رفضت محكمة الصلح في القدس دعوى قذف وتشهير قدمتها معلمة ضد مديرة مدرسة "المامونية" للبنات في القدس الشرقية. وكانت المديرة  نعتت المعلمة بأنها وطنية إسرائيلية وتفتخر بجواز السفر الإسرائيلي، بينما قبلت المحكمة الدعوى التي قدمتها المديرة ضد المعلمة وفرضت على المعلمة دفع مبلغ 67 ألف شيكل.
وتعود القصة الى عام 2004 عندما قدمت احدى المعلمات دعوى قذف وتشهير ضد مديرة مدرسة البنات"المامونية" في القدس الشرقية السيدة غدير طهبوب بمبلغ 250 ألف شيكل بواسطة محاميها زكي كمال، بادعاء أن المديرة وبختها واتهمتها بالخيانة كونها تحمل جواز السفر الإسرائيلي واتهمتها بان أرائها إسرائيلية. هذا الأمر أثار حفيظة المعلمة وادعت أن تلك التصريحات انتشرت بشكل غريب في القدس الشرقية وقد وصلتها تهديدات بالقتل، الأمر الذي ألزمها تقديم استقالتها من المدرسة.
بعد تقديم تلك الدعوى قدمت مديرة المدرسة دعوى قذف وتشهير عن طريق المحامي د. ساهر علي طالبت فيها المعلمة بدفع تعويض وقدره 500 ألف شيكل، وكانت المديرة ادعت بأن المعلمة وزعت بيانات ومناشير ضد المديرة على الهيئة التدريسية واتهمتها بسرقة الأموال وسوء الإدارة.
المعلمة، وهي من سكان عكا، تدرس في مدرسة "المامونية" وتحاضر في جامعة بيت لحم في موضوع التربية، أما المديرة السيدة غدير طهبوب من سكان وادي الجوز مديرة لمدرسة "المامونية" للبنات منذ عشرة أعوام.
بناء على الدعوى التي قدمت، فقد تسلمت المعلمة رسالة من قسم التربية التابع للقدس الشرقية في بلدية القدس، جاء فيه انه تم اختيارها كمراقبة في امتحانات التوجيهي لعام 2004 في بيت لحم. المعلمة لم تر بتلك الرسالة امرا واجب التنفيذ، ولهذا أعادت الرسالة إلى نائبة المديرة السيدة أنعام جبر. وادعت المعلمة ان المديرة قامت - خلال إحدى جلسات العمل في المدرسة-  بالتهجم عليها بعد رفضها الرقابة بقولها: "تخيلوا معلمة تفتخر بجواز سفرها الإسرائيلي، شاهدوا أية آراء وطنية لديها". وعليه قدمت المعلمة دعوى القذف والتشهير معتبرة أن وصفها بالوطنية الإسرائيلية هو مس بكرامتها وعملها وان نشر تلك الأمور جعل الكثيرات من زميلاتها يكرهونها ويحقدون عليها وأنهن صدقوا تلك التصريحات التي قالتها المديرة. وجاء في الدعوى أيضا أن المعلمة قد استدعيت في احد المرات لاجتماع مع المديرة يتعلق برفضها الاشتراك في الرقابة على التوجيهي في فترة العطلة الصيفية وفي هذه الجلسة طلبت المعلمة من المديرة الاعتذار أمام الهيئة التدريسية فأجابتها المديرة: "لأنك تفتخرين بهويتك الإسرائيلية فعليك أن تفتشي عن مدرسة إسرائيلية لتدرسي فيها "
وقامت المحكمة بتوحيد النقاش في القضيتين واطلعت خلال جلساتها على اقوال 12 شاهدا، وقررت رفض دعوى المعلمة بينما قبلت دعوى المديرة وفرضت على المعلمة دفع مبلغ 67 الف شيكل.