الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 17:02

سعيد فالح بكارنة:لا للتبذير والإسراف في رمضان...

كل العرب
نُشر: 11/08/11 12:59,  حُتلن: 13:09

سعيد فالح بكارنة- الناصرة:

مظاهر الإسراف والتبذير تأتي في وقت يعيش فيه الناس في بلادنا وكثير من البلدان العربية أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة

نسمع كل يوم استعمالا مفرطا في المفرقعات التي تكلف مبالغ طائلة إلى جانب كونها مصدرا أساسيا من مظاهر الإزعاج

إن من أهم العادات و الظواهر التي نلاحظها في شهر رمضان المبارك عند كثير من الناس هو المبالغة في الإنفاق خلال أيام الشهر الفضيل ، حيث يتهافت الناس على المتاجر والحوانيت والمجمعات التجارية الكبيرة لشراء الأطعمة والأغذية والفواكه والحلويات .
كما أن موائد الإفطار الرمضانية التي تقام في هذا الشهر المبارك وإن كان بعضها له أهداف نبيلة – إلا أن كثيرا منها تحتوي على مظاهر الإسراف والتبذير .

الاعتدال في المصروفات
كما أنه نسمع كل يوم استعمالا مفرطا في المفرقعات التي تكلف مبالغ طائلة إلى جانب كونها مصدرا أساسيا من مظاهر الإزعاج .
وإن من الغريب أن الصيام في شهر رمضان مدعاة إلى التقليل من النفقات والاعتدال في المصروفات ، ورغم ذالك تشكو بعض العائلات من ارتفاع كبير في النفقات المالية في هذا الشهر المبارك !
ومما لا شك فيه أن التبذير والإسراف سلوك مذموم في الدين ، قال تعالى : "وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِين " ( سورة الأعراف آية 31 )
وقال تعالى " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " ( سورة الإسراء آية 27 ).

العلة من الصوم
بالإضافة إلى ذلك فإن التبذير والإسراف في النفقات يتنافى مع القيم التي من أجلها شرع الصوم ، حيث أن العلة من الصوم هي أن يربي النفس ويعودها على الصبر وتحمل المصاعب والمشقات ، وكي يشعر الغني مع الفقير الجائع فيدفعه ذلك إلى الرأفة به ومد يد العون والتصدق بما فاض من ماله .
وقد بين الله سبحانه وتعالى أن الاعتدال في الإنفاق من صفات المؤمنين : "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " ( سورة الفرقان آية 67)
وقال تعالى : " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " ( سورة الإسراء آية 29 ).
وروي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالط إسراف ولا مخيلة" .

لا يعرف للمال أي قيمة
كما أن مظاهر الإسراف والتبذير تأتي في وقت يعيش فيه الناس في بلادنا وكثير من البلدان العربية أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة ، حيث تؤكد الإحصائيات ارتفاعا ملحوظا في نسبة العائلات العربية التي تعيش تحت خط الفقر في بلادنا ، كما أنه لا يخفى علينا المجاعة التي يعانيها كثير من العرب والمسلمين خاصة في الصومال والسودان .
ويعتبر الإسراف والتبذير سلوكا مكتسبا يكتسبه الأطفال من ذويهم الكبار فينشأ جيل مسرف مبذر لا يعرف للمال أي قيمة ، ولا للاعتدال في الإنفاق أي أهمية مما يؤدي إلى ضعف في اقتصاد المجتمع الذي يعاني أصلا من ضعف اقتصادي كبير .
ومن هنا فهذه دعوة نوجهها إلى الجميع وخاصة في هذا الشهر المبارك العظيم أن يتقوا الله في أموالهم ويعتدلوا في نفقاتهم وأن يتذكروا أن لهم إخوانا يعيشون أوضاعا عصيبة ، وأن يؤدوا زكاة أموالهم وصدقة فطرهم التي أمر بها الشارع الحكيم .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 
 

مقالات متعلقة