بعد أيام قليلة يهل علينا شهر رمضان المبارك الضيف العزيز على قلب كل مؤمن ينتظره المسلمون ويحتفي به المتقون .
مـــرحـبــا أهلا وسهلا بالـصيام يـا حبـــيــبـــاً زارنا في كـــــــــل عــــــــــــام
قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام
فــــاغـــفــر اللهــم ربي ذنـبـنـا ثم زدنا من عطــــــــايـاك الجـــــــــــســـــــــام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلق أسهرنا جنح الظلام
وقد فرض الله تعالى على المسلمين صيام هذا الشهر العظيم الذي نزل فيه القرآن الكريم على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى-: " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ( سورة البقرة آية 184 )
وقال تعالى : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فمن شهد منكم الشهر فليصمه " ( سورة البقرة آية 185 ( .
وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه "
والصيام في الشرع هو الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية .
أما معنى الصيام والحكمة منه فيتعدى التعريف الفقهي، ولا يقتصر على الامتناع عن الطَّعام والشَّراب، وإنَّما هو -أيضًا- الامتناع عن كل ما حرَّم الله –سبحانه- من المعاصي والمنكرات، والمداومة على الطَّاعات، كي يحققوا معنى التقوى من خلال قوله تعالى : " لعلكم تتقون " .
فقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"، أي من لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من صيامه.
وقد قسم الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى الصوم إلى ثلاث مراتب : صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص.
صوم العموم : هو كف البطن والفرج عن الشهوات. وصوم الخصوص فهو كف السمع والبصر وسائر الجوارح عن المعاصي والآثام والمحرمات.
وصوم خصوص الخصوص فهو أرقى وأعلى مرتبة وهو كف القلب عما سوى الله سبحانه وتعالى .
وللصيام فوائد عديدة وحكم جليلة سنتوقف حول فائدة عظيمة ألا وهو الصبر.
فرمضان شهر الصبر, ومدرسة الصبر, فالصوم تعويد على الصبر, وتمرين عليه, ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر, وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال " : ا لصوم نصف الصبر "
رمضان شهر الانتصارات

ولهذا ومن خلال مراجعتنا للتاريخ الإسلامي نلاحظ أن كثيرا من انتصارات المسلمين الهامة حدثت في رمضان :
فغزوة بدر الكبرى- وهي أول صدام حقيقي مع المشركين - حدثت في رمضان في السنة الثانية للهجرة ، وفتح مكة الأعظم حدث في رمضان السنة الثامنة للهجرة،
وفي رمضان سنة 92 للهـجرة كان فتح الأندلس على يد القائد المظفر طارق بن زياد .
وفي 25 رمضان سنة 658 للهـجرة حدثت موقعة عين جالوت عندما انتصر المسلمون بقيادة القائد المملوكي قطز على التتار ، وغيرها من انتصارات المسلمين حدثت في رمضان .
ولذلك فرمضان ليس مدعاة للكسل والخمول بحجة الصيام وإن كان فيه مشقة ، فرمضان مدرسة للمؤمنين يعودهم الصبر وتحمل المشقة حتى يروضوا نفوسهم ويرتقوا بها كي يكونوا من المتقين .

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:
alarab@alarab.co.il