عضوة اللجنة الإدارية لجمعية سيكوي، الدكتورة ميري توتري:
أوضاع التعليم العربي في إسرائيل مأزومة تمامًا، حيث إنّ هناك تمييزًا عميقًا ومبنويًّا في تخصيص موارد لجهاز التعليم العربي

إذا لم تأخذ توصيات اللجنة بالحسبان الأوضاع الخاصة للمجتمع العربي في إسرائيل – فإن هذا سيحدث شرخًا آخر في العلاقة بين العرب والحكومة في إسرائيل

مدير عام شريك في سيكوي، رون جرليتس:
إنني أفهم بأنّ اللجنة تبحث عن حلول عالمية/ عامة وليس عن حلول عينية محدودة لحل بعض المشاكل العينية فحسب لهذا الوسط أو ذاك في المجتمع الإسرائيلي

إنني أحذركم من مغبة انتهاج حلول عالمية لا تتلاءم مع المجتمع العربي وأوضاعه وإن مثل هذه الحلول ليست غير كفيلة بتقليص الفجوات بين العرب واليهود فحسب، وإنما من شأنها أن تزيد عمق هذه الفجوات

قدمت الدكتورة ميري توتري، عضوة اللجنة الإدارية لجمعية سيكوي ورون غرليتس، مدير عام شريك لجمعية سيكوي هذا الأسبوع (30 آب) في القدس مداخلة أمام "لجنة ترختنبرج" للتغيير الاجتماعي الاقتصادي، مع الإشارة إلى أنّ حوالي ألف طلب قدمت إلى اللجنة للمثول أمامها ولم توجّه الدعوة من بينها إلا لحوالي 40 شخصا أو مؤسسة. خلال مداخلتهما أمام اللجنة، تطرق مندوبا جمعية "سيكوي" إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للجماهير العربية في إسرائيل، السبل الممكنة لتقليص الفجوات العميقة بين اليهود والعرب وحذرا اللجنة من مغبة بلورة توصيات لا تفي بالاحتياجات الخاصة للجماهير العربية.

خلال مداخلتهما أمام اللجنة وجّه مندوبا سيكوي أصابع النقد لسياسة التمييز المتواصلة منذ سنوات طويلة والمنتهجة من قبل مختلف الحكومات الإسرائيلية تجاه المجتمع العربي. وقد حذر جرليتس أعضاء اللجنة بأن الحلول التي لا تأخذ بعين الاعتبار أوضاع واحتياجات المجتمع العربي من شأنها أن تعميق الفجوات بدلا من تقليصها. من بين المطالب التي ذكرها كل من جرليتس ودكتورة توتري والتي عرضت أمام اللجنة: استثمار كبير في التعليم العربي، استثمار موارد في حل مشكلة السكن التي يعاني منها المجتمع العربي وبصورة عينية في تسويق أراض من دائرة راضي إسرائيل في البلدات العربية، زيادة ملموسة لخدمات المواصلات العمومية في البلدات العربية. وقد أتت الدعوة للمداخلة أمام "لجنة ترختنبرج" في أعقاب توجّه رسمي من قبل جمعية "سيكوي" إلى أعضاء اللجنة، في إطار إجراءات الاستماع العمومية التي أعلنت عنها اللجنة.

عدم المساواة بين العرب واليهود
يذكر أن مداخلات مندوبي جمعية سيكوي أمام اللجنة تشكل إنجازًا بالغ الأهمية في النضال الذي تخوضه جمعية سيكوي من أجل إحداث تغيير في سياسة الحكومة إزاء المواطنين العرب. مدير عام شريك في سيكوي، رون جرليتس، قال لأعضاء اللجنة: "خلال عمليات الاحتجاج في الطرقات ننادي بإحقاق العدالة الاجتماعية، غير أنّ واقع عدم المساواة الحاد بين العرب واليهود في إسرائيل يقوض أية فرصة لبناء مجتمع عادل وحتى من شأنه تقويض الدولة بأسرها. إنني أفهم بأنّ اللجنة تبحث عن حلول عالمية/ عامة وليس عن حلول عينية محدودة لحل بعض المشاكل العينية فحسب لهذا الوسط أو ذاك في المجتمع الإسرائيلي. أعتقد أن مثل هذه الخطوات هي عموما محقة ومن حيث المبدأ فإن هذه الاستراتيجية صحيحة. لكن، عندما نحاول تطبيقها في محيط من عدم المساواة المبنوي وعلى مستوى البنى التحتية بين اليهود والعرب في إسرائيل - فإن فيها ضربا من الوهم والتضليل.

