الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 14:01

هبة رائد أبو نمر تكتب على العرب:تزامن إستدراكي

كل العرب
نُشر: 15/08/11 17:32,  حُتلن: 20:11

أحياناً... نحتاج إلى هجرة للذات, لتوقف زمني بسيط للعودة إلى جوهر الواقع..نحن!
نشعر بالضجر,الملل, والعزوبية ...من كلٍ منها جرعات وجرعات..فنمسي بحاجة إلى قناطير من أمصال تطرد أولائك الضيوف الغير مرحب برفقتهم..
لجرعات أدرنالين متواصلة لقهر ما يتمطى على قلوبنا من فراغ.. أو ربما للوصول إلى التوازن المطلوب في إشباع تلك الروح المترنحة.
وفي بعض الأحيان نحتاج إلى الزوبعة في الفنجان وأثاره بعض الصخب , وفقْد تزامن ساعاتنا مع منطلق حياتنا لنقع بين أوراقها المجردة لنا نحن!

وفي بعض الأحيان الأخرى..ينتابنا شعور عارم بالضحك المفرط.. إلى أقصى الحدود.. نضحك ونضحك حتى تفيض مقلتانا بينابيع مالحة, فتحتاج رشة سكر أخرى لإطفاء المثالية على تلك اللحظة..ولكن حتى للمثالية هنالك قيود..فلا نستطيع ..فنتوقف!
مجتمعنا لا يسمح لنا بالضحك..أنه أسلوب غير راق لمبادئنا الهمجية!!
ذلك المجتمع الذي قدم لنا ملفات "شبة ديموقراطيه " لحقوق المواطن العربي في دولتنا المبجلة..
حتى أن المرأة أصبح لها "جواز سفر اجتماعي" أو بمصطلح آخر على أحر التعبير "خطبة" أو "زواج" حتى يتسنى لها أداء حياتها اليومية بمنتهى الحدودية المسموحه... ويا لأسفي على تلك النساء اللواتي حظين بجواز سفر اجتماعي منتهي الصلاحية!!
ونحن علينا بتقديم أقصى التضحيات لأجل هذا المجتمع الصالح..بعد الشكر الجزيل لها على كسر أحلامنا المتراكمة في صف طويل على أبواب المكاتب الحكومية التي تسعى بجهدها الجهيد لوضعها داخل الإطار الاجتماعي الملائم للمضي بها قدما!
ويا لعجبي كيف أن معظم تلك الأحلام لا يتسنى لها الوقت للابحار خارج ذلك النطاق لأنها قد تقتل إعداما .. وذلك حفاظا على المصلحة العامة!
تلك الأحلام التي تطمح لنا أن نعيش أسطورة ذاتنا, لنثبت أننا لن نحيا على أمجاد أسلافنا...
لنوّلد عهد جديد من جيل جديد..وليس بالضرورة حصر كل ما هو جديد على انه زيادة نسبية لا ضرورة لها..فما دمنا كما نحن "أأمن" للجميع!
فكل حركة جديد أو صرعة موضة غريبة تثير استنكار كل الجهات-المختصة وغير المختصة-
فالناس..كما تعلم , لهم دورية ثابتة من التعليقات "الرائعة" على أسلوبنا,أفكارنا,مبادئنا,أحلامنا -والتي لم تكن دارجة في أيامهم المخضرمة- فتهبط زاجرة على استقلاليتنا وحلمنا الذاتي بتكريم ما حكناه بلا مبالاة خصصت خصيصا لصعق أقليتنا والهروب إليهم..
فأصبحنا بما سولت نفسنا إلينا فاعلين..فلنتّبع!! كلا... لن نتّبع..بل سنُتًبع.. ولن نكون أشباه للماضي .. بل قدوة للمستقبل.. وليفعل بنا خفر الحدود ما ليفعل... فحين يتزامن البشر في تجاهل أحلامنا وعدم صقل مواهبنا مهما كانت بالنسبة لهم غريبة.. لن نكون من يستعبدنا الماضي ونفعل كما فعل الذين من قبلنا على وتيرة واحدة " تزامن استدراكي" .. فنبقى على ما هم علية خوفا من التغير.. يتصارعون في أقفاص الثورة التي لم يتحرّروا منها بعد كي يطلقوا العنان لما سميّ بالحرية..
يدركون ما هم عليه وماذا يريدون فعله.. لكنهم يلقون هذه المهمة على من بعدهم خوفا من العواقب..فمَن بعدهم إلى من بعده.. وهكذا في " تزامن استدراكي" ...!

المغار

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:
alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة