الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 11:02

عيسى ذياب عونة يكتب: القطائف ملكة حلوايات شهر رمضان

كل العرب-الناصرة
نُشر: 11/08/11 13:05,  حُتلن: 13:23

حلويات شهر رمضان ورمزه بعد الافطار وملكة الحلويات فيه ومن لم يرض بذلك فليشاهد طوابير الناس على باعة الحلوى قبل الافطار ! تتنافس حلويات كثيرة على مائدة الصائمين في رمضان

القطائف حلوى شعبية للفقراء والاغنياء وهنالك صحفي مصري طالب الحكومة بعدم رفع اسعار القطائف لانها حلوى الفقراء، فرفعوا شعار قالوا فيه: نقول بالصوت العالي  يا حكومة تدخلي ادعمي القطائف او ارحلي

الكنافة اول من عرفها اهل الشام واول ما قدمت خصيصا الى الخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان، حينما كان واليا على الشام فحتى ان اسمها ارتبط مع معاوية وقيل كنافة معاوية

 اختلف الناس في اصل القطائف فمنهم من قال انها عباسية – أي – من ايام العباسيين ومنهم من قال أنها فاطمية من أيام الفاطميين واخرون قالوا انها اموية – من ايام الامويين، وقيل انها من ايام العصر المملوكي، وفي النهاية استقر الامر على انها من حلويات شهر رمضان ورمزه بعد الافطار وملكة الحلويات فيه , ومن لم يرض بذلك فليشاهد طوابير الناس على باعة الحلوى قبل الافطار ! . تتنافس حلويات كثيرة على مائدة الصائمين في رمضان , مثل الكنافة وقمر الدين وغيرهما لكنها – القطائف – التي تفوز دائما " بالكأس " وتتربع على مائدة الصائمين من بلاد العرب في الشرق والغرب !! , من حدود دول الخليج الفارسي شرقا حتى الرباط غربا ! .

حلوى شعبية للفقراء والاغنياء
ففي مصر مثلا لا يخلو شارع أو حارة من ضيافة القطائف لها ، فهي حلوى شعبية للفقراء والاغنياء . وهنالك صحفي مصري طالب الحكومة بعدم رفع اسعار القطائف لانها حلوى الفقراء، فرفعوا شعار قالوا فيه : " نقول بالصوت العالي , يا حكومة تدخلي , ادعمي القطائف او ارحلي " . بعض صناع الحلوى حاول تحضيرها في بقية ايام السنة لكن الاقبال عليها كان قليلا جدا . اما سبب تسميتها بالقطائف , لانها تقدم بشكل جميل وكبير ويقطفها الضيوف قطفا. اما صناعتها فهي من العجين المحشو بعدة انواع من المكسرات مثلا : منها محشو باللوز واخر بالجوز واخر بالجبن وغيره في (ميص الجبن ) وغيرها من الحشوات !. كما ذكرنا قيل ان اول من حضرت له واكلها الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك. وقيل ان العباسيين اول من صنعت لهم . ونذكر هنا قصائد في مدح القطائف ايام الخليفة العباسي المكتفي بالله – علي بن احمد المعتضد – بمدينة السلام – بغداد . والعباسيون معروفون بالبذخ والاسراف كما يروي مؤرخو الاسلام وخاصة في الحقبة الاخيرة من توليهم الخلافة . المكتفي هذا كانت فترة خلافته ست سنين وسبعة اشهر واثنين وعشرين يوما والله اعلم .

يقول الرحالة الكبير ابو الحسن المسعودي رحمه الله في كتابه مروج الذهب :
قدم للمكتفي قطائف رفعت من بين يديه ورقة الخبز واحكام العمل فقال : هل وصفت الشعراء هذا ؟ قيل له : نعم. قال الشاعر احمد بن يحيي فيها :
قطائف قد حُشِيَتْ باللوز والسكر الماذِىِّ حَشْوَ الموز
تسبح في آذىِّ دهن الجوز سررت لما وقعت في حَوْزِي
سُرُور عباس بقرب فَوْزِ
قال : وانشدته لابن الرومي قوله :
واتت قطائف بعد ذاك لطائف
فقال :ابدأ , فانشدني الشعر من اوله , فانشدته لابن الرومي :
وَخَبِيصَة صَفْرَاء دينارية ثمناً ولوناً زَفَّهَا لك حَزْوَر
عظمت فكادت أن تكون اوزة وثوت فكاد اهابها يتفطر
طفقت تجود بوبلها جوذابة فاذا لُبَاب اللوز فيها السكر
نعم السماء هناك ظل صَبِيهُاَ يَهْمِى،ونعم الارض ظلت تُمْطِر
يا حسنها فوق الخوان ودهنها قدامها بصهيرها يتفرغر
ظَلْنَا تُقَشر جلدها عن لحمها وكأن تبراً عن لجين يُقْشَر
وتقدمَتْهَا قبل ذاك ثرائد مثل الرياض بمثلهنَّ يُصَدَّر
وَمُرَققَّات كلهن مزخرف بالبيض منها ملبس ومدثر
وأتت قطائف بعد ذاك لطائف تَرْضَى اللهاة بها وَيرْضَى الحنجر
ضحك الوجوه من الطبرزد دمع العيون مع الدهان بقطر

حلوى شعبية رمضانية
وفي النهاية نقول : عباسية، فاطمية، اموية ،مملوكية، ما كانت ففي النهاية هي حلوى شعبية رمضانية وقال من قال :" ان لفي البطن خلوة لا تملؤها الا الحلوى " ! . ما مصطفى مراد الدباغ فيقول في موسوعته فلسطينيات : اللوزنيق والجوزنيق وهما اشبه بالقظائف تؤدم بدهن اللوز والجوز . سئل احدهم ايها اطيب ،اللوزنيق او الجوزنيق ؟ فقال : لا احكم على غائب،وكان المسؤول قاضياً .

الكنافة
قيل ان الكنافة اول من عرفها اهل الشام واول ما قدمت خصيصا الى الخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان، حينما كان واليا على الشام، فحتى ان اسمها ارتبط مع معاوية , وقيل ( كنافة معاوية). كان معاوية يشكو من الجوع اثناء صومه في رمضان فأشاروا عليه بهذه الحلوى , كما قيل انها – أي الكنافة اعدت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الاموي، لذلك نرى ان اهل الشام يعدون من ابرع الناس بصناعة الكنافة، وقيل ان اصلها يعود الى المماليك وقيل الى الفاطميين , وقيل ان المصريين عرفوها قبل اهل الشام عند دخول الخليفة الفاطمي المعتز لدين الله عند دخوله مدينة القاهرة في شهر رمضان وقدموا له الكنافة لانها تعتبر من مظاهر التكريم عندهم ومن مصر انتقلت الى بلاد الشام عن طريق التجار. ففي نابلس زاد صانعو الكنافة الجبنة عليها وسميت الكنافة النابلسية . ففي مصر مثلا اثرت الكنافة على نفوس المصريين لدرجة ان شيخ الاسلام جلال الدين السيوطي قام بجمع كل ما قيل في الكنافة في رسالة سماها : ( منهل اللطائف في الكنافة والقطائف ) , وهنالك الكثير من يحملون اسم عائلة الكنافاني في الشام ومصر- أي صانعو الكنافة . تدرس طرق تحضير الكنافة والقطائف في كليات التغذية المختلفة . 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخل ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il  

مقالات متعلقة