الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:01

دراسة: الجيش المصريّ سيمنع الإخوان من تسلم السلطة خوفاً من تحولها لإيران

كل العرب
نُشر: 27/07/11 11:05,  حُتلن: 14:27

الباحث كام يستبعد أن ينشأ في مصر نظام كنظام إيران، ففي مصر يتحدثون أكثر عن نظام يؤلف بين الهويّة الإسلاميّة المعتدلة والحداثة

الباحث لا يرى بوضوح حتى الآن إلى أي حد سيتعمق المسار الديمقراطي في مصر، بل لا يستبعد أن يستعمل الجيش أو عناصر أخرى تحظى بقوة سياسية بعد انتخابات حرة نسبياً، القوة لتقييد حقوق الفرد والأقلية ولبناء قوتها هي

في بحث جديد جاء تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد: عصر عدم اليقين، قال الخبير الإسرائيليّ، د. إفراييم كام، نائب المدير العام لمركز دراسات الأمن القوميّ، إنّ عدم اليقين ما يزال يهيمن على صورة المنطقة بعد الزعزعات التي أصابتها بالثورات، وبالتالي يطرح ثلاثة سيناريوهات مختلفة، قد تتحقق مستقبلاً. يرى كام، الذي شغل منصب مدير قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكريّة، أنّ الطاقة الكامنة لانفجار الغليان في دول عربية كثيرة كانت موجودة منذ زمن بعيد، وأن كثيرين في العالم العربي طالبوا بالتغيير وتحقيق المشاركة في الحكم على نحو يطوّر المجتمع ويحسّن الوضع الاقتصادي، ويوسّع حقوق الفرد ويضائل الفساد.



تنمية الإرادة
وقد ساعدت الثورة المعلوماتية في تنمية الإرادة باتجاه هذه الأهداف واستشهد كام بالثورة في إيران التي قال إنّها دللت على أن الجماهير تستطيع إسقاط النظام، لكن حالة إيران اعتبرت شاذة لأنه كانت لها ظروف خاصة لا تلاءم بالضرورة ظروف الدول العربية، وبرأيه، كان الثقاب الذي أشعل اللهب في دولة عربية غير مركزية وهي تونس، لكنها تحوّلت إلى مركزية أو نموذج، حيث إن نجاح الجماهير في تونس في إسقاط نظام زين العابدين بن علي سريعاً، أثبت للجماهير في دول أخرى أنها تملك القدرة على التغيير، ومن هنا انتشر الحريق سريعاً فأسقط نظام مبارك في مصر، وجعل مستقبل نظام معمر القذافي في ليبيا مشكوكاً فيه، وفي سوريّة، وولّد موجة مظاهرات واضطرابات في نحو 12 دولة عربية أخرى وفي إيران.

سقوط نظام مبارك
ويعتقد الباحث أن سقوط نظام مبارك هو أهم نتيجة لموجة الغليان إلى الآن، لأن مصر هي الدولة العربية الأهم، والتطورات فيها ستؤثر في دول أخرى، ولأن ما يحدث فيها سيؤثر أيضاً في توازن القوى الإقليمي، وفي علاقتها بالولايات المتحدة وإسرائيل، وإذ يعطي الجيش فاعلية كبرى في تحديد المسار، فإنه يستند إلى كون الجيش عنصر قوة مركزي في النظام المصري منذ ثورة (الضباط الأحرار) عام 1952 ومنذ حرب 1973 صار يحظى بشعبية كبيرة في مصر، ولا يكاد يوجد شك في أنّه بعد إنشاء النظام الجديد سيظل الجيش عاملاً مركزياً في مصر، وفي أن النظام القادم سيضطر إلى التوصل إلى تفاهم معه يحافظ على منزلته وعلى مصالحه المهمة.
 
هل الجيش مستعد لقيادة مصر إلى الديمقراطية؟
ويتساءل الباحث: هل الجيش مستعد لقيادة مصر إلى الديمقراطية؟ ويجيب بأنّه يعتقد أن الجيش مستعد لقيادة تغييرات وإدخال إصلاحات سياسية ما، لكن لا يزال عمقها غير واضح، فالجيش كان متصلاً كثيراً بنظام مبارك وليس هو الجسم المثالي للقيادة نحو ديمقراطية حقيقية، وأنّ اهتمام الجيش اليوم هو الحفاظ على الاستقرار ومنع العنف والاهتمام بمكانته في النظام وصد جهات متطرفة عن قيادة النظام، وقد يشاء الجيش أيضاً صد جهود نشطاء ديمقراطية لنقض رموز القوة التي امتلكها في يديه تحت حكم مبارك، وأن تساعده قوته وشعبيته في ذلك، كل ذلك لا يتساوق مع التحول الديمقراطي الكامل، وبالتالي قد يُمكّن الجيش من تطور سياسي تدريجي حذر معتدل تجري في نطاقه تغييرات مهمة: انتخابات حرة نسبياً، وتوسيع الحرية السياسية، وشفافية الجهاز السياسي ومضاءلة الفساد، على حد قوله.

التعمق في المسار الديموقراطي
لكن الباحث لا يرى بوضوح حتى الآن إلى أي حد سيتعمق المسار الديمقراطي في مصر، بل لا يستبعد أن يستعمل الجيش أو عناصر أخرى تحظى بقوة سياسية بعد انتخابات حرة نسبياً، القوة لتقييد حقوق الفرد والأقلية ولبناء قوتها هي، لكن السؤال المهم، بنظر الباحث وكثيرين، يتعلق بمدى قوة الإخوان المسلمين في نظام الحكم المقبل، حيث إن قوتهم الحقيقية ليست واضحة، ويقدّر أنّ الإخوان لن يحرزوا في انتخابات حرة أكثرية لكنهم سيصبحون حزباً كبيراً لأنهم الجسم السياسي الأكثر تنظيماً في مصر، ويملكون موارد مالية كبيرة، ويحظون بعدد واسع من الأنصار، ومن جملة أسباب ذلك اضطهاد النظام السابق لهم، ومن هنا تأتي إمكانيّة مشاركة الحركة في حكومة تنشأ بعد الانتخابات وإن لم يقودوها، ولا ينوي الجيش منعهم من المشاركة في الانتخابات، لكنه لن يؤيد دولة دينية، ولهذا يبدو أنه سيعارض إنشاء نظام حكم بقيادة الإخوان إذا أصبحوا الحزب الأكبر.

نظام يؤلف بين الهويّة الإسلاميّة المعتدلة والحداثة
مضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، يستبعد الباحث كام أن ينشأ في مصر نظام كنظام إيران، ففي مصر يتحدثون أكثر عن نظام يؤلف بين الهويّة الإسلاميّة المعتدلة والحداثة، وفي حال توصّل الإخوان إلى موقع ذي قرار في النظام القادم فإنّ الاحتمال ضعيف أن يقودوا مصر إلى الحرب مع إسرائيل أو أن يلغوا اتفاق (كامب ديفيد)، لكنهم قد يعرضوها على استفتاء شعبي كما اقترحوا، أن يُفرّغوها من المضمون قدر المستطاع وأن يتخذوا موقفًا يؤيد حركة حماس في قطاع غزة.

علاقات النظام القادم
وخلص كام إلى القول إنّ علاقات النظام القادم في القاهرة قد تتأثر بالولايات المتحدة باعتبارين: عدم الاستغناء عن المساعدة الاقتصادية، منها علماً أن للجيش المصر علاقات وثيقة بالجيش الأمريكي، ومن المعقول، بنظر الباحث، الافتراض أن الجيش المصري لن يضر بها، في حين أنه سيكون واضحاً لمصر أن استمرار المساعدات مرتبط بالمحافظة على علاقات السلام مع الدولة العبريّة، أمّا الاعتبار الثاني أن قسماً كبيراً من الشعب المصري لا يوالي الولايات المتحدة بسبب تأييدها لإسرائيل وغزوها للعراق، وعلى العموم قد يكون النظام القادم أقل صداقة للولايات المتحدة مما كان نظام مبارك، وستحتاج الإدارة الأمريكية إلى أنْ تبني من جديد بعض الصلات بينهما، وقد بدأت تعمل في هذا الاتجاه، على حد تعبير كام.

انتصار حزب الله
وكان مركز بيغن السادات في تل أبيب قد قال مؤخرًا إنّ انتصار حزب الله وتحقيقه لنجاح باهر، وحركة حماس من بعده، قد يزيد من شعبية الحركات السنية، مثل الإخوان المسلمين في الأردن ومصر، ما يعني تشكيل (شرق أوسط جديد)، مختلف عما خططت له، كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة. ولفت إلى أنّ هذا التخوف قد زاد، بصورة مبالغ فيها، بعيد اندلاع ثورة يناير غير المتوقعة، لافتًا إلى أنّه لو تحولت مصر إلى يد الإخوان المسلمين سنشهد شرق أوسط جديد، ومختلف، تمامًا، لأنه تحول تاريخي للمنطقة والعالم، وتغيير دراماتيكي لإسرائيل نفسها، خاصة وأن الإخوان المسلمين، أو التيار الديني السياسي له الأفضلية والأغلبية في الشارع المصري حاليًا.




 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.79
GBP
240162.64
BTC
0.53
CNY