بمبادرة شبابية طيراوية للتعبير عن حزنهم وألمهم
الفاجعة التي ألمّت بمدينة الطيرة والتي أودت بحياة شابين في مُقتبل العمر، إثر حادث سير أليم على مدخل مدينة الطيرة أدخلت الألم والحزن على نفوس الجميع وحوّلت الطيرة في يوم الخميس لمدينة تتشح بالسواد، وأعادت طرح السؤال الذي لا إجابة له: إلى متى ..؟ وما هو الحل لحماية شبابنا الذي ينطفئ لديهم نور الحياة مُبكراً، وإلى متى سنبقى ندفن أبنائنا وفلذات أكبادنا؟ وعلى من يقع عاتق المسؤولية؟ على المجتمع أم المدرسة أم الأهل، وكيف السبيل لتحصين أنفسنا وأطفالنا؟
مختلف الشرائح والأطر
وفي بادرة طيبة تنمّ عن قمة في المسؤولية أمام هذا الواقع الأليم، وكتعبيرٍ عن حزنهم العميق لفقدان الطالبان المرحومان "مؤمن طالب منصور" و"محمد عبد الحي"، بادرت مجموعة من الشباب المخلص الواعي المكونة من أطر مُختلفة في الطيرة مساء يوم السبت 10/9/2011، بتنظيم وقفة حداد على أرواحهم الطاهرة، وكتعبير احتجاجي وتنبيهي على مخاطر السياقة لدى الشباب اليافع، وقد رُفعت خلالها شعارات مُختلفة تُنبه الجميع من مخاطر السرعة، وتُذكرهم بأنّ هناك من ينتظر المسافر حتى يعود، وأنّ السيارة خُلقت لتقضي حاجتنا لا لتقضي علينا، وأنّ الموت مهما بلغت سرعتنا فهو أسرع منا.
المبادرة التي نُشرت عن طريق الموقع الاجتماعي "الفيس بووك" وعدة وسائل أخرى لاقت استجابة فورية من قبل أعداد كبيرة من طلاب وطالبات ومعلمين ومعلمات وأكاديميون ومتعاطفون من مختلف الشرائح والأطر، وقد بدت الدموع وعلامات التأثر الكبيرة بفقدان هذين الطالبين المُجدّين باديّة على وجوه المشاركين، حيث ساد الصمت المعبّر الذي كان بمثابة صرخة مدوية لإبلاغ رسالة واضحة لأكبر عدد ممكن من المواطنين.