إبراهيم صرصور:

الشعب الفلسطيني لن يقبل بأقل من دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى وطنهم، حتى لو اضطروا للإنتظار مائة عام إضافية

صراحة ريفلين في الحديث عن أرض إسرائيل كملك خاص لليهود، والذي يعني أن السيادة على كل فلسطين، هي لليهود ولإسرائيل،أصدق شاهد على صحة ومصداقية الرؤية الفلسطينية العربية الإسلامية

إن حديث ريفلين أمام طلاب صفوف الأول والثالث، مهنئا ببداية السنة الدراسية، ومتمنيا لهم أن يكونوا قادرين بعد إنهاء دراستهم على خدمة الشعب وأرض إسرائيل وليس دولة إسرائيل، فيه تعزيز لثقافة متطرفة تتجاوز الدولة بمفهومها القانوني

في رسالته لرئيس الكنيست رؤفين ريفلين، إنتقد الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، تصريحاته التي أدلى بها لوسائل الإعلام أثناء زيارته لمستوطنة إيتامار بمناسبة إفتتاح السنة الدراسية الجديدة، والتي أكد فيها على أن ارض إسرائيل هي ملك لليهود فقط، معتبراً هذه التصريحات أصدق شاهد على صحة الرؤية المعاكسة التي تقول بأن فلسطين التاريخية هي ملك للفلسطينيين فقط.
 

وقال: "أنا أعرف جيداً مواقف رئيس الكنيست ريفلين الرافضة لحل الدولتين: فلسطين وإسرائيل، كما نعرف مواقفه التقليدية المعارضة لإتفاق كامب ديفيد للسلام مع مصر، وإتفاق أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتحفظاته على إتفاق وادي عربة للسلام مع الأردن، لكن تصريحاته الأخيرة في زيارته لمستوطنة إيتامار بمناسبة بداية السنة الدراسية الجديدة، جاءت مدوية إلى الحد الذي لم يعد معه مجال إلا أن نضع الحقائق كما هي، خصوصا وأن تصريحاته جاءت تعبيراً صارخاً عن قناعات الحكومة الإسرائيلية الحالية، وإن لم تعبر عنها صراحة لضرورات تفرضها لعبة السياسة الدولية، وعن قناعات أغلبية الرأي العام الإسرائيلي، بما في ذلك حزب كاديما، وإن إعترفنا بقدرة كاديما على تحقيق ذات الأهداف بطريقة أكثر ذكاء، بهدف عدم إحراج لإسرائيل، إن صراحة ريفلين في الحديث عن أرض إسرائيل كملك خاص لليهود، والذي يعني أن السيادة على كل فلسطين، هي لليهود ولإسرائيل، وأن ملايين الفلسطينيين فيها ليسوا أكثر من رعايا، ليس لهم أن يفكروا في سيادة ولا حرية ولا استقلال، إنما هي أصدق شاهد على صحة ومصداقية الرؤية الفلسطينية-العربية-الإسلامية بأن فلسطين كل فلسطين الخطة البديلة إن فشلت مفاوضات السلام، هي في المقابل ملك خالص للفلسطينيين، ولا حق للسيادة فيها لغيرهم".

قرارات دولية لها صلة فلسطينية
وأضاف: "إن حديث ريفلين أمام طلاب صفوف الأول والثالث، مهنئا ببداية السنة الدراسية، ومتمنيا لهم أن يكونوا قادرين بعد إنهاء دراستهم على خدمة الشعب وأرض إسرائيل وليس دولة إسرائيل، فيه تعزيز لثقافة متطرفة تتجاوز الدولة بمفهومها القانوني، وتتجاهل الشرعية الدولية وقراراتها بشان فلسطين إبتداء من قرار التقسيم ( 181 ) والقرار المتعلق بحق العودة ( 194 )، والقرارات التي لا تقر إحتلال أرض الغير بالقوة ( 338 ) و ( 242 )، وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة بالحق الفلسطيني، لتركز على الحق الإلهي في أرض إسرائيل !!!، وهي الثقافة التي تدفع إلى مزيد من سفك الدماء، وتكريس حالة الاحتلال، وتدعو إلى استئصال الآخر وإستبعاد الإعتراف بحقه الديني والقانوني في وطنه الذي لا وطن له سواه، وهذا هو مكمن الخطر في تصريحات رئيس الكنيست".

جانب المعيشة المقدسي
وأشار: "أن تصريح ريفلين وقوله، عندما يكون جيراننا مستعدين لإعطائنا حقنا في العيش معا، سيكون سلام، هو أمر غاية في الغرابة، فوق ما فيه من تزييف للحقائق، ولَيٍّ لذراع الوقائع، ونسأل السؤال البسيط، مَنْ مِنَ الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني الذي لا يريد للآخر أن يعيش بسلام على أرضه وفي وطنه ؟؟!! أهم الذين تقدموا بمبادرة السلام العربية التي فيها إستعداد على مستوى الأمة للإعتراف بإسرائيل، والتنازل عن 75% من فلسطين المقدسة، والإكتفاء بأقل من 25% منها، مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وغزة، وعاصمتها القدس الشرقية فقط، أم الذي رفسوا المبادرة ، وأصروا على المضي في فرض الأمر الواقع على الأرض من خلال الاستيطان ومصادرة الأرض وانتهاك المقدسات وحقوق الإنسان وتهويد القدس ؟؟!!! من الذي لا يريد السلام ، أهو الذي يفرض الحصار على قطاع غزة ، ويحول حياة مليون ونصف مليون فلسطيني إلى جحيم ، ويفرض احتلاله على كل أرجاء الضفة الغربية ، ويعتقل الآلاف من الفلسطينيين في السجون ، بمن فيهم نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخبين ديمقراطيا ، ويضيق الخناق على أهل القدس الشرقية المحتلة تشريدا وطردا وحرمانا ومصادرة للأرض وللبيوت وهدما ، وفرضا للضرائب الباهظة ، ومنعا للبناء ، وتهديدا بإزالة أحياء كاملة كحي سلوان ، وتهويدا للحيز ، وتهديدا للمقدسات وعلى رأسها الأقصى ، أم أولئك الفلسطينيين الذي يطالبون بحقهم المشروع في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل ، يعيشان جنبا إلى جنب في سلام وامن وأمان ؟؟!! ".

دولة فلسطين كاملة
وأكد الشيخ صرصور: "حديث ريفلين حول الإستيطان قائلاً: "الاستيطان في أرض إسرائيل هو جزء لا يتجزأ من الصهيونية، والتي هي في الحقيقة ليست إلا إيديولوجية الاستيطان"، هو أيضا دليل على أن الصهيونية حسب تعريفها الريفليني، ما هي إلا صورة من صور العنصرية البغيض، خصوصا وأنها كانت السبب في نكبة الشعب الفلسطيني، واحتلال أرضه، وتهجيره من وطنه، وتدمير أكثر من خمسمائة قرية ومدينة فلسطينية، وتشويه الهوية الحضارية الإسلامية والعربية لفلسطين من خلال تدمير المساجد والمقابر والمقامات، ومصادرة الأوقاف بكل ما حازته من أراض وعقارات ومؤسسات جسدت الوجه الحضاري الحي للشعب الفلسطيني على مدى آلاف السنين وخصوصا بعد الفتح الإسلامي، الشعب الفلسطيني لن يقبل بأقل من دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى وطنهم، حتى لو اضطروا للإنتظار مائة عام إضافية، ولا أظنهم سينتظرون كل هذه المدة، لكني لا أستبعد إن لم تقبل إسرائيل بحل الدولتين المطروح الآن، أن يأتي يوم لن يقبل فيه الفلسطينيون بأقل من فلسطين كلها".