الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 07:01

محمد القيق: اليونان وأسطول الحرية وعِبرة مبارك

كل العرب
نُشر: 19/07/11 15:43,  حُتلن: 08:43

محمد القيق في مقاله:

اليونان لم تذكر في حساباتها معادلة نظام حسني مبارك المخلوع حين سحقه التاريخ وبقيت غزة صامدة شامخة

إذا استمرت اليونان بمحاربة الحرية والشعب وإرادة التحرر فإن مصيرها كما نظام حسني مبارك وغيره من الذين قالوا "لا أريكم إلا ما أرى"

 مفارقة عجيبة ترى بالعين المجردة بأن كل الذين وقفوا في وجه حرية غزة وشعب فلسطين وكرامته من غير المحتلين الصهاينة دخلوا في أزمات مالية

الظلم يسري في العالم بشكل متسارع، وتحويل الحقائق بات الشغل الشاغل للصهيونية، وما يحدث من أحداث منذ مطلع العام 2011 له دلالات واضحة على انتصار ثقافات وهزيمة أخرى إن حسبناها على الثقافة .ولعل البارز اليوم موقف لم يتوقع من دولة اليونان التي جعلت نفسها في موقع سلاح البحرية الصهيونية وبدأت القرصنة على سفن أسطول الحرية وكأن الديمقراطية ونصرة حقوق الإنسان شعارات مكتوبة في دساتير إما أهانتها حكوماتها أو ثبت فشلها وزيفها.

الإبتزاز المالي والسياسي
وحتى أن اليونان التي تعصف بها أزمة مالية خانقة لعبت في ورقة المصالح في باب لا أخلاقي وهو عقد صفقات مالية مع دولة الكيان الصهيوني مقابل أن تقوم بدور الجندي الحارس الذي يحاصر غزة.غزة اليوم أصبحت تمنع عنها السفن من دول بالوكالة عن الاحتلال لتكون دماء أهلها وجوع وحصار أطفالها في خانة الابتزاز المالي والسياسي التي وافقت عليه بعض الدول كما اليونان مقابل مساعدات مالية واقتصادية لفك أزمتها الداخلية، وكأن قدر غزة أن تعتاش حكومة الفساد في اليونان من حصار الشعب الفلسطيني وهو ما يسمى رقص على الجراح.

معادلة نظام حسني مبارك
ولكن اليونان لم تذكر في حساباتها معادلة نظام حسني مبارك المخلوع حين سحقه التاريخ وبقيت غزة صامدة شامخة، فكان من هذا النظام أن حاصر بل وحارب وقمع وجعل معبر رفح من غير الممكن في تفكير الفلسطينيين والمصريين أن يفتح ويفك الحصار، ولكن الأيام دارت وكتب التاريخ نهاية ظالم ومحاصر كان يحافظ على مصالحه الخاصة من تصدير للغاز وشركات وغيرها، فكان لزاما على اليونان مفكرين ومثقفين وسياسيين أن يقفوا في وجه سياسة الحكومة المتواطئة مع الاحتلال ليس حبا في غزة وشعب فلسطين وليس دفاعا عن شعار يقال إنه حرية وديمقراطية في بلد أوروبي.

لا أريكم إلا ما أرى
بل حتى يكون حسني مبارك عبرة لمن لم يعتبر، فاليونان إذا استمرت بمحاربة الحرية والشعب وإرادة التحرر فإن مصيرها كما نظام حسني مبارك وغيره من الذين قالوا "لا أريكم إلا ما أرى"، فلم ير ولكننا رأيناه وبعده رأينا ما نريد أن نرى.الأيام تسجل المواقف يا حكومة اليونان وإن كان الثمن للحرية دراهم معدودة من احتلال مغتصب، فإن ويلات الحصار ستسجل العار عليكم وكان من الحكمة أن تعتبروا ممن أغلق معبر رفح.وهناك مفارقة عجيبة ترى بالعين المجردة بأن كل الذين وقفوا في وجه حرية غزة وشعب فلسطين وكرامته من غير المحتلين الصهاينة دخلوا في أزمات مالية ومنها اقتصادية فخلعت أنظمة وبقيت أخرى تعطي نصف الراتب!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة