذكاء عند الانسان العادي بين 80-160 .
ثانيا- معدل درجة الذكاء عند الانسان هي 100.
ثالثا- درجة الذكاء بين 80 - 70 تعتبر حدودية للتخلف العقلي.
واغلب ان لم يكن كل من درجة ذكائهم اقل من 75 يتواجدون في أطر خاصة وغير موجودين في المدارس العادية.
رابعا- نسبة الاشخاص مع درجة الذكاء اقل من 70 هي 2.1% في كل مجتمع.بينما تتراوح درجة ذكاء 68% من افراد المجتمع بين 85-115 (المعدل الطبيعي هو 100 اي متوسطه).
14% من افراد المجتمع يتمتعون بدرجة ذكاء بين 115-150 (عالية) و 2.1 % يتمتعون بدرجة ذكاء فوق 130 – درجه عالية جدا.
خامسا- من المعطيات اعلاه نبين ان ما يقارب 90% من طلابنا يتمتعون بدرجة ذكاء بين 80-160 اي من المتوسطه الى العليا. اي انهم يدركون ويملكون المقدرة على التعلم وعليه- لا يمكن الطعن بذكاء الطلاب –كما وأسمع من بعض المعلمين – انه لا يمكن تعليم الطلاب –او ان بعضهم لا يستطيع التعلم. ان مشكلة السلوكيات ليست بالسهلة وهناك جوانب عديده لها لكن سأتطرق لموضوع نملك نحن المعلمون.
الموائمة بالتوقعات وأمكانية الوصول الى كل طالب. عدم الموائمة بالتوقعات بين الطالب والاهل من حده والمعلم ومؤسسة المدرسه على حده هي باساس المشاكل السلوكيه. ما هي توقاعتنا من المدرسة. وما هي اسباب المشاكل السلوكية؟

دور المدرسة :
يتوقع الطالب كما يتوقع الاهل ان تقوم المدرسه بواجبها. نرى ان واجب المدرسة وليس كشيء ثانوي تقوم به، بل الواجب الأساسي والمركزي الذي عليها ادائه لكي تتم عملية تعليم وعملية تعلم يتلخص بدعم 4 حاجات مركزية عند الطالب :
- الحاجه ان تكون المدرسه بطاقمها مهد الصدق والشفافيه – ان يعامل المعلم جميع الطلاب بنفس المعايير سلوكيا واكاديميا. فمثلا يرى ويشعر الطالب رغم صغر سنه بتغاضي المعلم احيانا عن سلوك معين بدر من احمد ويعاقب سليم على نفس السلوك.
- حاجة الطالب بالأنتماء والأمان: تتلخص هذه الحاجه بأعطاء كل طالب الشعور بالأنتماء للمدرسة وللصف عن طريق خلق جو صادق وأمين بالمعامله مع الطالب من جهه وبناء جو وأقليم تعلمي واضح من توقعات وطلبات، وقوانين ومهام وعلامات...
- حاجة الطالب ان يؤمن بمقدرته وبأمكانيات نجاحه- فمثلا يجب اعطاء مهام تتناسب ومقدرات الطالب – الا تكون سهلة جدا أو صعبة جدا وملائمتها لمقدرة كل طالب . أعطاء الطالب مردود على عمله وتقدمه وأدوات لنقله نقله نوعية الى الأفضل – التركيز على التقدم وليس على العلامات لذاتها .
- دعم حاجة الطالب للأستقلال وأدارة نفسه- اعطاء الطالب حق اختبار بين اكثر من مهمه, فليتذكر المعلم سبب اعطاء الوظائف. من المؤسف ان المهام تفهم كعقاب. شرح الأسباب التي تقف وراء اعطاء مهام معينه. تشجيع الطالب على المبادرة والجرأة في التعليم . عدم وضوح سبب اعطاء هذه المهام وعدم ايصالها لكل طالب يمكن ان تخلق مشاكل سلوكية .

المشاكل السلوكية:
تهدد المشاكل السلوكية الكيان البنائي والمركزي لوظيفة المعلم والمدرسة. وتعتبر من المشاكل الأكثر صعوبه التي تواجه المعلم وتؤثر على ادائه. فبسببها يترك الكثيرون من المدرسين الأكفاء مهنة التدريس.
الاسباب التي تؤدي الى مشاكل سلوكية كثيره ومتنوعه بعضها متعلق بالمعلم وبعضها بالطالب وبعضها بالمجتمع.
اما عن المعلم-
فالمعلم الغير ملم بموضوعه - يدخل الصف غير جاهزا فهو يبث للطلاب فشله وعدم مقدرته قيادة الصف علميا.
المعلم الممل - حيث يفتقر البعض لفن الالقاء ولخلق جو من الاثاره والتشوق لسماعه مما يقلل درجة اهتمام الطلاب فيشاغبون
المعلم الذي يعلم بمستوى أعلى أو اقل من مستوى الطلاب- يفد بكلا الحالتين اهتمام جزء من الطلاب فيشاغبون, فان كان مستواه عال حتى ان الطلاب الجيدون لا يفهمون عليه فيقومون بالتشويش أو اقل من مستواهم فلا يرون حاجة للأنتباه فيشوشون. على المعلم اشغال كل الطلاب كل الوقت لئلا يجدوا ذريعه للتشويش.

صلة الطالب بالموضوع
درس غير منتظم وغير مرتب- اهداف الدرس غير واضحه للطلاب- يفتقر الى بدايه، ووسط ونهايه حيث يلخص الدرس ويعود على النقاط المهمه فيه، حيث لا يبين المعلم للطلاب أهمية موضوع الدرس للطالب وصلة الطالب بالموضوع.
لغة جسد المعلم - لغة الجسد تؤشر للطلاب انه ليس قائد الصف فيغتنم البعض هذه الفرصه لملأ الفراغ القيادي في الصف عن طريق النكات والضحك. ان اساس الشغب ينبع من المعركه الغير مرئيه بين الطالب والمعلم على قيادة الصف. يمكن تفادي هذه المشكله نخطوات يقوم بها المعلم:
حدود يضعها المعلم تكون حدود اخلاقيه وعامة على الجميع واضحه ولا يمكن الخطأ فيها.
اعطاء الطالب الشعور بالأنتماء والقبول .
تمكين الطالب احيانا من اتخاذ قرارات بما يخصه، فيمكن مثلا اشراكهم بأن يكون امتحان أو وظيفه فالهدف هو التأكد ان يدرس الطالب الماده. الامتحان ليس ضروريا اذا تمكن الطالب من دراسة المادة بما يرضي المعلم, وجود واعطاء بدائل للتقييم وغيرها.
احترام الطالب وأعطائه التقدير والأحترام اللازم – فليس غريبا ان يسمع المعلم الفاظا بذيئه من طالب اذا استعملها نفسه.
التنويع – على المعلم ان ينوع طرق تعليمه وأعطاء محفزات للطالب على المشاركة والأنتباه.
اعطاء الطالب الشعور والأيمان انه يقدر على النجاح وأن كل طالب يقدر. هذا شعار استعمل مؤخرا في الأنتخابات الأمريكيه حيث استعمله رجال Obama –"yes we can" – هذا الشعور يمكن الشخص من عمل المعجزات.
عند عدم توفر هذه الشروط يقوم الطالب برحلة نحو الحصول على القوة، على الأنتقام من المعلم والمدرسة التي يمثلها المعلم ويحارب للحصول على حاجاته الأساسية المذكورة اعلاه .

مشاكل تعليمية شخصيةعائلية
اما عن المجتمع فتكمن المشكله بعدم الملائمة بين قيم المدرسة وقيم البيت. فبينما يرى المعلم ان الدراسه غايه عليا, نجد احيانا ان المجتمع يرى بالمال كقيمه مثلى. يمكن تشبيه هذا التناقض بالقيم كمثل شخصين يتجادلان كل بلغة مختلفه.
اما الطالب - بالأضافه لعدم شعوره بتوفر هذه الحاجات، يمكن انه يعاني من مشاكل خاصة - مشاكل تعليمية شخصية عائلية، عسر تعليمي ، جيل مراهقة، محيط عنف يعيش فيه والأهم وجوده في مجتمع فيه تختلف القيم عن قيم المدرسة وغيرها.
موضوع احترام المعلم هو موضوع مقالة اخرى، وعلني اقول في هذا الخصوص: أن السلوك مرآة – فنعامل كما نعامل وأن السلوك قابل للتغيير ..

مفتاح كل طالب
في الخلاصة اذا، 90% من طلابنا أذكياء: 68% بينهم بدرجة ذكاء متوسطه تتراوح بين 115-85 . 16% منهم فوق المعدل. كل طفل وكل طالب له الحق والمقدرة على التعلم. من لا يشعر بتوفير حاجاته ينقم على المدرسه ويصبح همه الوحيد الانتقام من المدرسه وكل ما تمثله المدرسه. واخيرا كما انه لكل قفل مفتاح فلكل طالب طريقة توصلنا اليه – والتحدي يكمن بأيجاد مفتاح كل طالب.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة