محمد بركة يلقي كلمة في الجلسة الإفتتاحية لدورة المجلس المركزي لمنظمة التحرير في رام الله

بركة:

قلنا لنتنياهو وغيره خذوا ديمقراطيتكم وإعيدوا لنا ارضنا

ندعو إلى فتح آفاق لالغاء وحدانية استئثار واشنطن بالمفاوضات

أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمته، في الجلسة الافتتاحية لدورة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، على ضرورة أن تتوجه م.ت.ف إلى الأمم المتحدة بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى وإن تم استئناف المفاوضات، كما دعا إلى فتح آفاق لالغاء وحدانية استئثار واشنطن بالمفاوضات.



وكان النائب بركة قد شارك في الجلسة الافتتاحية لدورة المجلس المركزية، بدعوة من رئاسة المجلس، ليلقي بكلمة جماهيرنا العربية في البلاد، إلى جانب كلمة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الأخ سليم الزعنون (أبو الأديب) وسيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أبو مازن، كما شارك في الجلسة الافتتاحية النائب طلب الصانع رئيس الحزب الديمقراطي العربي.

 القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة
وقال بركة في كلمته:" إننا بصدد استحقاق أيلول الذي أصبح أمرا ضروريا وخاصة في ظل الموقف الإسرائيلي المذعور من هذا الاستحقاق، لأن أي اعتراف بدولة فلسطين سيسحب البساط من تحت إسرائيل، وسيجري الحديث في المفاوضات المستقبلية عن انسحاب من أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة وهذا أمر في غاية الأهمية". وتابع بركة قائلا:" أعتقد أن الذهاب إلى الأمم المتحدة يجب ألا يكون مشروطا بإستئناف المفاوضات لأنه إستحقاق مطلوب من الأسرة الدولية بموجب قرارات الأمم المتحدة، وهذه ساحة للحراك في ظل التجميد القسري المفروض على أي أفق سياسي من قبل حكومة إسرائيل، لذلك أرجو من المجلس المركزي الخروج بموقف واضح، يقضي بذهاب القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة في أيلول، لنقول للمجتمع الدولي إن عليه أن يتحمل مسؤوليته تجاه فلسطين وقضية فلسطين حتى لو لم نملك الثلثين وطرحنا الموضوع مرة أخرى في العام المقبل، كي لا يبقى الحراك السياسي أسيرا لأجندة إسرائيل".

 السياسة الأميركية
وأوضح بركة أن الإدارة الأميركية منشغلة بالانتخابات حاليا، والانتخابات تفرض عليها أجندات ليست في صالح الفلسطينيين وأصلا فإن السياسة الأميركية لم تكن مرّة في صالح الفلسطينيين، كما يجب فتح أفق يلغي وحدانية الإستئثار بالمفاوضات من قبل الولايات المتحدة الأميركية. وأشار بركة إلى أن:"وضوح الموقف الفلسطيني في هذا الشأن يجب أن يعطي مساحة لحراك محلي ودولي، ويجب إعادة الاعتبار للحركة التضامنية الداعمة لشعبنا في العالم، ويوجد كثير من القوى في المجتمع الدولي معطلة ويجب إعادة تفعيلها وهناك حاجة لوضوح الموقف المتضامن مع شعبنا، وقد ظهر ذلك في المعارك الجارية على الأرض ضد الجدار والموقف الحاسم من المتضامنين الدوليين".

الإلتزام بالمصالحة
وفيما يتعلق بالمصالحة، وجه بركة شكره للرئيس الفلسطيني محمود عباس على دعوته للمشاركة في اجتماع المصالحة في القاهرة، وقال "إن لنا مصلحة في ذلك، مصلحة الدم ومصلحة المصير"، وأضاف أن "المصالحة ليست بديلا عن ممارسة شعبنا لحقه الديمقراطي في إنتخاب قيادته، وهنالك خطوات يجب القيام بها خلال سنة من أجل إنجاز أمرين أساسيين، الأول إعمار قطاع غزة والثاني إجراء الانتخابات، لذلك لا يوجد أي سبب لعدم الإلتزام بالمصالحة، ويجب أن تكون الحكومة قادرة على إعادة إعمار قطاع غزة".

العنصرية الإسرائيلية
وفيما يتعلق بالقوانين العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، وعلى رأسها قانون المقاطعة أو منع الدعوى لمقاطعة منتجات المستوطنات، قال بركة: "بالنسبة لنا كفلسطينيين فالعبرة الأساس من هذا القانون هو إعطاء حصانة مطلقة للمستوطنات تفوق الحصانة المعطية من العالم لدولة إسرائيل المعترف بها، ويمكن الدعوة لمقاطعة منتجات إسرائيلية ولا يمكن الدعوة لمقاطعة منتجات المستوطنات، ولذلك يجب أن يتم العودة للمفاوضات مستقبلا على أساس وقف الإستيطان ونزع الحصانة الممنوحة إليه".
وطالب بركة بشن هجوم ديمقراطي دولي على إسرائيل يقوم على أساس أن العرب عائدون إلى الساحة الديمقراطية، وإسرائيل تخرج منها بقوانينها العنصرية.

بدعة الديمقراطية
وقال بركة، إن إسرائيل تتغنى بما تصفه "ديمقراطيتها"، وحتى أن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو راح يروج لبدعة الديمقراطية أمام الكونغرس الأميركي، لبيقول إن العرب الوحيدين الذين "ينعمون" بالديمقراطية هم الذين يعيشون في إسرائيل، ونحن نؤكد أن ديمقراطية إسرائيل نلمسها على جلدنا من سياسة تمييز عنصري، وكما قلناها لهم في الكنيست وخارجه نكرره الآن لهم ايضا: "خذوا ديمقراطيتكم وأعيدوا لنا ارضنا". وكان الرئيس محمود عباس، أبو مازن، الذي القى كلمة شمل فيها الموقف الفلسطيني الرسمي وحظيت باهتمام عالمي، قد حيا في بدء كلمته النائب محمد بركة، على مواقفه الصلبة، كما أشار أكثر من مرّة إلى الموقف الفلسطيني الثابت والحزم، الرافض لما يسمى بـ "يهودية إسرائيل"، "كما قلت لك ذلك اكثر من مرّة"، في إشارة إلى النائب بركة.