صحيفة "السفير" اللبنانية:

الثورة الليبية نموذج باهر للثورات العربية التى ربما يحتذى بها في بقية البلدان العربية التى تسعى للتخلص من الانظمة الحاكمة

ما يجرى في طرابلس اعاد الى ليبيا حياتها الطبيعية بشكل كبير بصرف النظر عن المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة القذافي

 لا تكون الثورة ولادة ثانية لليبيا بل تعد الولادة الاولى بعد أن برهن الثوار على اختلاف انتماءاتهم وولاءاتهم عن وطنية ليبية لا جدال فيها

اعتبرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن الثورة الليبية نموذج باهر للثورات العربية التى ربما يحتذى بها في بقية البلدان العربية التى تسعى للتخلص من الانظمة الحاكمة. واضافت الصحيفة أن ليبيا كانت في مرحلة الاستعمار ثم الانتداب عبارة عن ولايات منفصلة لا يربط بينها سوى العرش السنوسي الهزيل الذي أطاحه معمر القذافي ليقيم ولاية موحدة سرعان ما أخرجها على القيم والقوانين والأعراف الدولية وأعلنها جماهيرية ثم قلدها مرتبة العظمة التي كادت توحي بأنها عبارة عن مصحة للمجانين.

لذلك اشارت "السفير" أنه بهذا المعنى لا تكون الثورة ولادة ثانية لليبيا بل تعد الولادة الاولى بعد أن برهن الثوار على اختلاف انتماءاتهم وولاءاتهم عن وطنية ليبية لا جدال فيها. وتابعت الصحيفة أن الثوار الليبيون يسعون وراء مشروع سياسي يقوم على أفكار ومشروعات طبيعية معاصرة تضمن الاستقرار والازدهار وتسعى الى تحقيق إنجاز يتمثل في استيعاب أشد الاسلاميين تطرفا وبينهم المسئول عن منطقة طرابلس عبد الحكيم بلحاج الذي خرج قبل سنوات قليلة من سجون
القذافي وأميركا بتهمة الانتماء الى تنظيم القاعدة.

ثورة تستحق التقدير
وعلى جانب آخر اعتبرت الصحيفة أن ما يجرى في طرابلس اعاد الى ليبيا حياتها الطبيعية بشكل كبير بصرف النظر عن المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة القذافي مضيفة أن "الثوار قادرين على بناء بلدهم بأقل قدر من الدم وأكبر قدر من التفاهم الوطني حتى مع التائبين من رموز النظام السابق". وخلصت صحيفة "السفير" اللبنانية الى ان الثورة الليبية تجربة تستحق التقدير والتأمل.