تخفيض أجور الشقق
فيما يتعلق بالمواطنين العرب - فإن الحلول العالمية المتعارف عليها تعتبر نوعا من الخداع البصري ليس إلا. إنني أحذركم من مغبة انتهاج حلول عالمية لا تتلاءم مع المجتمع العربي وأوضاعه. إن مثل هذه الحلول ليست غير كفيلة بتقليص الفجوات بين العرب واليهود فحسب، وإنما من شأنها أن تزيد عمق هذه الفجوات. على سبيل المثال، استثمار موارد الدولة في تخفيض أجور الشقق في المدن الكبيرة لن يساعد المواطنين العرب نظرًا لأننا لا نجد تقريبا سوقا لتأجير الشقق في البلدات العربية. سيكون هذا استثمار موارد يزيد من الفجوات ولن يعالج أزمة السكن الحادّة في المجتمع العربي.

تطوير المجتمع والاقتصاد العربي
استثمار موارد لتخفيض أسعار المواصلات العمومية سيساعد المواطنين اليهود إلى حد كبير، غير أنه لن يساعد المواطنين العرب إلا بصورة طفيفة، ذلك لأن المواصلات العامة تكاد تكون مفقودة تمامًا في البلدات العربية. وحسب البحث الذي أجرته جمعية سيكوي، فإننا نجد فجوة تبلغ عشرة لغاية عشرين ضعفا في إمكانية الاستفادة من المواصلات العامة للعرب بالمقارنة مع اليهود. يدور الحديث عن واقع يقطع المواطنين العرب عن مراكز العمل، التعليم والمراكز الاجتماعية في إسرائيل. لا يمكن المضي قدما في تطوير المجتمع والاقتصاد العربي والاقتصاد الإسرائيلي عموما بدون استثمار موارد في المواصلات العامة في البلدات العربية.

أوضاع التعليم العربي
عضوة اللجنة الإدارية لجمعية سيكوي، الدكتورة ميري توتري قالت: "أوضاع التعليم العربي في إسرائيل مأزومة تمامًا، حيث إنّ هناك تمييزًا عميقًا ومبنويًّا في تخصيص موارد لجهاز التعليم العربي. والنتيجة هي أن يكون الطلاب والمواطنون العرب ذوي تحصيلات تعليمية أقلّ بكثير، وذوي فرص أقل بكثير للتعليم الجامعي وفرص أقلّ بكثير للانخراط في سوق العمل. هذه حالة مبنوية، وهي عبارة عن نتيجة لسياسة حكومية موجّهة تبقي فجوة كبيرة، بيننا نحن المواطنين العرب والمجتمع اليهودي.

تحصيلات التعليم العبري
وقد ناشدت توتري اللجنة بتكريس اهتمام خاصّ لموضوع التعليم والنهوض به: "من أجل صنع تغيير ملموس في إسرائيل يضمّ أيضًا تقليص فجوات، ثمة ضرورة لاستثمار موارد كبيرة في التعليم العربي، والتطلع إلى أن تتساوى تحصيلات التعليم العربي مع تحصيلات التعليم العبري. بينما يبقى 20% من مواطني إسرائيل بجهاز تعليمي واهن وضعيف فإنّ العدالة الاجتماعية لن تسود في إسرائيل ولن يحدث تغيير في النهج الاقتصادي الاجتماعي".

 المشاركة في الاحتجاجات
كما تطرقت الدكتورة توتري إلى الانقسام في المجتمع العربي بخصوص المشاركة في الاحتجاجات ومواقف مؤيدي ومعارضي انضمام المواطنين العرب إلى الاحتجاجات. وقد أنهت توتري مداخلتها بقولها "إذا لم تأخذ توصيات اللجنة بالحسبان الأوضاع الخاصة للمجتمع العربي في إسرائيل – فإن هذا سيحدث شرخًا آخر في العلاقة بين العرب والحكومة في إسرائيل، وهو شرخ في منتهى الخطورة". بعد مداخلتيهما تم توجيه بعض الأسئلة من قبل أعضاء اللجنة وخصوصا فيما يتعلق بقضايا المسكن والأرض. وقد أجمل رئيس اللجنة، بروفسور ترختنبرج المداخلات وقال إنه يقبل الادعاء المبدئي الذي طرح وإنه ينوي الاهتمام بأن تأخذ توصيات اللجنة المواطنين العرب بأكبر جدية ممكنة.

النهوض بالمساواة المدنية الكاملة
جمعية سيكوي هي مؤسسة مشتركة لليهود والعرب مواطني الدولة الذين يعملون منذ حوالي عشرين عاما من أجل النهوض بالمساواة المدنية الكاملة بين المواطنين العرب واليهود. للجمعية لجنة إدارية مشتركة، مديران عامان شريكان (عربي ويهودي) وطاقم مهني يضم يهودًا وعربًا من مختلف المجالات المعرفية. تعمل الجمعية في الأساس في أنشطة البحث والمرافعة من أجل تغيير السياسات التي تنتهجها الحكومة حيال المواطنين العرب.