الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 00:02

شاكر حسن:في حضرة الغياب بين الرفض والقبول ..!

كل العرب
نُشر: 12/08/11 10:22,  حُتلن: 13:58

شاكر فريد حسن :

المطالبة بوقف ومنع عرض المسلسل فيندرج في اطار الاكراه والمس بحرية الكلمة والتعبير والرأي

الضجة في الواقع نابعة من تقديس شخصية شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش كرمز ثقافي ساطع ، وهو كغيره من اعلام الفكر والادب والفكر والفلسفة لم يكن ولن يكون فوق النقد والمساءلة يوماً

منذ بدء عرضه مع بداية شهر رمضان، على شاشات عدد من الفضائيات العربية منها فضائية "فلسطين"، يثير مسلسل " في حضرة الغياب" ، الذي يتناول سيرة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش جدلاً كبيراً وواسعاً بين المثقفين والاعلاميين الفلسطينيين والعرب في الداخل والخارج.

ميزان النقد والتقريظ
فهنالك من رأى ان هذا المسلسل، الذي انتجه الفنان السوري فراس ابراهيم ويؤدي فيه شخصية درويش هو مسلسل هزيل وهابط يسيء لمحمود درويش ، سيد الكلام والرمز الثقافي والوطني الفلسطيني . وثمة من وصفه ب"المهزلة" و"الرداءة" الفنية وطالب بوقف عرضه على فضائية فلسطين والفضائيات الاخرى.
وبالمقابل هنالك من قال ان المسلسل هو محاولة لتكريم درويش ، رغم الاداء الضعيف لفراس ابراهيم في الحلقات الاولى ، التي بثت حتى الآن . في حين من رأى بانه لا يمكن الحكم على المسلسل من بداياته ، وانه يجب التريث والتمهل ومتابعة حلقات المسلسل حتى النهاية وبعد ذلك الحكم عليه بـ"الاعدام" او بـ "اطلاق سراحه". .!
باعتقادي المتواضع ان مسلسل "في حضرة الغياب"هو كأي مسلسل آخر في ميزان النقد والتقريظ يلقى قبولاً او رفضاً ، ومن حق كل انسان او مثقف ابداء رأيه والجهر به وانتقاد دور واداء هذا الممثل او ذاك ، او الاعتراض على النص والمضمون والفكرة والطرح او القبول بهما . وعليه لا حاجة ولا ضرورة لكل هذه الشوشرة الاعلامية والضجة المفتعلة ضد هذا المسلسل الذي يبقى في اطار المحاولة والتجربة ، رغم ضعف اداء الممثل الذي يتقمص شخصية درويش ، والاخطاء اللغوية التي وقع فيها اثناء قراءاته لاشعار درويش .

حرية الرأي والحوار
وهذه الضجة في الواقع نابعة من تقديس شخصية شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش كرمز ثقافي ساطع ، وهو كغيره من اعلام الفكر والادب والفكر والفلسفة لم يكن ولن يكون فوق النقد والمساءلة يوماً.
اما المطالبة بوقف ومنع عرض المسلسل فيندرج في اطار الاكراه والمس بحرية الكلمة والتعبير والرأي ، التي ابتدأت بحرق كتب الفيلسوف العربي القرطبي ابن رشد ووصلت حتى مصادرة "قول يا طير " التراثي من قبل سلطة "حماس" . تلك الحرية التي دافع عنها درويش طوال حياته ، رافضاً الاكراه ومنادياً بحرية الابداع والحرية الفكرية كجزء من الديمقراطية وحرية الرأي والحوار الديمقراطي العقلاني والحضاري الهادف.ولنتريث قليلاً لنحكم اخيراً على هذا المسلسل.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة