ريمون شلاعطة من سخنين:

المؤسف حقاً أن متر الأرض في سخنين يزيد عن ألف شاقل وهو سعر غالي الثمن ناهيك عن أن أحداً لا يبيع أرض خاصة للبناء، في حين نجد أسعار الاراضي ارخص بكثير من ذلك ، وانا متشاءم من مستقبل الأبناء بعد عشر أو عشرين سنة قادمة في قضية الضائقة السكنية

 هناك ضائقة على صعيد السكن تعاني منها مدينة سخنين، تلك الضائقة الناتجة عن قلّة الأراضي المتوفّرة لأهداف السكن وحتى العمل والصناعة وأكثر ما يلمس الضائقة من حيث الأراضي في سخنين هم الأزواج الشابة

سخنين التي دفعت الثمن غالياً نتيجة الغبن الواقع على مواطنيها منذ اليوم الأول لبسط الدولة اليهودية عليها ما زالت تعاني الويلات بحيث وصلت مساحة المدينة عام 1948 الى 70192 دونم بينما اليوم تملك مدينة سخنين 9877 دونم يستغل منها فقط 63% وفي سخنين شغلهم الشاغل والموضوع المطروح على طاولة النقاش ، كيف يمكن لأهالي المدينة وضع اليد على أراضيها وتوسيع مسطحها خدمة للاجيال المستقبلية.

عش الزوجية يتحول لكابوس كيف يمكن توفيره
.ريمون عثمان شلاعطة من سكان مدينة سخنين يبلغ من العمر 27 عاما متزوج وله طفلة يقول عن الضائقة السكنية التي مر بها قبيل قراره بالزواج :" أن هناك ضائقة على صعيد السكن تعاني منها مدينة سخنين، تلك الضائقة الناتجة عن قلّة الأراضي المتوفّرة لأهداف السكن وحتى العمل والصناعة وأكثر ما يلمس الضائقة من حيث الأراضي في سخنين هم الأزواج الشابة وكل شاب يريد ان يقترن بالفتاة التي يعتقد انها ستكون شريكة حياته ، سرعان ما يكتشف أن العروس موجودة الا ان المنزل او الارض التي يمكن ان يقيم عليها المنزل غير موجودة ومن هنا بالذات تبدأ رحلة العذاب للشاب العربي".

نصف قرن من الظلم والقهر والاهمال كافية لأن تنقلع
وأضاف شلاعطة :"إنا أدرك تماماً بأن بلداتنا العربية تقع تحت طائلة التمييز والغبن على مدار أكثر من نصف قرن وأن ذلك لم يأت بشكل مفاجئ بل هو نتج عن غبن تاريخي وما زال مستمراً في ظل انعدام المساواة في توزيع موارد الدولة على سكانها وقد يكون لقيادة الوسط العربي والبلدات العربية نصيب آخر من الاهمال وعدم المطالبة بالحقوق واستنفاذ كل الامكانيات لحل الضائقة السكنية التي عانى منها شبابنا".

أنا من سخنين وأستأجر منزلاً فيها لأن أرضنا لم تدخل مسطح
وأعتبر ريمون شلاعطة بان تجربته عندما اراد ان يقترن بزوجته فكر ملياً لايجاد حلول سحرية والبقاء في سخنين قريبين من العائلة الا أنه لم يجد بيوت للايجار وهو الأمر الذي دفعه بشكل جدي ان يزحف الى مدينة كرميئيل كونها الاقرب والمنفذ الوحيد الذي يمكن ان يحقق له ما يطمح اليه من البقاء قريباً من المدينة مسقط رأسه ، وفعلا بعد يوم الزواج توجه الى المنزل المستأجر في كرميئيل ، وسرعان ما تبين له أن عليه أن يجهز مبلغ 5000 شاقل بشكل شهري فقط لسد تكلفة ايجار المنزل وضريبة الارنونا واثمان المياه والكهرباء ،ولولا أن الله لطف به وكان يعمل كمقاول لما استطاع أن يلتزم بكل مصاريف العائلة ، وسرعان ما حن هو وزوجته لمسقط رأسهما وعادا بعد سنة فقط الى سخنين ، والاراضي الخاصة بالعائلة لا تدخل مسطح المدينة مما شكل معاناة اكبر، وفعلاً صمم أن يوفر مبلغاً وبمساعدة أفراد العائلة تمكن من شراء قسيمة وهو الآن قد بدأ مشوار البناء وهو أمر ليس بالهين ، ولكن ما زلت اشعر بالمعاناة كون أن الكثير من الاصدقاء من سخنين مستأجرون منازل في كرميئيل".

العشرات من شبابنا يستأجرون منازل لهم في كرميئيل
وخلص ريمون شلاعطة بالقول:"انا أعرف العشرات من شبان سخنين الذين يستأجرون المنازل في كرميئيل ، وهناك الكثير ممن يسكنون بالايجار في مدينتهم لعدم وجود قسائم أزواج شابة ولأن اراضيهم ما زالت خارج مسطح البلد، والمؤسف حقاً أن متر الأرض في سخنين يزيد عن ألف شاقل وهو سعر غالي الثمن ناهيك عن أن أحداً لا يبيع أرض خاصة للبناء، في حين نجد أسعار الاراضي ارخص بكثير من ذلك ، وانا متشاءم من مستقبل الأبناء بعد عشر أو عشرين سنة قادمة في قضية الضائقة السكنية، وملقى على عاتق المسؤولين واللجان الشعبية النضال باستمرار لتوسعة مسطح البلد وتمكين الازواج الشابة من بناء حياتهم ومنازلهم المستقبلية دون أي ضغوطات ، كون أن الضغط يولد الانفجار ".