ردت المحكمة المركزية في بئر السبع التماسًا تقدمت به عدد من الجمعيات التي تعنى بشؤون جودة البيئة، وعلى رأسها «إنسان، طبيعة وقانون»، ضد إنشاء مدينة قواعد الإرشاد العسكرية في مفرق النقب على بعد 9 كم من رمات حوفاف.
ومن المتوقع أن تقوم الجمعيات المعنية بشؤون البيئة بتقديم استئناف على هذا القرار إلى المحكمة العليا، حول قضية اقامة مدينة الإرشاد العسكرية (عير هبهاديم) على مفرق النقب. وقال الناطق بلسان «انسان، طبيعة وقانون»، إنّ «قرار القاضية سارا دوفرات غير مقبول، وعلينا العمل من أجل أن تقوم السلطات بتنظيف منطقة رمات حوفاف من المواد الكيماوية التي تمس بصحة الجماهير. سندرس القرار وربما سنقوم بتقديم استئناف عليه إلى المحكمة العليا».


هكذا سيتم بناء مدينة الإرشاد العسكرية

وكان وزير «تطوير النقب والجليل»، يعقوب إدري، قد حضر الأسبوع الفائت للمشاركة في مظاهرة اقامها رؤساء السلطات المحلية في النقب، في مفرق النقب، للنهوض باقامة مدينة الارشاد العسكرية. ويعارض رؤساء لاسلطات المحلية في النقب طلبات المنظمات البيئية، التي يرون فيها «تعقيدًا وتأخير لإقامة المدينة»، التي ستؤدي إلى النهوض بمنطقة النقب من ناحية التشغيل وعدد السكان، حسب قولهم.
وكانت الحكومة صادقت في أبريل العام الماضي، على إقامة مدينة «قواعد الإرشاد العسكرية» في مفرق النقب. وقام كل من رئيس الحكومة، ايهود اولمرت، والقائم بأعماله في حينه، رئيس الدولة الحالي شمعون بيرس ووزراء الأمن والصحة وجودة البيئة بتقديم اقتراح الحكومة بهذا الصدد- مشيرين بذلك على «تذليل الصعوبات البيئية التي رافقت الإعلان منذ سنوات عن نية الحكومة نقل القواعد العسكرية إلى النقب».


إدري يزور مفرق النقب لمساندة رؤساء سلطات محلية

وحسب البرنامج، الذي أعدته مديرية نقل القواعد العسكرية إلى النقب التابعة لوزارة الأمن، فإن مساحة المدينة ستقع على 1250 دونم وستشمل 250 ألف مترًا مربعًا من البناء، وسيمكث فيها بالمتوسط نحو 11 ألف جندي نظامي، وسيعمل في إقامتها المئات، حيث سيخدم فيها بصورة دائمة 500 جندي، غالبيتهم سينتقلون للسكن في الجنوب.
وجاء ذلك بعد أن تم الاتفاق بين وزارة الصحة وسلاح الطب ووزارة حماية البيئة، حول طريقة استمرار العلاج السليمة للمصانع الكيماوية في رمات حوفاف.
ويتضح من المعطيات التي جمعت في السنتين الأخيرتين، أن جودة الهواء في مفرق النقب جيدة، وأن نسبة التلوث فوق العادي وصلت إلى الصفر، وذلك بفضل استثمار مئات ملايين الشواقل في حلول جديدة لمشاكل تلوث الهواء الناتج عن المصانع الكيماوية في المنطقة.
يشار إلى أنه تم بالفعل نقل قواعد سلاح الجو من مركز البلاد إلى قاعدة نفاطيم، وانتقلت العشرات من العائلات إلى النقب بعدها. وسيتم لاحقًا نقل وحدات التكنولوجية العسكرية إلى المنطقة خاصة وحدة الحاسوب والاستخبارات. ويتضح من المعطيات التي تم جمعها أن 70% من الجنود الذين يخدمون في الجنوب، يسكنون في بئر السبع وضواحيها.
وحسب مصادر مهنية، فإن تكلفة نقل قواعد الإرشاد العسكرية (عير هبهاديم) من وسط البلاد إلى النقب تكلف 4،5 مليار شيكل.