الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:01

أسامه ملحم يكتب: ثورات المسك، من سيكون مسخ الختام ؟

كل العرب
نُشر: 07/08/11 18:47,  حُتلن: 07:56

- أسامه ملحم في مقاله:

* بعضنا ممن يده في ماء البعد، لكن في نار مآسيه المحلية كان ينتظر الشرارة من زند آخر

* الخبز والكرامة المغيبة لم تنسها حليب أمتها كما توخى البعض وهي على طريق التحرر من عبودياتها المتراكمة

* نسيت الأنظمة أو تناست أن هذه الشعوب التي أتت بالثورات فيما مضى وذاقت ثمارها المجيدة قادرة على أن تعيد بدء اللعبة من جديد ووضع الأمور في نصابها

تنتشر كالطيب على مساحة هذا الوطن الذي طالما وبئ بأنظمة مستحاثات دمى ، وكنّا ، لطبع التشاؤم فينا ، نحسبها في عداد الغول والعنقاء والخل الوفي ، بل أشد استحالة ، أو أقلّه حسب بعضنا أنها تأخرت ، وكأننا نسينا أن للشعوب مسيرتها التي لا تخلف ميعاداً والتي هي كالقضاء الذي لا يُستأخر ولا يُستقدم ، الشعوب " تتحيّن " زمانها المناسب وعندما تنشر مسك إراداتها فلا تعنّت الطغاة سيمسكه عن الانتشار ولا مؤامرات الأنظمة ستمنع الناس من التمتع بطيبه ولا ولولة العولمة ومحاولة اعتلاء متن المرحلة ، فذلك التململ المبارك الذي فاجأ الشعوب نفسها وأذهل أعداءها " تفلتت " أمواج مدّه كالأفراس الحرة التي تعصى على الترويض والتدجين لتعم حتى أعصى معاقل الكبت وأكثر الزنازين عمقاً ، ذلك المد الذي يقوم بإدارة عجلة التغيير المشروع يستمد مشروعية وحتمية نجاحه ، وإن آجلاً ، من " خطية " تحمله لفساد أنظمته على أشكالها وتصبّره على المهانات والخذلان على مدى مسيرة النكسات والنكبات والانصياع والإتّباع المتتالية منذ طبق المشروع الاستعماري الجديد في تشكيل أشباه الدول " العربية" على شاكلة المشروع القديم سايكس بيكو، بتبديل صورته من استعمار مباشر ووصاية " الانتداب " إلى إدخال دمى " وطنية " تحكم ويتحكم بها عن بعد أسياد "يتعرشون" فوق هامات الطغاة المأجورين الصغار لقمع شعوبهم ووأد تطلعاتهم كأنما يقتصّون منهم كرامة وعزة الانتماء.

ماء البعد
بعضنا ممن يده في ماء البعد ، لكن في نار مآسيه المحلية كان ينتظر الشرارة من زند آخر ، ربما من هول ما فرضته الأنظمة من الرعب والإرهاب أو من فرط انشغال في أمر اللقمة ، لكن الامتهان المتواصل وتمادى الطغاة في الغي و" سوء التقدير " بل عمى القلب الذي أصابها والقمع والإحباط و الانخذال والتطلع إلى الكرامة والاقتناع بالدور الطلائعي الذي تستحق أن تتبوأه في مسيرة الشعوب والذي طالما تأخرت عنه بفعل الاستعمار والاستعباد والاستبداد والاستبعاد الذي رزحت تحت نيره ، وقد حسبه البعض كما تقدم قد تأخر ، لكنه مبارك ،هذا المد من الطيب الذي فجر طيبة الشعوب وجعلها تنحاز إلى عزّتها ففتح أعينها على مقدراتها بل وعلى عجز مسوخها التي حُجّرت في خدمة أسيادها وذواتها من الطغاة الكبار ولتمتص مواردها وثرواتها بل وأفرغت ثوراتها المجيدة السابقة من انجازاتها الوطنية والقومية والاجتماعية وحولتها إلى مجرد ذاكرة سقيمة وذكريات حميمة وحنين إلى أمجاد ولّت .

ثمار مجيدة
لقد نسيت الأنظمة أو تناست أن هذه الشعوب التي أتت بالثورات فيما مضى وذاقت ثمارها المجيدة قادرة على أن تعيد بدء اللعبة من جديد ووضع الأمور في نصابها وبإمكانها تقويم ما اعتّل من أمر أولي أمرها بحدّ الإرادة الجماهيرية وحدّ الموقف الموحد وحدّ الحق ، فتسارعت للاقتصاص لكراماتها الممتهنة ، وهي غير غافلة ، حتماً عن قضاياها الثابتة ، فالخبز والكرامة المغيبة لم تنسها حليب أمتها كما توخى البعض وهي على طريق التحرر من عبودياتها المتراكمة وذلك سيسهل عليها الإلتفات إلى الوحدة وإلى فلسطين وكافة قضايا الأمة العالقة أو " المعلقة ".
نحن على يقين أن الأنظمة ستنهار تباعاً وتضمحلّ المسوخ معجلاً ومؤجلاً ، ستنهار ستنهار ، وبسقوط أول البيادق باتت نهاية اللعبة جلية وخيوطها في أيدي الشعوب ، لكن من سيكون من الأنظمة مسخ الختام ؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il
 

مقالات متعلقة