الاب صالح الخوري: يجب العمل على التعاون الاقليمي في المجالات المشتركة والعمل على تعزيز ثقافة المبادرة والانتقال من حالات الخمول والصراع الى حالات التعاون

احتفلت ادارة معهد غفعات حبيبة في مطعم السلام في سخنين بتخريج مجموعة جديدة من المنتسبين الى دوراتها وهذه المرة كانت مجموعة عربية – يهودية من الجليل ، درسوا لثمانية أشهر في المعهد فرع سخنين باشراف الدكتور غزال أبو ريا مدير الفرع وبمشاركة دوفي افيغور.
وذكر ان هذا المشروع هو مشروع ريادي في التعاون الاقليمي في الجليل وبمشاركة ودعم صندوق فريديخ ابريت الالماني حيث يشارك في المشروع 24 قيادياً من السلطات المحلية العربية واليهودية والجمعيات من منطقة البطوف ، الشاغور ،كرميئيل ومسجاف، وقد تلقى افراد المجموعة بمرحلة تعلم ودراسة في بناء رؤيا واستراتيجية للتعاون الاقليمي الفعال، كذلك جولات تعليمية وأيام نهاية الاسبوع، وورشات في موضوع بناء مشاريع ومبادرات ، كما ويهدف المشروع الى تنمية مبادرات بين المشاركين على صعيد الشخصي والمؤسساتي، وجرى الحفل بحضور ومشاركة مدير غفعات حبيبة رياض كبها والدكتور غزال ابو ريا مدير فرع سخنين ورئيس المجلس الاقليمي مسجاف وعدد من الوجهاء والقياديين.

التعاون الاقليمي
يشار الى ان عدد من المحاضرين والمرشدين من الوسطين العربي واليهودي قد شاركوا في برمجة وتعليم المشروع ، حيث انه تبين ومن خلال احصائيات مؤكدة انه يعيش في الجليل 50% من السكان العرب ، وان هناك إقصاء للعرب في التخطيط والبرمجة ، وأن الإقصاء نابع من حواجز داخلية وخارجية ،أي أن المؤسسة لا تشرك المؤسسات العربية في البرمجة واتخاذ القرارات ، وهذا يخلق واقعاً من اقصاء السكان العرب في الشراكة الحقيقية، كما وأن العرب أنفسهم يقومون بإقصاء ذاتي لانفسهم حينما لا يقومون بتربية ابنائهم على معرفة المكان ، والمكان ليس اسماً ،بل حاضراً، وهوية.
الدكتور غزال ابو ريا مركز المشروع رحب بالحضور فرداً فرداً واعتذر عن حضور رئيس بلدية سخنين مازن غنايم لتواجده خارج البلاد وأشار الى أن مجموعة المشاركين ترى اهمية لمبادرات بين المشاركين ، العرب واليهود، وبين العرب انفسهم، من خلال التأكيد ان هنالك واجب على تنمية هوية من التعاون والمصالح المشتركة لسكان الجليل ، فالجليل الذي يسكنه عربا ويهود والعرب يشكلون 50% من سكان الجليل ومن العرب عامة ، وان استراتيجية المصالح المشتركة تعزز الحياة المشتركة ، وهذا منوط بالتخطيط سوية وعدم اقصاء طرف للآخر، ففي النهاية نعيش سوية ، نأكل من نفس الارض ، ونشرب من نفس المياه ، ونستنشق نفس الهواء ، ومن هنا التعاون الاقليمي هو حاجة استراتيجية من خلالها نخلق واقعاً افضل لحياتنا.

معاناة كمواطنة عربية
الاب صالح الخوري أحد المباركين في التخريج نوه الى اهمية التعاون الاقليمي في المجالات المشتركة والعمل على تعزيز ثقافة المبادرة والانتقال من حالات الخمول والصراع الى حالات التعاون، لأن جميع بني البشر لديهم المشاعر المشابهة للآخرين وعلينا احترام مشاعره، كما وان الدورة تمكن المشاركين من اكتساب آليات واستراتيجيات في التعاون الاقليمي مشيراً الى انه يجب ان يكون التزام ومسؤولية نحو المنطقة التي نعيش بها.
رئيس المجلس الاقليمي مسجاف قال:انا اثمن عالياً الجهد الذي يبذله رجال التربية في المنطقة من اجل التفاهم بين جميع سكانها ونشكر غزال ابو ريا الذي له الجهد الكبير في هذا الاتجاه، على امل ان يتم ترجمة ذلك على ارض الواقع.
رياض كبها مدير معهد اليهودي العربي للسلام غفعات حبيبة أشار الى ان المشروع رائد وله اهميته وأكد على ان فرع سخنين بموارده المحدودة يبرمج مشاريعاً احادية القومية هامة وكذلك مشاريع ثنائية القومية ،على امل ان تعود الفائدة على سكان المنطقة ككل.
اما هيفاء غطاس احدى المشاركات في المشروع تحدثت عن معاناتها كمواطنة عربية تعيش في مدينة كرميئيل وان اجواء كثيرة من العنصرية المقيتة تمر بها هي وكل عربي يسكن المدينة وان مشروع كهذا قادر على أن يبلور افكار جديدة تؤدي الى نزع الشرعية من العنصريين ، وتجريدهم من كل منابرهم التي تنعق بالسموم.