* نتنياهو: ينبغي الحذر من إطلاق تعابير مبسطة حول إمكانية تقليص ميزانية الدفاع

* سيلفان شالوم: هناك جهات ذات مصالح خاصة واحزابا مختلفة تحاول تحقيق مكاسب سياسية من موجة الاحتجاجات

* شاؤول موفاز حذر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من مغبة تحويل المؤسسة الأمنية إلى «كبش فداء» جراء أي تغيير في سلم الأولويات القومية

* انعدام الاستقرار الاجتماعي - الاقتصادي، لا يحبط فقط الراغبين في «الهجرة» إليها من بين يهود العالم وإنما يشجع أيضا المقيمين فيها على «الهجرة» منها

* العشرات من الطلاب تجمعوا الثلاثاء امام مباني الحكومة في تل ابيب حاملين كومات من القش على ظهورهم وهم يرددون "بيبي! هذا يكفي! قصمت ظهورنا!

تختلف الأزمة الاجتماعية في إسرائيل عنها في أي مكان آخر في العالم. فهي تلامس بشكل مباشر الجانبين الأهم في حياة هذه الدولة وهما: الهجرة والأمن. فانعدام الاستقرار الاجتماعي - الاقتصادي، لا يحبط فقط الراغبين في «الهجرة» إليها من بين يهود العالم وإنما يشجع أيضا المقيمين فيها على «الهجرة» منها. ومن المؤكد أن هذا يضعف جاذبية إسرائيل، التي تتنافس حالياً مع الدول الغربية على بقاء اليهود فيها، بعد أن انتهت في هذه الدول مظاهر العداء للسامية. غير أن البعد الثاني لا يقل أهمية عن الأول، وهو الأثر المباشر للاحتجاجات على الميزانية الأمنية الإسرائيلية وحتى على السياسة الاستيطانية. وليس صدفة أن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الجنرال شاؤول موفاز حذر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس الأول، من مغبة تحويل المؤسسة الأمنية إلى «كبش فداء» جراء أي تغيير في سلم الأولويات القومية.

صدامات مع الفلسطينيين
فمحاولة نتنياهو تقليص الضرائب من جهة وزيادة المخصصات للشؤون الاجتماعية ودعم المشاريع السكنية يعني من ناحية تقليص كعكعة الميزانية العامة، ومن ناحية أخرى تحويل أموال من بند إلى آخر. ومن المؤكد أن حصة الأسد في الميزانية العامة تذهب إلى الجيش والمؤسسة الأمنية. وسأل موفاز نتنياهو كيف سيجرؤ في شهر أيلول المقبل، الذي تتوقع فيه إسرائيل صدامات مع الفلسطينيين إثر إعلان الدولة في الأمم المتحدة، على مطالبة عشرات ألوف الشبان المحتجين بالعودة لارتداء الزي العسكري وخوض المواجهة.

ميزانية المؤسسة الأمنية
وقد اضطر رئيس الحكومة للتحذير بنفسه من مغبة الحديث أو السجال حول ميزانية المؤسسة الأمنية. وقال أنه رغم الاحتجاجات «الشعبية» فإن تقليص الميزانية الدفاعية ليس مدرجاً على جدول الأعمال. وأوضح أنه «ينبغي الحذر من إطلاق تعابير مبسطة حول إمكانية تقليص ميزانية الدفاع».
وكتب المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل أن قادة الجيش الإسرائيلي بدأوا يفهمون أن الاحتجاجات «الشعبية» ستحبط مشاريعهم للحصول على زيادات في ميزانية الدفاع للعام المقبل.

ميزانية الأمن
وتحت عنوان «ضحية أخرى للاحتجاجات: ميزانية الأمن» كتب أنه منذ انتهاء حرب لبنان الثانية والجيش يدير سجالا متواصلا مع وزارة المالية حول الميزانية. وأشار إلى انغماس الجيش مؤخرا في المداولات حول خطة «حلميش» متعددة السنوات، والتي تحوي مبالغ طائلة للتسلح وتعظيم القوة.

الثورات في الدول العربية
وقادت الثورات في الدول العربية إلى تعزيز وجهة نظر الجيش ومطالبه جراء الخوف من اضطرابات المنطقة وعدم استقرارها. ولكن الوضع تغير بانفجار الاحتجاجات في إسرائيل ذاتها.
وخلص هارئيل إلى أن موقف الجيش سيتراجع أيضاً بسبب ضعف رئيس الحكومة ووزير الدفاع. فهذا يترك رئيس الأركان شبه وحيد في المعركة القاسية من أجل المحافظة على حصة الجيش من كعكعة الميزانية العامة في مواجهة شراسة الفئات الاجتماعية لانتزاع حصتها.

منظمو الإحتجاجات في إسرائيل يضعون لائحة بمطالبهم
وعقد ممثلو حركة الاحتجاج الاجتماعية في اسرائيل التي انطلقت قبل حوالي الاسبوعين اجتماعا الثلاثاء في جامعة تل ابيب لوضع لائحة بمطالبهم حسبما افاد احدهم للاذاعة العسكرية. وبعد اكثر من خمسة عشر يوما من انطلاق "ثورة الخيام" للاحتجاج على اسعار المساكن المرتفعة، تستمر التظاهرات في اسرائيل للاحتجاج على الظلم الاجتماعي. واوضح احد المشاركين ان ممثلي الحركة قاموا بوضع مسودة تعبر عن "طلباتهم للصحة والتعليم والاسكان".
وذكر موقع صحيفة يديعوت احرونوت الالكتروني ان العشرات من الطلاب تجمعوا صباح الثلاثاء امام مباني الحكومة في تل ابيب حاملين كومات من القش على ظهورهم وهم يرددون "بيبي! هذا يكفي! قصمت ظهورنا!".

إستمرار إضراب الأطباء
وفي الوقت ذاته ذكرت الاذاعة العامة ان مجموعات من ذوي الاحتياجات الخاصة تجمعت قرب المحكمة العليا للمطالبة بحقوقهم. ويستمر الأطباء المضربين منذ اكثر من ثلاثة شهور في اضرابهم مطالبين بشروط عمل ورواتب افضل. وفي مبادرة تضامن اعلنت ممرضات مستشفى تل هاشومير في تل ابيب اضرابهن تضامنا مع الاطباء.

شالوم: الاحتجاجات تشكل فرصة لتغيير سلم الأولويات
وأعلن الوزير سيلفان شالوم خلال جلسة اللجنة البرلمانية للنهوض بمكانة المرأة بأن "حركة الاحتجاجات الاجتماعية الجديدة تشكل فرصة لا تعوض لتغيير سلم الأولويات في إسرائيل والإنتقال الى ما وصفه بالتفكير المدني والتركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية". ولفت الوزير شالوم في سياق مقابلة اذاعية ان "مشكلة السكن في البلاد هي مشكلة حقيقية وان احتجاجات الشبان لها ما يبررها"، مضيفاً أن "هناك انطباعا بأن التغطية الاعلامية الواسعة لهذه المظاهرات تنبع من التوجه السياسي والاجتماعي لوسائل الاعلام"، معربا عن اعتقاده بأن "هناك جهات ذات مصالح خاصة واحزابا مختلفة تحاول تحقيق مكاسب سياسية من موجة الاحتجاجات".