الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 23:01

جميل أبوخلف:الإنسان-ما بين طول الأمل وحتمية الأجل

كل العرب
نُشر: 23/08/11 18:34,  حُتلن: 09:00

جميل أبوخلف في مقاله:

 الصبر على الطاعة أسهل بكثير من الصبر على النار والعياذ بالله

في معظم الأحيان يضع الإنسان لنفسه سلسلة من الأهداف والأماني محاولاً إنجازها في حياته

من أعظم الأماني للإنسان هو طول الأمل ولا نبالغ إن قلنا أن معظمنا يتمنى لو كان عمره يطول لآلاف السنين ولكن هل باستطاعتنا تحقيق هذه الأمنية؟

حقيقة وجود الإنسان في هذه الدنيا تأتي في سياق الإختبار الإلهي للإنسان أذ أنه بهذا الإختبار يفحص الله عز وجل عباده كم كانوا حذرين متيقظين من محاولات الشيطان الرجيم من إغفالهم وإلهائهم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
هذا ما كان، كيفما كان، بمكان ما كان، ساعة ما كان. كان وكائن وسيكون في كل زمان ومكان، إنه القرار الصادر من الذي يقول للشيء كن فيكون، إنه الأجل والذي كل من في السماوات والأرض له منتظرون، ويبقى الله الحي الذي لا يموت خالق الكون.
من المعروف أن لكل بداية نهاية ولكن غير المعروف وغير الواضح أن هذه النهاية تأتي بوقت أقل أو أكثر من المتوقع لهذه النهاية، إلاّ أنه من المؤكد جداً أن هذه النهاية قادمة لا محالة، وعندها يكون السؤال هل هذه النهاية تكون بداية لمرحلة أخرى؟.

الأهداف
في معظم الأحيان يضع الإنسان لنفسه سلسلة من الأهداف والأماني محاولاً إنجازها في حياته، وكل ما انتهى من هدف حققه انتقل إلى آخر وهكذا يكون قد رسم لنفسه خريطة طريق بالأهداف التي يريد تحقيقها، وفي كل مرحلة انتقالية بين هدف وآخر يتمنى تحقيق أمانيه وهنا يبرز السؤال المحيّر وهو: هل كل ما يتمناه المرء يدركه، أم يدركه الموت قبل تحقيق هذة الأماني والأهداف؟.
إن من أعظم الأماني للإنسان هو طول الأمل ولا نبالغ إن قلنا أن معظمنا يتمنى لو كان عمره يطول لآلاف السنين ولكن هل باستطاعتنا تحقيق هذه الأمنية؟
وأكثر من ذلك لو كان هناك خلود لدفعنا الغالي والنفيس واشترينا هذا الخلود لكن هذه سنّة الله في خلقه حيث يقول لنبيه الكريم "إنك ميت وأنهم ميتون".

الأمل !
إن طول الأمل يبعد الناس عن صدق العمل وعندها يبدأ الكثيرين منا بالتسويف وهذا الأمر (التسويف) في غاية الخطورة إذ يظن المرء أن عمره قد يطول أكثر وأكثر مواسياً نفسه بأنه صغير أو نحو ذلك وإن الوقت ما زال مبكراً لأن يتصالح مع الله، وأن يعود إلى الله بتأدية الفرائض المفروضة عليه كإنسان بالغ، عاقل وراشد غير مكترث بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:" هلك المسوفون" وتراه دائماً يختلق الأعذار والحجج الواهية في عدم الرجوع إلى الله وطاعته وعبادته، فمرة يقول بأنه صغير ومرة بأنه مشغول وأخرى بأن الوقت لم يحن بعد، وهكذا حتى يأتي قدر الله وتخرج روحه وهو في غفلة عن عبادة الله والتي من شأنها أن تدخله الجنه بإذن الله وبرحمة منه.

حقيقة وجود الإنسان
إن حقيقة وجود الإنسان في هذه الدنيا تأتي في سياق الإختبار الإلهي للإنسان أذ أنه بهذا الإختبار يفحص الله عز وجل عباده كم كانوا حذرين متيقظين من محاولات الشيطان الرجيم من إغفالهم وإلهائهم، ولو أن الله تعالى خلق الإنسان في حالة يقظة دائمة لما كان هناك حاجة في أن يتعرض للإمتحان، ولو أن الله خلق الإنسان في حاله ووضع عدم النسيان فلا تكون هناك حاجة لفحصه واختباره.

غفلة الإنسان
إن غفلة الإنسان عن الزمن وما يخبأه له من مفاجآت كثيرة قد توصله إلى نهاية ومصير غير واضح أو قل إلى مصيبة كبيرة، وهل هناك مصيبة أعظم من مصيبة الغفلة عن ذكر الله؟.
إن من أعظم، بل وأعظم هذه المفاجآت هوالأجل الذي يطارد الإنسان في كل مكان وفي كل لحظة، ولو أن الإنسان حسب حساب الأجل وما ينطوي عليه من مفاجآت لاعتدل في أمانيه وحدد أمله وهدفه وتوجه توجهاً تاماً إلى العمل الصادق، بقلب صادق، قلب سليم ونظيف متوجهاً إلى الله، متاجراً مع الله، وحبه إلى الله ورسوله. هذه هي التجارة الرابحة والتي لن تبور وبذلك يكون مصيره إلى الجنة بإذن الله حيث هناك المتعة الحقيقية وهناك الحياة الحقيقية، وهناك الخلود.

الصبر على الطاعة
إن الصبر على الطاعة أسهل بكثير من الصبر على النار والعياذ بالله، بل لا يوجد هناك وجه للمقارنة أصلاً فإن كنا نشكك بهذا فنحن بحاجة إلى فحص فيما إذا كان لدينا خلل في العقيدة (وهذا ما لا أتمناه، وأتمنى أن أكون مخطئاً في تقديري)، وإن كنا متفقين فينبغي علينا العمل من أجل الفوز بالجنة بإذن الله عن طريق عبادة الواحد الأحد، الفرد الصمد، وأول هذه العبادات هي الصلاه لأن العبد أول ما يسأل عنه يوم القيامة هي الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وعباداته وهذا يكون من خلال النظر للأمور بنظره صحيحة ونظرة واعية لا من خلال نظّارة معكوسه تبعّد القريب بل من خلال "تلسكوب" يقرّب البعيد لأن الأجل قد يكون أقرب ما يكون لكل منّا وعند الأجل ينتهي العمل الذي من خلاله يحدد نهاية ومصير كل منا،"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة